بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الأول 2018 08:08م "أديان" تستضيف الحوار العراقي لبناء الوطن والمواطنة

حجم الخط
نظّم مركز رشاد للحوكمة الثقافيّة في مؤسسة أديان مؤتمر "الحوار العراقي لبناء الوطن والمواطنة" بمشاركة 27 شخصيّة عراقيّة من المعنيّين بقضايا الشأن العام، والقادمة من المجال السياسي، والديني، والأكاديمي، والمجتمع المدني. وذلك في الفترة بين 11 و13 تشرين الأول/أكتوبر 2018 في فندق هيلتون متروبوليتان، بيروت.

يأتي هذا المؤتمر انطلاقًّا من قناعة مؤسسة أديان بضرورة تجديد نهضة المشرق المتعدّد ثقافيًّا، عبر تعزيز قدرة مجتمعاته ودوله على تحقيق المواطنة وإدارة التنوّع السياسي، والإثني، والثقافي، والديني بشكل يجعل من هذا التنوّع مصدرًا للتفاعل، والتعارف، والتكامل، والتنافس الإيجابي، والتنمية، والإبداع الخلّاق، بدل أن يكون سببًا للصراعات والمحاصصة وشرذمة المجتمع.

ويعدّ المؤتمر مبادرة أولى من نوعها من حيث جمعها مختلف الأقطاب السياسيّة، والدينيّة، والمدنية، والاجتماعيّة على طاولة حوار واحدة، من أجل تحديد التحدّيات الراهنة للنهوض ببناء الوطن والمواطنة في العراق.

في الجلسة الافتتاحية تحدّث رئيس مؤسسة أديان الأب فادي ضو موضحًا بأن "هذا اللقاء هو الخطوة الأولى من برنامج يمتد إلى سنتين، ويهدف إلى متابعة نتائج هذا المؤتمر، ومواصلة الشراكة للعمل معًا، للانتقال من التفكير معًا، إلى التأثير والتغيّير المجتمعي من أجل تحقيق الصالح العام في المجتمع العراقي، على أساس مواطنة حاضنة للتنوّع".

وأكّد أن هذا اللقاء يأتي دون أجندةٍ مسبقة بحيث أتت عناوين الحوار من المشاركين العراقيّين أنفسهم. وهو يهدف إلى بناء رؤية مشتركة لا تلغي تعدّد المواقف، بل تحدّد التحدّيات التي تعترض بناء الوطن والمواطنة في العراق.

وذكّر ضو بالأنشطة السابقة لأديان في السياق العراقي وورش العمل المختلفة التي طالت تدريب مدربين، وإعلاميين، ونشطاء من المجتمع المدني، وكان آخرها بالشراكة مع كرسي اليونسكو في جامعة الكوفة. كما قدّم الشكر للكنيسة السويدية الداعمة لهذا البرنامج.

ثم قدّم المشاركون رؤاهم الخاصة، كأفكار تمهيديّة حول تحدّيات بناء الدولة والمواطنة وإدارة التعدّدية والأولويات المترتّبة عليها.

ثم كانت جلسات كتخصصة تناولت العناوين التالية: "الاجتماع السياسي العراقي"، و"العقد الاجتماعي والدولة"، و"تحدّيات الإصلاح ودور القوى المجتمعيّة والمرجعيّات الدينيّة"، و"التحديات الاقتصاديّة والاجتماعيّة"، و"تحديّات السيادة والمصلحة الوطنيّة في ظل الصراعات الإقليميّة"، و"تحدّيات البناء الديموقراطي". ويسّر الحوار طوال جلسات المؤتمر الدكتور أنطوان حداد.

وتميّز الحوار بالصراحة الكبيرة، والبحث عن توصيف مشترك للواقع رغم تعقيداته، والسعي إلى حمل المسؤولية للخروج من الأزمة، دون تقاذف التهم والتمسك بخطابات المظلومية.

وعبّر الحوار عن جوّ عال من الوعي بضرورة الانتقال إلى مقاربة جديدة للإشكاليات التي تعترض بناء الوطن والمواطنة، مبنيّة على الحوار والشراكة، بعيدًا عن مختلف أشكال الانعزال أو الانتقام أو الاستئثار. فالمصالحة في ما بين العراقيين وبين العراقيين والدولة تتطلب مسيرة من إعادة بناء الثقة، يبدو أن الظروف الراهنة الجديدة يمكن أن تسهم في تحقيقها.

واختتم اللقاء أعماله بنفحة من الأمل حيث أكد المشاركون على أهميته وضرورة مواصلته، وفق الإدارة المهنيّة والمحايدة التي قدّمها مركز رشاد للحوكمة الثقافية في مؤسسة أديان.

سوف ينتج تقرير شامل عن هذه المرحلة الأولى من الحوار العراقي، يوثّق الأفكار عبر تحديد ممنهج للإشكاليات التي تم عرضها ومناقشتها خلال المؤتمر. أما المرحلة التالية فسوف تنتقل إلى دراسة المقاربات المطلوبة لرسم خارطة طريق وبلورة توصيات لتطوير السياسات المطلوبة كمعالجة لهذا الواقع. لذلك من المتوقع أن تنعقد دورات أخرى لهذا الحوار في لبنان والعراق.