بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تموز 2019 12:04ص هكذا نصنع المجرمين..؟!

حجم الخط
غضب كبير ينتابني حين أرى زوجين يعيشان في انقلاب «مفاهيمي» و«أخلاقي» و«حياتي»، وبالتالي في غربة واضحة وحقيقة عن رقيّ هذا الدين العظيم..

وليس الغضب بسبب ما يفعلانه بذاتهما.. وإنما هو لنتيجة هذا الفعل المشين الذي سيخرج لنا في القريب العاجل شئنا أم أبينا... نماذج بشرية يمكن لها في أي وقت أن تتحوّل إلى كتل إجرامية معقدة..؟!

فإن الواقع يخبرنا بما لا يدع مجالا للشك أن استقرار «الحروب» الزوجية داخل البيت، وتحوّل القرارات إلى انفعالات مع أحداثها، ثم ترقّب أية فرصة لتحقيق نصر مزيّف من قبل أحد الأطراف على الآخر... لن يكون إلا حتماً على حساب هؤلاء الأبناء الذين أصبحوا أرضا خصبة لاستقبال كل «بذور» الجرائم أخلاقيا وسلوكيا وأمنيا وطبعا... نفسيا..؟!

ومن هنا ناديناه وننادي اليوم لنقول..

تعالوا لنبادر في اعتماد الخطط التي تصلح مسيرة الأسرة في بلادنا.. بدءا من الزواج وكل العلاقات فيه.. ووصولا إلى مرحلة الطلاق التي تفشّت عندنا..؟!

تعالوا لنعمل جميعا بكل اختصاصاتنا ومجالاتنا لنجعل الأسرة حماية للمجتمع.. لا تدميرا له..؟!

إن تحوّل العلاقة بين الأب والأم إلى ما يشبه مرحلة حرب الاستنزاف، هو في الحقيقة عملية صناعة للمجرمين في بلادنا... ولا أعتقد أننا بحاجة للمزيد منهم..!؟

ولهذا أمر الله تعالى كل زوجين بحسن الاختيار.. ومعه أمر بالمودّة والرحمة... ومعهما أمر بحسن تحمّل المسؤولية... وفوق كل ذلك أمر بالفضل والإحسان... ثم أتى البعض بجاهليته فضرب بكل ما سبق ضرب الحائط... ثم أطلق العنان لإبليسية الفكر عنده.. فرأينا ما رأينا..!؟

إن المجتمع أيها السادة الأفاضل، يحتاج إلى دورات تدريبية في موضوع الطلاق كما يحتاج إلى دورات تدريبية في موضوع الزواج...

أما إن أبينا.. واستكبرنا.. وأصرّ كثير منا على بقاء السوء الذي نحن فيه، فستزداد المعاناة مع مرور الأيام، وستكثر المآسي من حولنا... وسيكون العمل الوحيد المتاح أمامنا للاستعداد للمستقبل.. هو بناء المزيد من السجون وتشييد المزيد من المصحات النفسية، وحسبنا الله ونعم الوكيل...

bahaasalam@yahoo.com