اسمحوا لي ونحن في شهر رمضان المبارك، أن أرفع الصوت عاليا لأطالب كل مسؤول في بلادنا أن ينزل على أرض الواقع ويسمع أنين الناس وآلامهم..
واسمحوا لي أيضا أن أرفع الصوت لأقول له يا ليتك تشارك الناس في يومياتهم حتى تدرك حقا مدى المعاناة التي استقرّت في بيوتهم جميعا فأصبحوا عاجزين حتى عن الشكوى..؟!
إن في بلادنا اليوم من ينام ويصبح ولا يملك إلا الدموع والدعاء..
شباب في «عمر الورد».. يجلس في بيته لا يجد عملا شريفا يعيش منه وهو من أهل الخبرة والاختصاص..؟!
ورجال يستوطنون بيوتهم.. بعدما احتل شبح البطالة أيامهم وساعاتهم وتركهم في فراغ قاتل..؟!
أسر مسلمة في شهر رمضان.. ليس لها مورد ولا معيل والسبب.. اعوجاج الحالة في البلاد حتى باتت معضلة لا أحد يسعى لحلّها..؟!
لدينا مرضى يعجزون عن تأمين الدواء... وعائلات تعجز عن تأمين الغذاء... بل وموتى يعجز أهلهم عن دفنهم تحت التراب فإلى متى...؟!
نعم.. ونحن في بدايات شهر رمضان المبارك أرفع الصوت لأقول لكل مسؤول في بلادنا اتّقِ الله في شعب لم يعد يرى في بلاده إلا البؤس والمعاناة والمآسي..؟!
و«تقوى الله» ليست بالكلام والشعارات.. وإنما بالسعي الجاد والفعّال لتغيير ما نراه في واقعنا من مشاكل ولتأمين كرامة المواطن قبل أي شيء آخر..؟!
الكرامة التي لم يعد للمواطن اللبناني غيرها بعد سلب منه كل شيء.. فهل يا ترى سنراها أيضا تُسلب..؟!
اتقوا الله.. أي اعملوا كما أمر الله... بتحقيق منهج الله.. للوصول إلى وعد الله..؟!
اتقوا الله.. أي عايشوا الناس واسمعوا لأنينهم.. وبادروا إلى حل مشاكلهم..؟!
اتقوا الله.. أي ارحموا أنفسكم من حساب عسير يوم القيامة بعدما ارتضيتم تحمّل المسؤولية ثم تخلّيتم عن أداء أمانتها كما أمر سبحانه..؟!
واتقوا الله.. أي اجعلوا كل تفصيلة من تفاصيل عملكم في رضا الله وطاعته سبحانه..؟!
يا كل مسؤول في بلادنا...
إن الناس قد وصلت الى مرحلة يعجز الكلام عن التعبير عن مرارتها وعن حقيقتها...
يقول الله تعالى في القرآن الكريم {تَاللَّـهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ}..
فإن كنتم لا تخشون من غضب الناس.. فعلى الأقل.. اعملوا على تبرئة ساحاتكم أمام رب العالمين الذي قال وهو أصدق القائلين: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}..؟!
bahaasalam@yahoo.com