بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 تشرين الأول 2019 12:02ص يا كل داعية في البلاد في زمن المحن لا مكان للحياد

حجم الخط
إلى كل الدعاة أكتب اليوم لأقول لهم وبالصوت العالي... 

في زمن المحن... لا مكان للحياد... فإما أن نكون ضد كل فساد وتسلّط، وإما نحن خانعون ومتقاعسون ومتخاذلون في فكرنا ومواقفنا... والتاريخ والناس لن يغفروا ذلك..؟!

نعم... قد يحصل بعض التجاوزات (المدبّرة سلفا)...؟!

وقد نرى بعض الأمور التي لا نرضاها...؟!

بل قد نشاهد «انقلابات سلوكية» نرفضها كلنا بمن فيهم الشباب الثائر في الساحات..؟!

وواجبنا هنا أن نكون بين الناس، وأن نكون معهم ناصحين ومشاركين، لا أن نجلس في بيوتنا منظّرين و«متكبّرين».. والأسوأ «مشككين»..؟!

إن الواجب اليوم على كل داعية أينما كان مكانه أو موقعه أن لا يترك وسيلة تفيد نشر الحق إلا ويأخذ بها، فالإعلام.. والإنترنت.. والمنابر.. والمقاهي.. والأندية الرياضية ومراكز تجمّع الثوار والساحات المنتفضة... كلها أرض خصبة لزرع الأفكار التوعوية في العقول، وإذا لم نثبت وجودنا المحقّ فيها فإن غيرنا سيستغل كل ثغرة ليحقق تقدّما ولو غير مباشر فيها..

نعم.. نريد من الدعاة جميعا أن يثبتوا وجودهم البنّاء وبالتي هي أحسن وأن يصلوا إلى الشباب المستقر في مختلف ساحات الوطن...

نريد منهم أن يخاطبوا العقول لا الغرائز... وينمّوا الفهم لا التقليد والتبعية... وينشروا الفكر لا العصبية...؟!

نريدهم مختلطين مع الشباب بهمومهم ومشاكلهم وقضاياهم ويومياتهم، لا مبتعدين عنهم رافعين للسدود المانعة لأي تواصل..؟!

فشبابنا اليوم يصنع التاريخ... وهم أمانة في أعناقنا جميعا... كما أن بلادنا أمانة.. وحاضرنا أمانة... ومستقبلنا أمانة... وقبل كل هذا ديننا أمانة... فإن أهلمنا وقصّرنا في تأدية هذه الأمانة صدّقوني كلنا خاسرون... وكلنا مسؤولون... وكلنا متضررون... بل كلنا منبوذون ومطرودون...؟!

المشكلة عند غالبيتكم - وأقولها بكل احترام - أنكم تثورون على كل شيء إلا على شخوصكم..؟!

تنادون زورا برفض كل الإعوجاج من حولنا... وتسكتون على عوج دواخلكم..؟!

نعم... نحن نحتاج قبل أي شيء إلى ثورة داخلية تعيد فطرة المتحدثين إلى طبيعتها وترجع الثقة إلى محلها وتثبت حسن النيّة من خلال حسن العمل..

ربما - وأقول ربما - تكون النوايا مخلصة.. وربما تكون الكلمات صادقة.. وربما تكون الدوافع صافية.. ولكن التاريخ البشري كله.. منذ بدايته وحتى اليوم، أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن النوايا الحسنة والكلمات صادقة والدوافع صافية لا تبني أوطانا ولا تقوّم مجتمعات ولا تحدث إصلاحا... إلا إذا ترافقت مع العمل الجاد والمستمر والدؤوب..؟!

فيا كل مسؤول ويا كل داعية... أطلقوا مسيرة الدعوة الصحيحة في بلادنا حتى لا يأتي علينا زمان يغلق أمامنا عنوة وبكل فظاظة... كل باب للخير أو للحق...!!

أما هؤلاء الذين ما زالوا صامتين ينتظرون ما سيحصل ليبنوا عليه مصالحهم... فأقول لهم.. رهانكم خاسر وفاشل ومرفوض...




أخبار ذات صلة