بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تموز 2018 12:03ص هل أصبحنا أعصياء على الإبداع؟

حجم الخط
لا أدري ما السبب الذي جعل المجتمع اللبناني بكل فئاته ومجالاته مجتمعا عصيا على الإبداع والإبتكار ومدمنا للتقليد والنمطية، في عصر لا مجال فيه للتقدم والتطور إلا من خلال العمل المستمر على تحقيق الإبداع في مختلف نواحي الحياة.
ولا يظن أحد أن ما نقوله دخيل أو جديد في ديننا كمسلمين، بل إن النبي  صلى الله عليه وسلم  بيّن لنا منذ 1400 سنة أهمية الإبداع والابتكار في الأساليب الدعوية والاجتماعية وغيرها والتي تيسر للناس أمر حياتهم فقال: (مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ).
ومن منطوق الحديث السابق نستنبط أن الدعوة هنا هي إلى الإبداع والابتكار وفق ما يتناسب مع ظروف وأحوال ومتطلبات ومعطيات العصر، ولا يناقض أو يعارض أو يخالف أصول الدين، وهذا ما رأيناه بالفعل ثابتا ومحققا عند الصحابة والتابعين والسلف الصالح في سبيل ضمان فعالية مسيرة الأمة دعويا وثقافيا واجتماعيا وتربويا و اقتصاديا ..
ولعل غياب الإبداع عن الفكر وعن ثقافة الفرد والمجتمع والمسؤولين في بلادنا أدى إلى تثبيت تلك الصورة المشوهة عن الدين في نفوس كثير من الناس، سيما وأن غيرنا بالمقابل يعمل على التشويه والتشكيك وزعزعة الثوابت في أذهان وعقول الناس.
ولقد كتبنا كثيرا عن أهمية هذا الأمر عند الدعاة وعند المعلمين وعند الموجهين وعند كل إنسان يرى في نفسه مسؤولية تجاه هذا المجتمع، ومع ذلك... لا حياة لمن تنادي...؟!
ولذلك... نكرر ونقول.. أن الإبداع وخاصة في العصر الذي نعيش فيه اليوم بات شرطا أو أساساً أو ركنا رئيسا لكل من يريد أن يخدم هذه الأمة...
فالتربية الإبداعية... ورعاية المبدعين... وتنمية ثقافة الإبداع... واحتضان كل من يبدع.. بل وتفعيل مجالات وسبل الإبداع في بلادنا .. هي الطريق الوحيد للتميز والتقدم في عصرنا...
وبالتالي نحن نطالب بخطوة رائدة، تحقَّق في كل مؤسسة تعمل في مجال خدمة الناس أيا كان خدمة هؤلاء الناس... وهي أن يتم فورا المبادرة إلى إنشاء (القسم الإبداعي) الذي يعمل ويسهر ويسعى لتقديم الأفكار الإبداعية التي تخدم العباد والبلاد...
 خاصة أننا وبكل أسف أصبحنا في عصر... لا خدمة فيه إلا «للمقلدين»...؟!