بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 تموز 2019 12:03ص وُلدنا أحراراً... وسنبقى أحراراً

حجم الخط
ان القارئ لنظام الإسلام يدرك انه نظام لكل زمان ومكان، نظام رسم خارطة متكاملة للإنسانية على اتساع انتشارها وتعدّد ثقافاتها ولغاتها وعاداتها ومشاربها... وكيف لا... وهو نظام أحدث إنقلابا جذريا في حياة العرب التائهين في الصحراء الغارقين في عادات وتقاليد سمَتِها القهر والظلم، وجعل منهم قادة في العلم والفهم والسلوك، هزموا أكبر امبراطوريتين في العالم هما الامبراطورية الرومانية والامبراطورية الفارسية.

هذا النظام استمر لثمانية قرون تلت، يشعُّ علما وحضارة على كل العالم... بما في ذلك أوروبا التي كانت غارقة في الجهل وقتذاك... وعقيدة الإسلام إبان ظهورها اكتسحت كل العقائد الواهية، فلم يمضِ قرن واحد إلا وقد آمن بها الناس في مشارق الأرض ومغاربها.. فكان الإسلام دين الناس أجمعين لأنه الأفضل والأصلح لهم، وكان المسلم خير مبشّر بدينه وأفضل داعية له بخلقه القوّيم وعقيدته السمحة التي تتفاعل بالرحمة وبالإنسانية.

أما النظام السياسي الإسلامي... فترك الأمر شورى للناس، وهذا ما تصبو إليه البشرية، وجعل الولاء للأمة محل الولاء للقبيلة أو اللون... فالناس سواسية كأسنان المشط ليس بينهم أي فارق إلا بالتقوى... وفتح الإسلام باب الاجتهاد (التشريع لخدمة المجتمع والأمة) مما جعله صالحا لكل زمان ومكان كما رسمت الشريعة الإسلامية نظاما اجتماعيا متكاملا للناس حضّت فيه على مكارم الأخلاق، ونظمت شؤون معاشهم في دنياهم... في السياسة والاجتماع والاقتصاد... في المسجد مع الله وخارج المسجد مع الناس... نظمت علاقة الحاكم بالمحكوم فرسمت واجبات الحاكم وحقوق الرعيّة وأرست قواعد العدل والانصاف بين الناس.

إنه لا إكراه في الرأي... ولا حجاب بين السلطة والناس... ودماء الناس محجوبة وكذلك أعراضهم وأموالهم، لا قهر.. ولا ظلم... ولا استعباد... لقد وُلدنا أحراراً وسنبقى أحراراً... ما على الناس إلا أن يقرأوا القرآن الكريم ويتفكّروا في آياته فسيجدون الحلول لكل مشاكلهم الإنسانية لانه نواة الإسلام... والدين السماوي الذي شرّعه خالق الناس ومبدعهم وأنزله على قلب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

وفي القرآن خلاص من السجن الرهيب الذي تعيشه الإنسانية اليوم..

في القرآن أنوار الهداية للذين يتخبّطون في ظلام الأنانية والقهر والاستعباد..

في القرآن قواعد العدالة والإنصاف الممهّدة للأمن والأمان..

في القرآن حياة للناس.. كل الناس.