اعتمد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد رئيس اللجنة العليا لأعمال الوزارة في الحج والعمرة والزيارة الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، خطة عمل الوزارة لموسم حج هذا العام 1440هـ، إنطلاقاً من رسالتها السامية في خدمة الإسلام والمسلمين؛ تحقيقاً لرؤى وتوجيها القيادة الرشيدة لهذه البلاد المباركة، التي أخذت على عاتقها شرف خدمة ضيوف الرحمن، وتقديم كل التسهيلات لهم لأداء النسك بكل يسر وسهولة.
وأوضح نائب الوزير نائب رئيس اللجنة العليا لأعمال الوزارة في الحج والعمرة والزيارة الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد، أن الخطة ستُنفذ على ثلاث مراحل؛ المرحلة الأولى تبدأ من حين قدوم الحجاج عبر المنافذ والمواقيت غرّة شهر ذي القعدة حتى السابع من شهر ذي الحجة ويتم توزيع مطبوعات الوزارة الدعوية والإرشادية على الحجاج القادمين.. ثم تليها المرحلة الثانية في الأيام التي يبقى فيها الحجاج في المشاعر المقدسة من الثامن وحتى الثالث عشر من شهر ذي الحجة.
ثم تعقبها المرحلة الثالثة والأخيرة والتي تبدأ من الرابع عشر من شهر ذي الحجة 1440هـ وحتى مغادرة الحجاج إلى بلادهم في الخامس عشر من شهر محرم 1441هـ والتي يتم فيها توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين (المصحف الشريف وتراجمه)، الذي يُقدم لكل حاج عند مغادرته للمملكة.
وأضاف: ومن المهام والأعمال التي تقدّمها الوزارة لضيوف الرحمن في موسم الحج، العناية بالمواقيت وتهيئتها للحجاج والمعتمرين، وتهيئة المساجد والجوامع في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وتهيئة مساجد الطرق السريعة التي تمر بها قوافل الحجاج والمعتمرين، وتكليف عدد من الأئمة والمؤذّنين لها.
وقال: كما بدأت الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة، في تنفيذ خطتها لتوعية الحجاج والمعتمرين بما يحقق الاحتياجات المطلوبة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وتكليف مجموعة من العلماء والدعاة والمترجمين المتخصصين للإجابة على استفسارات الحجاج باستخدام الوسائل المختلفة، ومنها خدمة التوعية الآلية عبر الهاتف المجاني للحجاج والمعتمرين (مناسك) ، وبعدّة لغات.
وبيّن الدكتور ابن سعيد أن الوزارة - ممثلة بالإدارة العامة لتقنية المعلومات - جهزت عدداً من التطبيقات الإلكترونية التي تسهم في تقديم الخدمات لضيوف الرحمن وفق أعلى معايير الجودة الرقمية وبما يمكّن من سهولة الحصول على الخدمات مواكبة لرؤية 2030.
وأوضح أن الوزارة - ممثلة بوكالة المطبوعات والبحث العلمي - زوّدت المنافذ البرية والبحرية والجوية بكميات كبيرة من المطبوعات والمطويات الإرشادية لتوزيعها على حجاج بيت الله بمنافذ المملكة المتعددة، كما تشرف على برنامج هدية خادمة الحرمين الشريفين لتوزيع المصحف الشريف، وعلى تنفيذ برنامج خادم الحرمين الشريفين لإستضافة عدد من النخب المؤثرة من المسلمين في مختلف دول العالم.
الوزير د. عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ
البدء بالمرحلة الأولى
هذا وأعلنت قيادة قوات أمن الحج، أنه تم ابتداءً من صباح اليوم الجمعة 25 شعبان 1440 الشروع في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة أمن الحج المعتمدة من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وذلك بتطبيق أنظمة الحج التي تقضي بحصول المواطنين والمقيمين الراغبين في أداء فريضة الحج على تصريح بذلك قبل التوجه إلى مكة المكرمة، حيث يتم في هذه المرحلة منع المقيمين الذين لا يحملون إقامات مصدرها العاصمة المقدسة ولا يتوفر لديهم تصاريح عمل فيها من الدخول إليها وإعادتهم إلى حيث أتوا، حيث بدأت مراكز الضبط الأمني على مداخل العاصمة المقدسة بالشميسي، والتنعيم، والكعكية، والشميسي القديم، وسبوحة، والكر – الشميسي، في تنفيذ ذلك بدءاً من صباح اليوم.
وأكدت قيادة قوات أمن الحج، أنه سيتم تطبيق أنظمة وتعليمات الحج بكل حزم، كما أهابت بكافة المقيمين الذين يرتبطون بعقود عمل بالعاصمة المقدسة أو المشاعر المقدسة خلال هذه الفترة وحتى العاشر من ذي الحجة بالحصول على التصاريح اللازمة للدخول إلى مكة المكرمة قبل التوجه إليها.
الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة
من جهتها أكملت الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة, تجهيزاتها استعداداً لموسم الحج لهذا العام 1440هـ، حيث أوضح الأمين العام للتوعية الإسلامية محسن بن سيف الحارثي, أنه تم عقد اجتماعات متتالية مع اللجان المكلفة بتنفيذ خطة العمل ومن ضمن ذلك البحث عن مواقع لتأجيرها لمراكز التوعية الفرعية بمكة المكرمة وتجهيزها بما يلزم للاستعداد لمباشرة الدعاة فيها من بداية الموسم، كما ويتم زيارة المواقع المخصصة للتوعية الإسلامية في المشاعر المقدسة (منى ومزدلفة وعرفات) وتجهيزها بما تحتاجه من مستلزمات، كما ويجري العمل لتجهيز المواقع المختلفة لإنطلاق النسخة الجديدة من الهاتف المجاني التي ستضم ما يزيد عن 140 خطاً هاتفياً في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
خيام متعدّدة الطوابق
في سياق متصل بموسم الحج للعام الحالي، سيتم للمرة الأولى في حج هذا العام تطبيق نظام الخيام متعددة الطوابق في مشعر منى، ضمن جهود المملكة للارتقاء بالخدمة المقدمة لضيوف الرحمن، وتحقيق رؤية 2030 بزيادة الطاقة الاستيعابية للحجاج والمعتمرين، وتأتي المبادرة التي تقودها مؤسسة مطوفي الدول العربية، لبناء أدوار متكررة فوق خيام ومطابخ مشعر منى، بهدف استحداث مساحات إضافية للسكن، والمستودعات المخصصة للمواد التموينية، بما يتوافق وسهولة الاستخدام، وستبدأ معالم المشروع الذي تم بتوجيه ورعاية ودعم وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بنتن، ومن هيئة تطوير مكة المكرمة والهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بالظهور مع بداية موسم الحج هذا العام.
وكشف رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية المطوف مهندس عباس قطان، أن مشروع بناء الأدوار المتكررة بمنى يعتمد على استغلال الارتفاع الرأسي للمشعر بالاستفادة من مواقع الخيام في عدة أجزاء، بعضها مخصص للمطابخ، والبعض الآخر للخيام التي تقتصر عليها التجربة هذا العام، مبيّنا أن الطابق الأرضي يخصص لإسكان العمالة، واحتواء المواد التموينية التي يحتاجها ضيوف الرحمن خلال موسم الحج.
ونظرا للمساحة التي كانت تشغلها المستودعات الموقتة التي تُعد أساسية في خدمة الحجاج، إضافة إلى مواقع العمالة، تم استحداث طابقين في المساحة المخصصة لتجربة هذا العام، حسب المهندس قطان، مشيرا إلى نيّة استغلال أدوارها العلوية في إسكان الحجاج، مؤكدا أن هذه التجربة وفّرت مواقع إضافية لعدد 8 حجاج إضافيين في كل مخيم.
كما تمت دراسة الموقع بالتعاون مع هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، فيما اعتمدت للمبنى واجهات حديثة تتوافق مع التصاميم المعتمدة من الهيئة لمشعر منى، إضافة إلى قابلية المبنى للفتح والتركيب مجددا في أي وقت.
ولتحسين البيئة المخصصة لإسكان الحجاج وتطويرها، بيّن قطان أن المؤسسة عملت على تحويل جميع المكيفات بخيامها إلى فريون، وبناء أعداد إضافية من دورات المياه، وتزويدها بأدوات السلامة من رشاشات وكاشفات حريق.
ونوّه قطان إلى أن النمو الرأسي الذي تنتهجه المؤسسة في مشروعها للأدوار المتكررة يحتاج في مراحله المتقدمة إلى بنية تحتية قوية، من أنفاق وخدمات وتوصيل الدعم اللوجستي لجميع المواقع، مبيّنا أن ما تستهدفه المؤسسة في الوقت الحالي خطة عاجلة، ومكاسب سريعة تستطيع خلالها حل المعضلات التي تواجهها كل عام في المساحات والخدمات المقترنة بها، خلال إعادة توزيع الحجاج في المخيمات بما يتناسب مع المباني الجديدة، وتقديم الخدمات لهم عن طريق تخفيف تكدس الحجاج في المساحات السكنية بالمخيمات.
وأكد قطان أن تقييم التجربة سيعطي المخططين والمطوّرين في المراحل المستقبلية نواة جيدة لإنطلاق أعمالهم في المضي بالمشروع إلى مراحله المتقدمة، لافتا إلى أن التجربة لو تم تطبيقها في جميع مكاتب الخدمات الميدانية التابعة للمؤسسة، والتي يصل عددها إلى 148 مكتبا ستكون مكلفة، ولكنها تستحق قيمتها مقابل إراحة الحجاج وتوسيع السكن الخاص بهم والخدمات المقدّمة لهم، مبيّنا أن المؤسسة لا تسعى في هذه المرحلة إلى زيادة أعداد الحجاج بقدر ما تهدف إلى تحقيق راحتهم ومضاعفة الخدمات الخاصة بهم.