بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 آذار 2020 12:04ص يهود متطرّفون يرفضون إغلاق حائط المبكى: مخاوف من تسخير الاحتلال لوباء كورونا خدمة لمصالحه الإستيطانية

حجم الخط
منذ بدء انتشار فيروس «كورونا» في فلسطين، تحاول حكومة الاحتلال الإسرائيلي استغلال هذه الأزمة بأشكال متعدّدة، وتُسخّر كل إمكانياتها لأجل تحقيق أطماعها الخبيثة بحق المسجد الأقصى المبارك، ولا يتوقف الاحتلال للحظة ما عن مساعيه الرامية إلى تفريغ الأقصى من روّاده وحرّاسه، مستخدماً كافة الوسائل لتحقيق ذلك، بما في ذلك قمع المصلين وملاحقتهم واعتقالهم والتحقيق معهم وإبعاد العشرات منهم عنه لفترات متفاوتة، ومؤخراً رفض اليهود المتطرفين في إسرائيل قيام السلطات الإسرائيلية بإجراءات التعقيم لحائط المبكى (البراق) بزعم أن بيت الرب لا يحتاج لتطهير.

وقالت د. إيمان الطيب، أستاذة الدراسات اليهودية، في تصريحات خاصة لـجريدة «اليوم السابع» المصرية، إن اليهود الحريديم يعترضون على إجراءات تعقيم حائط البراق وتخفيض عدد الزوار فيه ، موضحة أن هذا الإجراء يساعد على انتشار الفيروس في دولة الاحتلال في ظل صمت منظمة الصحة العالمية.

وأوضحت أن جماعة (حوزريم لهار) كانت قد تجمعت بالعشرات منذ أيام أمام حائط المبكى لأداء الصلوات لرفع البلاء وللاعتراض على قرار الحكومة، مشيرة إلى أنهم يعتقدون ان الحائط جزء من بيت الرب ولا يحتاج لتعقيم، وهذا يتناقض مع اعتقاد اليهود بانه لا يجوز إعادة بناء الهيكل الثالث إلا بعد ظهور البقرة الحمراء التي تساعدهم في طقوس التطهير قبل الشروع في بنائه، والتي تشمل ذبح وحرق بقرة حمراء بمواصفات معينة فوق الجبل الشرقي المقابل لجبل الهيكل - الجبل الذي يقام فوقه المسجد الأقصى وقبة الصخرة الآن - ثم إضافة رمادها الى ماء ونباتات عطرية معينه ويرش منها على أماكن إقامة الهيكل والأشخاص الذين سيشرعون في بنائه وكذلك الكهنة أو الحاخامات الذين سيقومون بإقامة الطقوس فيه.

وتابعت أن الرفض ليس بسبب شرعي بقدر ما هو إثبات للوجود على الأرض في إسرائيل، وإجبار الحكومة للانصياع لهم مثل انصياعها لعدم تطبيق قانون التجنيد الإجباري الجديد لليهود الحريديم، حيث أجبر اليهود المتدينين الدولة على عدم انضمام أبنائهم للجيش منذ إقامة الدولة في عام 1948. وفي المقابل، أغلقت شرطة الاحتلال بعض أبواب المسجد الأقصى، وفرضت قيوداً على دخول المصلين للمسجد، بحجة الإجراءات الوقائية لمكافحة فيروس «كورونا»، في المقابل سسمحت لعشرات المستوطنين المتطرفين باقتحامه وتدنيس باحاته.

صبري

ويذكر أنه وللوقاية من انتشار «كورونا»، قرّر مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية بالقدس المحتلة تعليق حضور المصلين للصلاة بالمسجد الأقصى لفترة مؤقتة، ما دفع عشرات المصلين لأداء الصلوات على عتبات أبواب الأقصى المغلقة مع الالتزام بالتعليمات والإجراءات الوقائية للحد من الفيروس.

وهذه الأزمة الصحية الراهنة وإغلاق الأقصى، تثير مخاوف حقيقية لدى المقدسيين من نوايا خبيثة للاحتلال تستهدف فرض وقائع جديدة في المسجد، وتنفيذ مخطط تقسيمه زمانياً ومكانياً.

وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة الشيخ عكرمة صبري «إن الاحتلال قد يستثمر الحالة الراهنة وانتشار فيروس «كورونا» من أجل تنفيذ أهدافه العدوانية بحق المسجد الأقصى».

وأضاف: «ندرك أن سلطات الاحتلال تحاول تسخير مرض كورونا لخدمة مصالحها وأهدافها، كما يحصل من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يحأول تثبيت موقعه ومنصبه».

وأكد أن المقدسيين ملتفون جميعهم حول الأقصى، ومدركون تماماً لما يخطّط له الاحتلال بشأنه، مشيراً إلى أنه ومنذ زمن طويل وحتى الآن والصراع مستمر على المسجد.

كما سبق لدائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية في القدس المحتلة - الجهة الرسمية الوحيدة التي لها حق اتخاذ أي قرار يتعلق بالمسجد الاقصى أن أصدرت بعض التوجيهات الوقائية للمصلين والمرابطين في الأقصى، وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني «ان دائرة الأوقاف الإسلامية قررت إغلاق المصليات المسقوفة داخل المسجد الأقصى المبارك كإجراء وقائي من منع انتشار فيروس كورونا».

وأكد بيان لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة إغلاق المساجد المسقوفة في الأقصى والاكتفاء بالصلاة خلف الإمام في صفوف متفرّقة ومتباعدة داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، وجاء فيه: «نطمئن جميع المقدسيين بأن الأذان والصلاة لن ينقطعان في المسجد الأقصى من قبل أئمة المسجد وموظفي الأوقاف وحرس المسجد الأقصى بإذن الله بما في ذلك صلاة الجمعة، ولن يخلوا المسجد من إمام ومؤذن وأربعين رجلا يقيمون الصلاة وهو العدد الذي تصحّ به صلاة الجمعة عند الفقهاء».

يذكر هنا أنه ومنذ مجزرة الحرم الإبراهيمي بالخليل عام 1994، أكد الشيخ صبري أن الاحتلال يوجّه أنظاره نحو الأقصى، وحينها قلنا ولا زلنا أن «مأساة الإبراهيمي لن تتكرر في الأقصى».

ويحاول الاحتلال بشكل حثيث تنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني بالأقصى، وتخصيص مكان محدد لليهود بالمسجد، قائلا: «نحن في صراع طويل وعميق مع الإسرائيليين، لأن أطماعهم تنصب في الجهة الشرقية للأقصى بما في ذلك مصلى باب الرحمة، لكننا لن نمكّنهم من تحقيق ذلك».

وحول كيفية حماية المسجد الأقصى في ظل تعليق الصلوات وانتشار «كورونا»، أكد الشيخ صبري استمرار حراس وسدنة المسجد وعمال النظافة والأذنة والأئمة وسائر موظفي دائرة الأوقاف في أعمالهم، رغم إغلاق الأبواب الخارجية للمسجد.

وأوضح أن كوادر العمل جاهزة ومستمرة في عملها داخل الأقصى، ولن تتركه فارغاً ولقمة سائغة للاحتلال، فكافة الأمور ستكون في أمن وحماية المسجد من أي تجأوز أو تعدّي إسرائيلي.

وحول قرار تعليق الصلاة بالأقصى، قال الشيخ صبري إن «القرار كان واضحا في إغلاق جميع أبواب المسجد الأقصى، بما في ذلك باب المغاربة الذي تسيطر عليه شرطة الاحتلال، وكان شرطنا إغلاقه أيضا أمام اقتحامات المستوطنين للأقصى، وفي حال أي تجأوز من الاحتلال بفتح الباب، سيتم فتح كافة الأبواب الخارجية للمسجد».