بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 آب 2019 12:01ص مع ابنة بتخنيه وجدان أبو الحسن

وجدان أبو الحسن وجدان أبو الحسن
حجم الخط
رئيسة الهيئة الوطنية للطفل اللبناني - فرع المتن، وأمينة سر المجلس البلدي في بتخنيه، السيدة وجدان أبو الحسن من أسرة عريقة تمتدّ جذورها في بتخنيه (قضاء بعبدا) إلى آلاف السنين، وهي إنسانة شغوفة بالعمل الخيري والإنساني، هاجرت في بداية حياتها إلى البرازيل مع عائلتها، ثم عادت خلال الحرب إلى لبنان وبدأت نشاطها الاجتماعي التطوعي. ومنذ عدّة أسابيع، قدّمت لها الجمعية النسائية في بتخنيه درع محبة عربون شكر وتقدير على حجم عطائها اللامحدود.

{ وعندما سألناها كيف كانت البداية؟.. أجابت:

- أسّست مع مجموعة من أفراد العائلة، والجمعية النسائية الخيرية مستوصفاً للبلدة شكّل نواة لمستشفى الجبل اليوم في المتن الأعلى، وما يزال المستوصف يعمل حالياً بهمّة 4 سيدات متطوعات وأنا منهن.

وفي التسعينيات رشّحت لأكون رئيسة فرع الهيئة الوطنية للطفل اللبناني في المتن (شمالاً وجنوباً وأعلى). ومن أهدافها تنمية مواهب الأطفال وتمكينهم من الثقة بأنفسهم، فالصغار عماد الوطن وأساس البنيان.

{ كيف وصلتِ إلى المجلس البلدي؟

- عام 2004 دخلت المجلس البلدي وفزت بالتزكية، وكنت السيدة الوحيدة بين ثمانية رجال، وعام 2016 ترشّحت منفردة ونجحت، وما زلت أمارس عملي في المجلس البلدي وفي كافة النشاطات الثقافية والبيئية والاجتماعية.

{ كيف تقيّمين عمل المرأة في المجلس البلدي؟

- ليس إنتقاصاً من حق الرجل، ولكن المرأة أثبتت جدارتها وكفاءتها في كافة المواقع بدعم الرجل.

{ هل المجتمع في بتخنيه يتفاعل مع المرأة أكثر من الرجل؟

- نحن ثلاث سيدات في المجلس البلدي، وأرى أن تفاعل المجتمع معنا ممتاز وربما أكثر من الرجل، وهذا يعود إلى ثقافة المرأة وطبيعتها الرقيقة وأسلوبها المميّز وأمومتها في التعامل مع الآخرين واحتضان همومهم.

{ ما هي الانجازات التي حقّقها المجلس البلدي حتى الآن؟

- من أهم انجازات المجلس البلدي كان الصرف الصحي للبلدة، وحالياً ننشئ بناءً لافتاً للمجلس سنفتتحه قريباً بإذن الله. ونحن كمجلس بلدي حريصون على أن تبقى البيئة في المتن الأعلى بيئة نظيفة، وبتخنيه تعتبر قرية نموذجية من جميع النواحي البيئية، فهي تجمع إلى النظافة جمال الطبيعة. وكلمة «بتخنيه» تعني بالسريانية بيت الخصب، أو بيت الراحة والهناء. ونحن نريدها أن تبقى كذلك بالفعل.

{ ما الذي يُميّز بلدة بتخنيه؟

- من معالمها التراثية هنالك عيون المياه «عين الضيعة»، وغيرها، النصب التذكاري لشهداء عائلة أبو الحسن، تمثال الفنان الراحل نبيه أبو الحسن المعروف بلقب «أخوت شانيه» وهو من أبناء البلدة، وبرج الساعة، ومراكز دينية كالخلوة والمجلس الديني وسط البلدة، وبيوتها تراثية، معظمها مبني قديماً بسطوح القرميد على الطراز الإيطالي، والبلدية تصرُّ على الحفاظ على القرميد في البناء.

واستطردت: منذ مُـدّة استضفنا  50 سائحاً فرنسياً إلى مائدة غداء تراثية وقد أبدوا إعجابهم بنظافة وجمال البلدة، وحسن الاستقبال والضيافة، فبتخنيه تعتبر قرية سياحية.

أما على صعيد أهل البلدة، فهي تضمُّ أكبر نسبة من المتعلّمين والمثقفين وحملة الإجازات التعليمية، بينهم النساء بنسبة مرتفعة، وليس لدينا تحيّز أو تعصّب بين المرأة والرجل، بل منفتحين على التطوّر والعلم. وفي البلدة يوجد صرح ثقافي واجتماعي كبير وهو المركز الاجتماعي لرابطة آل أبو الحسن.

{ ماذا عن الهجرة من البلدة؟

- فعلاً هنالك نسبة هجرة كبيرة بداعي العلم، فقد عُرفت بتخنيه بتشجيعها لأبنائها على نيل العلم والمعرفة، ولكن عندما يعودون إلى البلدة لا يجدون وظائف لهم، فيضطرون إلى الهجرة من جديد... الفساد في بلدنا لا يسمح لشبابنا بالعودة إليه.

وأضافت: كل أبناء ضيعتنا هم موظفون في مراكز تليق بكفاءاتهم خارج لبنان، وابني واحد منهم، وكم كنت أتمنى لو أن هذه الطاقات توظّف هنا في لبنان ولخدمة أهله. أبناؤنا أدمغة يحترمها الخارج والغرب، وينكرها عليهم لبناننا والشرق، وهذه حسرة ومعاناة في قلوبنا.

{ كلمة أخيرة؟

- «بحبك يا لبنان عطول الزمان»، والله يقدِّر الزعماء الكبار على التذكّر دائماً وفي كل الحالات بأن لبنان هو وطننا الغالي، ولا أغلى منه، فيحافظون عليه.