بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 كانون الثاني 2019 12:03ص هاشم: التجديد هو أن نبعث في تراثنا الحيوية لا أن نغيّر في القرآن والسُّنة؟!

حجم الخط
أكد الدكتور أحمد عمر هاشم ـ عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ـ أن الأزهر الشريف، هو الحامي لتراث الأمة وهُويتها، ورفض الدعوات التي تطالب بتقليص التعليم الأزهري، وقال إنها دعوات آثمة. 
وقال في حوار إعلامي أن الأمة الإسلامية تتعرض لهجمة عدائية شرسة تعمل على التشكيك في السنة النبوية .. لافتا إلى أن الأزهر قادر على التجديد الديني، وأنه بالفعل يعكف على تطوير مناهجه وتأهيل خريجيه بما يتواءم مع معطيات العصر. وشدد على أهمية مسايرة الأئمة والدعاة العصر والتحديات الحضارية التي تتعرض لها الأمة..
تنقية التراث
وتحدث حول ما يثار من قضية تنقية التراث فقال: إن التراث نحققه ونقوم بالتعليق عليه بالفعل.. فما يحتاج إلى تنقية تتم تنقيته، وما لا يحتاج إلى تنقية نقوم بتحقيقه وشرحه.. ومثال ذلك ما قمت به منذ 17 عاما عكفت فيها على شرح أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى وهو صحيح الإمام البخاري، وهو بين يدى الآن.. هذا الكتاب شرحته في 17 عاما ويقع في 16 مجلدا، كل مجلد 600 صفحة، تناولت فيها جميع الأحاديث التي أوردها الإمام البخاري من أولها إلى آخرها.. هذا الكتاب هو الأول في كتب السنة النبوية تلقته الأمة بالقبول، وهو أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، وقررته بعض الجامعات العربية والإسلامية، وقمت بشرحه وبيان ما يستنبط من كل حديث من أحكام كما قمت بتحقيق كتاب «صحيح مسلم» وكتاب تدريب الراوي للسيوطي وكتاب «الكفاية في علم الرواية»، وغير ذلك من الكتب.
واكد على إنه ليست كل الكتب تحتاج إلى تنقية، لكن بعضها فقط، فالبخاري ومسلم لا يحتاجان إلى تنقية. أما الذين يشككون في البخاري وغيره فهؤلاء أحد شخصين، إما إنسان عدو للإسلام ويريد أن يحارب الدين، فلذلك يحاربه من خلال أصح كتب السنة، لأن الطعن فيها طعن في الإسلام كله. وإما أن يكون جاهلا لم يرجع إلى كتب الشروح التي توضح له الحقائق.. ونحن حيال أعداء الدين أو الجاهلين نحسن بهم الظن وندعوهم إلى كلمة سواء، ونقول لهم: عودوا إلى ربكم وتوبوا إليه واعلموا إن لم تكونوا تعلمون أن الطعن في كتب السنة وانكار ما صح من الأحاديث مثله مثل من يضع الأكاذيب، وكلاهما كذب على رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، والوعيد الشديد لمن يكذب على الرسول لأنه  صلى الله عليه وسلم  قال: «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»، فاحذروا كل الحذر من الطعن في الأحاديث الصحيحة التي جهلتموها أو تجاهلتموها، وهذا ما تقوم به المنظمات والأيديولوجيات المعادية للإسلام التي تنشر حملات ظالمة على هذا الدين الحنيف.
ورداً على ما يقوله البعض من أن الأزهر غير قادر على تجديد الخطاب الديني.. أكد هاشم على أن التجديد معناه أن نبعث في تراثنا الروح والحيوية وليس معناه أن نغير القرآن والسنة أو الأحكام الشرعية، والذين يفهمون ذلك هم المجددون، فالتجديد يكون في طريقة العرض وفي بيان الحكم في ما استجد من أمور في الحياة وظواهر لم تكن موجودة من قبل، والحمد لله الأزهر يقوم بهذا خير قيام.
وقال: بلا شك نحن في هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية نضع نصب أعيننا هذا الهدف، وهو التطوير والتحديث والتجديد وبيان ما ينبغي أن يضاف وما تحتاج إليه الحياة التي تتغير ومن يلاحقها بالثقافة الإسلامية الأصيلة، وهذا ما نقوم به، وأنا أرى أن واجبنا كعلماء وأزهريين أن نضاعف هذه الجهود ونعد جيلاً من الشباب الذين يتحملون المسؤولية لنشر الإسلام ويردون على الافتراءات التي يقولها أعداء الإسلام، ونحن بصدد إخراج موسوعة ترد على هذه الشبهات التي أثارها أعداء الإسلام وما زالوا يثيرونها حتى الآن وواجبنا ألا نكتفي بذلك، بل نضاعف الجهود لأننا في أمس الحاجة لمضاعفة الجهود تجاه التحديات الحضارية التي نتعرض لها.