بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 شباط 2018 12:03ص هل فعلاً اتخذنا الرسول أسوة حسنة..؟!

حجم الخط
حين يقول الله تعالى في كتابه الكريم {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} فهذا يعني أنه علينا لزاماً أن نتيقن أن التأسيَ برسول الله صلى اللع عليه وسلم لا يكون في جانب دون جانب، ولا في ناحية دون ناحية، ولا يكون في الدين دون الدنيا، بل التأسي به صلى اللع عليه وسلم واجب في الدين والدنيا، والعبادة والمعاملة، والأخلاق والآداب، والسلم والحرب، والأمن والخوف.. وبكل شيء مهما كبر أو صغر..
فالنبي صلى اللع عليه وسلم هو الأسوة الحسنة في معاشرته لأزواجه وهو الأسوة الحسنة في أخلاقه.. فقال الله له (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) فهل أخلاقنا كما أراد النبي...؟!
خاطبه المولى تعالى فقال له: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.. فهل تعاملاتنا وعلاقاتنا قائمة على الرحمة واللين والعفو والمشاورة...؟!
أمرنا الله فقال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ} فهل نحن أوفياء في عهودنا..؟!
روى أنس بن مالك رضى الله عن رسول الله: «خدمته عشر سنين، ما قال لي أفٍ قط، ولا قال لشيء فعلتُه لم فعلتَه؟ ولا لشيء لم أفعله ألا فعلت كذا؟» فكيف علاقتنا بمن هم دوننا..؟!
رسولنا صلى اللع عليه وسلم بيّن لنا فضل العلم في كل مجالات الحياة.. فهل أحسنا العلم والتعلم والعمل بالعلم..؟!؟ 
إن الخطورة الكبيرة في عدم التزامنا بالقاعدة القرآنية العظيمة التي تخبرنا بأن النبيّ هو القدوة لنا...؟! هي أننا فقدنا القدوة في فكرنا ونفوسنا وثقافتنا وحياتنا حتى فقد أبناؤنا القدوة فينا ثم فقد المجتمع بأكمله معنى القدوة... فكانت النتيجة الطبيعية انتشار الفساد واختلاط المفاهيم وانقلاب المقاييس..؟!
ولذلك نقول لقد أصبح الأبناء والشباب والنشء كله يراقب كل العاملين في مجالات الحياة من حوله فلا يجد القدوة.. والسبب أننا لم نحسن لا الفهم ولا العمل ولا التطبيق لقوله تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}..
ومن هنا نقول إن المطلوب اليوم وبسرعة أن نعود بعبادتنا وأخلاقنا وتصرفاتنا وعلاقاتنا وأعمالنا وزواجنا وأبنائنا وأهلنا وجيراننا وأصدقائنا وكل أمور حياتنا إلى شرف الاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام حتى نرى أثر هذا الاقتداء في نفوسنا ومجتمعاتنا..؟!؟

الشيخ بهاء الدين سلام