جال الأمين العام لـ«رابطة العالم الإسلامي» الدكتور محمد عبد الكريم العيسى، يرافقه القائم بالاعمال السعودي في لبنان الوزير المفوض وليد بخاري على كل من دار الفتوى والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومشيخة عقل الطائفة الدرزية في بيروت.
فقد استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، الأمين العام لـ«رابطة العالم الإسلامي» الدكتور محمد العيسى يرافقه القائم بالاعمال السعودي وليد بخاري، والمستشار السياسي في السفارة ماجد ابو العلا، ووفد من الرابطة، وقدّم المفتي دريان للوزير العيسى درع دار الفتوى عربون محبة وتقدير.
وأكد المفتي دريان على «العلاقة الأخوية والمتينة مع المملكة العربية السعودية ومؤسساتها الدعوية وخاصة «رابطة العالم الإسلامي» التي تعمل على الصعيد العربي والإسلامي لنشر روح التسامح والاعتدال والوسطية التي يدعو إليها الإسلام لمجابهة كل أنواع الإرهاب ونشر ثقافة السلام والإيمان بين الأمم والشعوب، ثم قدم العيسى للمفتي دريان درع الرابطة».
وقال الوزير العيسى: «تشرفنا بزيارة دار الإفتاء ولقاء المفتي دريان، وكان لقاء متميزا ولله الحمد، وحافلا بتبادل الآراء، وأيضا حافلا باستشراف المستقبل، الذي يعد بأن يكون أكثر تألقا نحو الوجدان الواحد ليشمل الجميع بحضانته، وبالحقيقة كان هذا اللقاء له أفقه الإسلامي، وأفقه الإنساني الحاضن للجميع، جرى في هذا اللقاء العديد من الموضوعات والمحاور التي تخدم الأهداف المشتركة في إطارها العربي والإسلامي والإنساني عموما. لبنان الشقيق يحفل بالتعددية، ولكن الجهود المبذولة من قبل الجميع، وأيضا من قبل سماحة المفتي تؤطِّر بإذن الله عز وجل مع بقية الفاعليات اللبنانية ذات الصلة هذه التعددية بالتأطير الإيجابي بحول الله عز وجل»، سائلا الله التوفيق، وأكرر إننا كنا في غاية السعادة بهذه الضيافة والحفاوة المنقطعة النظير».
وعن رؤيته إذا ما كانت ظاهرة الإرهاب قد خفّت في ظل السياسة الحكيمة التي تنتهجها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين بالتعاون مع الدول العربية وخاصة مجلس التعاون الخليجي؟ أجاب العيسى: «بلا شك، قامت المملكة العربية السعودية بجهود عالمية في محاربة الإرهاب، لديها اكبر المنصات الفكرية في مواجهة الأفكار المتطرفة، ولديها أيضا تحالف إسلامي قامت بتأسيسه يجمع الدول الإسلامية، وأيضا تضامنت مع هذا التحالف دول داعمة غير إسلامية، ولا شك ان هذه الجهود دفعت بمحاربة التطرف الى المزيد من التقدم، لا شك ان الحالة الإرهابية حاليا ليست كالسابق، هي في اندحار ولكن لا بد من مواصلة الجهود، والجهود ولله الحمد متواصلة في هذا بعزائم الحقيقة يشاهدها الجميع من خلال أفعال، وليس مجرد أقوال».
وعما إذا كان متفائلا بمستقبل لبنان قال العيسى: «بإذن الله عز وجل، لأني أرى رجالا حريصين كل الحرص بوجدان صادق ومخلص على ذلك».
في المجلس الشيعي
ثم زار وفد «رابطة العالم الإسلامي» والقائم بالاعمال بخاري، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في مقر المجلس، بحضور نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب وأمين عام المجلس نزيه جمول، وجرى التباحث بالقضايا والشؤون الإسلامية وسبل التعاون بين الدول والشعوب الإسلامية، وقدم العيسى نسخة من القران الكريم الى الإمام قبلان.
وتم التأكيد على «ضرورة الحوار والتشاور بين قادة العرب والمسلمين لتحصين وحدة الأمة وحل القضايا الخلافية بالحوار والتشاور لوقف النزاعات والحروب في البلاد العربية والإسلامية».
وبعد اللقاء قال الشيخ العيسى: سعدنا بزيارة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، وسعدنا كذلك بالحوار الذي دار معه، وكان لقاء اخويا مفعما بالحرص على ان تكون الأمة الإسلامية على قلب واحد وفي فاق واحد، يستشرف مستقبلها الذي يجب ان تكون عليه، كان هذا اللقاء كما قلت مقرونا بالأخوة والرؤى المتطابقة نحو هذه الأهداف المشتركة، كلنا في هذا اللقاء شجبنا ونددنا بأي طائفية كانت من أي مذهب كان ،و حتى لو كانت داخل المذهب الواحد، الطائفية هي الخصم الذي يجب ان يناجز ولا يكون له وجود،الاختلاف والتنوع والتعددية سنة من سنن المولى عز وجل، وعلى مستوى الأديان تقدر سنة الاختلاف ولكن أيضا في الدين الواحد يجب ان يكون هناك الوعي أكثر وان نكون ايضا نحو تقارب يخدم أهدافنا المشتركة، في الحقيقة كان لقاء اخويا مفعما بالوجدانيات نحو اهدافنا المشتركة «.
وعند شيخ العقل
كما زار الوفد السعودي شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في فردان، بحضور قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم، ومستشار مشيخة العقل الشيخ غسان الحلبي. وجرى خلال اللقاء «التشديد على ما يجمع ابناي العالم العربي والإسلامي من أواصر محبة وتعاضد وأخوة للوقوف صفاً واحداً بوجه الأزمات والفتن التي تضرب دولنا وتهز استقرارها الأمني والاجتماعي والاقتصادي»، ونوه سماحته «بالدور الذي تلعبه الرابطة في خلق مساحة حوار مستمر من أجل وحدة العالم الإسلامي، وللرعاية والدعم اللذين تقدمهما المملكة العربية السعودية، انطلاقاً من موقعها ودورها التاريخيين ونظرتها إلى مستقبل أفضل للعالم الإسلامي.