بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 شباط 2020 12:03ص الأحياء الشعبية والأسواق الداخلية تضم العديد من المنازل الآيلة للسقوط

و«صف البلاط» خير شاهد على الفقر والإهمال

النش أحال المنازل آيلة للسقوط على رؤوس أهلها النش أحال المنازل آيلة للسقوط على رؤوس أهلها
حجم الخط
طرابلس - روعة الرفاعي:

«عفونة ورطوبة» وخطر داهم يتهدد حياتهم على مدار الساعة سيما خلال فصل الشتاء حيث العواصف والرعد والرياح العاتية تهدد سلامتهم داخل منازل مهددة بالسقوط وتحتاج الى الترميم بأسرع وقت ممكن لكن «حالة الفقر» تمنع الفقراء من تحسين أوضاعهم وواجبات بلدية طرابلس في هذا المجال ربما هي تقتصر فقط على رفع المسؤولية عن كاهلها من خلال توجيه الانذارات للقاطنين بضرورة اجراء الترميم لمنازل «جار عليها الزمن» وباتت مهددة بالسقوط.

هكذا هي الغالبية العظمى من بيوت «صف البلاط» المتفرع من الأسواق الداخلية لمدينة طرابلس، هذه البيوت والتي يقطنها مواطنون لا تربطهم بالحياة الكريمة الا تعففهم وابتعادهم عن ذل السؤال، فكيف الحال اليوم مع الأوضاع الاقتصادية السيئة والتي يتخبط بها البلد؟؟؟.

بيوتهم عبارة عن غرف تتوزع على عدد من العائلات تدخلها المياه في الشتاء ولا ترى الشمس صيفاً، وعلى مر الزمان فإنّ هذه البيوت باتت مهددة بالانهيار على رؤوس قاطنيها كونها تحتاج للترميم والاصلاح لكن لا «أموال» لدى أصحابها ولا البلدية تمد يد المساعدة باعتبار أن الأعداد الكبيرة للبيوت التي تحتاج للترميم تجعل من الصعوبة بمكان خوضها لهذه المتاهة والتي تحتاج الى مساعي الدولة والدولة غاطسة «بهمومها» وعلى من تقرع مزاميرك يا داوود؟!!!.

طبعاً، الأطفال ينتشرون داخل هذه الغرف، لكن الملفت والمحزن «الأمراض» التي تنتشر في صفوفهم سواء السعال أو الرشح أو الأمراض الصدرية والربو، وكلها ناجمة عن نسبة الرطوبة المرتفعة داخل هذه الغرف وبالتالي رائحة العفونة التي تفوح منها، الأهل لا يملكون القدرة على « معالجتهم أو حتى تأمين الدواء» فكيف السبيل للشفاء؟؟؟، لا سيما أنّه خلال فصل الشتاء فالبرد القارس في هذه الغرف لا تنفع معها شتى وسائل التدفئة، لكن الأهل يسعون الى تقطيع الوقت مع أطفالهم لحين حصول معجزة ما، ومع كل ذلك فهم يجاهدون في سبيل تأمين لقمة العيش لأطفالهم.

الشتاء نعمة للأغنياء ونقمة للفقراء

المواطنة فداء عبد الحي قالت: «فصل الشتاء بالنسبة لنا كارثة، كون الأمطار تدخل المنزل من كل الجوانب نظراً للتشققات الحاصلة، حضرت بلدية طرابلس وأجرت الكشف وتبين بأن بيتي آيل للسقوط بيد انها لم تقم بأي ترميم بل ان الأمر متوقف علينا لكن من الصعب جداً اجراء أي تحسين كون زوجي مريض بالسرطان ولا يمكنه العمل لقمة عيشنا بالكاد نتمكن من تأمينها فهل بامكاننا اجراء ترميم؟؟».

وردّاً على سؤال قالت: «طبعاً مع العاصفة عشنا حالة من الرعب كون الجدران كلها تهتز بفعل قوة الرياح، وان كانت حياتنا مهددة بالخطر فإننا بلا شك سنبقى كونه ما من ملجأ آخر».

وتابعت: «نناشد بلدية طرابلس رفع الضرر عن كاهلنا قبل وقوع الكارثة، ونحن نعلم كيف انهم لا يتحركون الا بعد وقوعها وحيث لا ينفع الندم، أنا أم لفتاتين وأعيش مع زوجي المريض فضلاً عن مرضي مما يعني مجموعة كبيرة من الأدوية شهرياً، واليوم لا نملك قرشاً لنأكل وليس لشراء الدواء أو ترميم المنزل الذي لا يعرف الدفء». 

{ أم حسين أم لأربعة أولاد قالت: «نقطن في غرفة لا تتوفر فيها مقومات العيش الكريم بسبب الفقر الذي نتخبط فيه فزوجي بائع قهوة ولدي ابن مريض لا يمكنني معالجته كما يلزم، وعند هطول الأمطار تتحول الغرفة التي نعيش فيها الى ما يشبه النهر المتدفق مما يدفعني الى جمع أولادي في زاوية واحدة بحيث لا يمكنهم الحركة، أما الحمام فمشترك بيني وبين الجيران ومتى أردنا التوجه اليه فانه يتوجب علينا اجتياز المياه المتراكمة، كل هذه المأساة وليس أمامنا سوى مقولة الحمد لله». 

وتابعت: «البلدية أجرت الكشف وطلبت منا ترميم الغرفة لكن لا نملك قرشاً لنأكل فيه فهل بامكاننا الترميم؟؟؟ وهنا أشير الى ان أطفالي دائماً ما يعانون من الأمراض بسبب البرد القارس والرطوبة في الغرفة لكن ما عسانا نفعل؟؟؟ نناشد بلدية طرابلس ضرورة رفع الضرر عنا». 

{ المواطن محمد مرحبا قال: «كل البيوت القديمة في منطقة صف البلاط تعاني من الانهيار بسبب مرور الزمن وعدم اجراء التحسينات عليها، طبعاً نعيش وأولادنا تحت الخطر سيما خلال فصل الشتاء، وبسبب الوضع فان أطفالي يعانون من الأمراض على مدار السنة، الرطوبة تولد رائحة العفن والذي يؤدي للأمراض، ناشدنا بلدية طرابلس رفع الضرر فأرسلت فريقاً متخصصاً بالكشف وأكد ضرورة اخلاء المنزل القابل للانهيار مع الاسراع باجراء الاصلاحات المطلوبةن لكن كيف نصلح أو نرمم ونحن فقراء وبالكاد يمكننا تأمين لقمة العيش، وهنا أسأل اذا انهارت هذه المباني فوق رؤوسنا ووقع الكثير من الضحايا فما هي ردة فعل بلدية طرابلس؟؟!!». 

{ محمد سعيد توفيق نابلسي قال: «لجأنا الى بلدية طرابلس بهدف ترميم المنزل فاذا بالبلدية ترسل لي انذاراً بضرورة الترميم والتدعيم، وهنا أسأل لو كنت أملك المال هل كنت لجأت للبلدية؟؟؟ مياه الأمطار تدخل المنزل وتولد العفونة ولدي ثلاثة أطفال يعانون من الرشح الدائم بسبب هذه الرائحة الكريهة، الحقيقة انني لا أعمل منذ أكثر من عشرة اشهر كنت أعمل في شركة أمن للحراسة عند الرئيس نجيب ميقاتي ولكن طردنا من العمل بلا سبب وجيه ومن دون أية تعويضات، بيتي بحاجة للترميم السريع والا فان حياتنا في خطر داهم».