بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الثاني 2017 12:04ص يعبدون الله على حرف

حجم الخط
يقول الله تعالى {‏‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ}.. فمن حولنا أناس يعبدون الله على حرف أي على شك وعلى حذر، وتراه إذا ما أصابته مصيبة عبد الله ونفسه تقول عافانا الله منها.. فإذا أكرمه المولى فرح وإذا لم تُحل مسألته انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ؟!
بكل أسف هناك من يقوم بالعبادة لمصلحة أو على شرط، وأخطر ما في هذا الأمر هو أن تلك الآفة التي استوطنت نفوس الكثيرين تتعارض مع أول شروط الإيمان وهو اليقين...؟!
فالمؤمن الفعلي هو من استقر في نفسه أن لا إله إلا الله.. وأن لا رازق إلا الله، ولا رحيم إلا الله..ولا ميسر للأمور إلا الله... ولا نافع إلا الله.. ولا كاشف للضر إلا الله.. ولا شافي إلا الله... فهو يؤمن بكل هذا إيمانا يقينيا ثابتا في قلبه ونفسه انعكس على كل تصرفاته وحركاته.. وبالتالي فهو يعبد الله لأنه رب العالمين حقا وصدقا وليس على سبيل الاختبار..!؟
فإذا كنت ممن يؤمنون بلا إله إلا الله فاعلم أن لهذه الشهادة شروطاً ...
فقد ورد عن وهب بن منبه: أنه قيل له أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة قال: «بلى ولكن ليس مفتاحٌ إلا وله أسنان.. فإن جئت بمفتاح له أسنانٌ فتح لك وإلا لم يفتح لك» إذن مفتاح الجنة لا إله إلا الله.. ولكن لا بد لهذا المفتاح من أسنان .. 
وأول تلك الأسنان اليقين فكيف يمكن لنا أن نحققَ اليقين في نفوسنا وقلوبنا وأعمالنا إذا كنا نعبد الله على حرف على سبيل التجربة ...؟!
تدبروا قول الله تعالى {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}.. 
وتدبروا قوله {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} تركهم في صحراء قاحلة فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتترُكُنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أحد.. ولا شيء فيه، قالت ذلك مراراً وهو لا يلتفت إليها حتى لا يتأثر بالعاطفة فقالت له: آللهُ الذي أمرك بهذا؟ فقال نعم، قالت: إذا لا يضيعنا.. 
 إنه اليقين أيها  السادة .. وهذا ما نحتاجه...

bahaasalam@yahoo.com