عقدت مجموعتا العمل اللبنانية والفلسطينية حول قضايا اللجوء الفلسطيني في لبنان، المكوّنتان من الأحزاب اللبنانية الرئيسية، ومن الفصائل الفلسطينية المنضوية في إطاري منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى الوطنية الفلسطينية، اجتماعا لهما ظهر أمس، في قاعة العقد في السراي الحكومي، بدعوة من رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني د. حسن منيمنة وعرض خلاله المجتمعون مخاطر «صفقة القرن» على القضية الفلسطينية والدول المضيفة، وكيفية تحصين الموقف المشترك الرافض لكل المشاريع الهادفة الى توطين اللاجئين الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.
استهل رئيس اللجنة الاجتماع، مشيرا إلى أنّه «يُعقد بعد اعلان الإدارة الأميركية بكل صراحة عن طروحات ما يسمى بـ«صفقة القرن» التي تطلق مرحلة نوعية تحمل أشد المخاطر ليس على الشعب والقضية الفلسطينية فحسب، بل على سائر دول وكيانات المنطقة العربية»، ومؤكدا أن «هذا الاجتماع يعقد تحت مظلة الحكومة اللبنانية ليؤكد مجددا على الرفض القاطع لبنانيا وفلسطينيا لكل هذه الطروحات، وعلى ضرورة التوصل الى خطة عمل عملانية مشتركة ابعد من التضامن الكلامي تحدد أطراً واضحة لاستراتيجة مواجهة فعلية للمحاولات الاميركية والاسرائيلية دفاعاً عن حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة على ترابه الوطني المحتل، وعن حق دول المنطقة العربية في صيانة مجتمعاتها وكياناتها في مواجهة «حق القوة» الذي طالما مارسته اسرائيل منذ قيامها».
ثم أعلن منيمنة البيان المشترك بين المجموعتين وأكد فيه المشاركون ما يلي:
1-الرفض القاطع لما اصطُلح على تسميته بـ «صفقة القرن»، وترى المجموعتان أنه ليس سوى امتداد لوعد بلفورٍ متجدّد.
2-إن القضيّة الفلسطينيّة هي قضيّة حقٍّ ستنتصر، ومسار عدل سيتحقق، مهما أوغل المعتدون في محاولة الالتفاف على شرعيّتها ومشروعيّتها.
3-إن ما تضمّنته وثائق ما اصطُلح على تسميته بـ «صفقة القرن» من مقاربات ملتوية ملتبِسة غير قانونية وغير أخلاقيّة تقوم على التبادلات العقارية والأوهام الاستثماريّة والمغريات التحفيزيّة، وهي تتعارض مع كافة قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة، خصوصاً في ما يُعنى بإقامة الدولة الفلسطينية على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وحق اللاجئين الفلسطينيين غير القابل للتصرّف بالعودة إلى وطنهم، وإقامة دولتهم، وعاصمتها القدس.
4-إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تبقى الشاهد الأمميّ الحيّ على معاناة الشعب الفلسطيني ومأساته المستمرة منذ عام 1948.
وبالاستناد الى ما سبق، يدعو المشاركون لبنانيّين وفلسطينيّين الى تحرّك متناسق على المستوى الدولي والفلسطيني واللبناني على المستوى الدولي لحشد دعم الأسرة الدولية من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن وسائر المنظمات الدولية لإقرار حق الفلسطينيين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ورفع عضوية دولة فلسطين إلى عضوية كاملة في الأمم المتحدة كما في هيئاتها وبرامجها كافة، واستمرار دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ، والتأكيد على دور الأمم المتحدة في إدارة أي مفاوضات سلام جديّة على أساس قرارات الشرعية الدولية.
سجال فلسطيني
وعقب اللقاء جرى سجال بين «منظمة التحرير» وحركة «حماس» و«أنصار الله» على خلفية عدم حضور الحركتين الأخيرتين للاجتماع في السراي الحكومي.
فقد استغربت قيادة فصائل المنظّمة «الضجيج والتشويش من قبل الإخوة في «أنصار الله» و«حركة حماس» على اللقاء، الذي عُقِدَ من أجل إصدار موقف من ما يسمى «صفقة القرن»، خاصة أن المنظمة كانت قد طلبت من الإخوة المذكورين أعلاه إحالة هذا القضية لاجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك للبت بها».
{ وكان نائب المسؤول السياسي لحركة «حماس» في لبنان جهاد طه قد أكد أن «حماس علقت مشاركتها في لقاء «لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني» بعد تجاهل تمثيل القوى الإسلامية وأنصار الله الذين هم جزء من «هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك» ويحضرون لقاءاتها الدورية المركزية»،
{ بدورها، أصدرت حركة «أنصار الله» - المقاومة الإسلامية بياناً احتجّت فيه ما اعتبرته «استبعاداً للحركة عن حضور اجتماعات لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني رغم مطالبتنا بذلك عدة مرات».