بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 شباط 2020 12:02ص وَقُل ربِّ زِدْني عِلْماً

حجم الخط
محمد الخانجي *

لقد رفع الله - تعالى - شأن العلم وأهله، وبيَّن مكانتهم، ورفع منزلتهم، فقال - سبحانه وتعالى -: {يَرْفَعِ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}، ولم يأمر الله - تعالى - نبيه  صلى الله عليه وسلم بالاستزادة من شيء إلا من العلم، فقال له - سبحانه وتعالى -: {وَقُل ربِّ زِدْنِي عِلْماً} وما ذاك إلا لما للعلم من أثر في حياة البشر، فأهل العلم هم الأحياء، وسائر الناس أموات.

فللعلم شأن جليل، وفضل عظيم، ومكانة رفيعة، فيحسن بنا معلّمين ومتعلّمين أن نستحضر هذا المعنى، ونضعه نصب أعيننا وفي سويداء قلوبنا، فما يقوم به أهل العلم في سبيل العلم يعلي ذكرهم، ويرفع شأنهم، قال الله تعالى: {يرفعِ الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}. وقال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}. وعن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: ذكِرَ لرسول الله  صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم، فقال عليه الصلاة والسلام: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم».

إن التعليم مسؤولية تربوية، فمن خلالها تبنى الأجيال، وتعظم الآمال، فهي تفرض على المعلم أن يكون مثالا في الخير لطلابه، فعين الطالب ترقب معلّّمه ومدرّسه في حاله ومقاله, ذلك لأنه محل اقتداء وأسوة, واحترام وقدوة، ولأهمية المعلمين كان أشراف الناس يتخذونهم لأبنائهم معلمين ومربّين، قال الشافعي لمؤدّب أولاد هارون الرشيد: ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح الأولاد إصلاح نفسك؛ فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما تستحسنه، والقبيح عندهم ما تركته.

وتابع: روح العلم وحياته وقوامه إنما هو بالقيام به عملا وتخلّقا وتعليما ونصحا، فالشرف للعلم لا يثبت إلا إذا أنبت المحامد وجلب السعادة وأثمر عملا نافعا، لذلك يتحتّم على كل طالب وطالبة النظر بعين الاحترام والإجلال والإكرام والتواضع للمعلم فتواضع الطالب له عزّ ورفعة، فإن حق المعلم على الطالب التعظيم له وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه وألا يرفع عليه صوته كما يجب الإذعان لنصائحه وتحرّي رضاه.

فيجب علينا أن نقوم بتهذيب أبنائنا من داخل بيوتنا، وأن لا نسمح لهم بالإساءة إلى المعلم أو المعلمة لأن طالب اليوم هو رجل الغد وهو من سيخرّج الأجيال غدا.

في يوم المعلم علينا جميعا تقديره واحترامه، فهو الذي علّم أجيال وخرّج أجيال وثقّف أجيال لبناء مجتمع متقدّم وراقٍ ومزدهر.

 * إمام وخطيب مسجد قريطم