صيدا - سامر زعيتر:
عرضت النائب بهية الحريري التحضيرات لإطلاق احتفالية «صيدا مدينة ميلادية»، على غرار «صيدا مدينة رمضانية»، التي شهدتها المدينة خلال شهر رمضان هذا العام، مع رئيس اساقفة صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمّار، وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي الحدّاد.
ولهذه الغاية، زارت النائب الحريري المطران العمّار، وبحثت معه «ما يمكن القيام به من أنشطة مشتركة مع المطرانية والبلدية والجمعيات الأهلية والشبابية في صيدا والجوار، وتحريك المدينة وتفعيل مرافقها التراثية كنقاط جذب للزوار من خارجها، وأطلعته على التحضيرات الجارية للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف برعاية «دار الافتاء». وكان اللقاء مناسبة للتداول في الأوضاع العامة وشؤون حياتية وانمائية تهم صيدا ومنطقتها.
المطران العمّار
وقال المطران العمار إثر اللقاء: «نحن دائما ننسق مع النائب بهية ومع كل المسؤولين في صيدا، روحيين او سياسيين بكل الأمور التي تهم الحياة العامة بهذه المنطقة، لأننا نعتبر اننا جميعا في منطقة واحدة نعيش حياة واحدة ويجب ان ننسق مع بعضنا البعض في كل الأمور، وان كانت تخص اي فئة من اللبنانيين، فنحن نعتبرها تخص كل اللبنانيين في هذه المنطقة، وكما تعاونا في شهر رمضان وكانت صيدا مدينة رمضانية، الآن نتعاون مع النائب بهية ومع كل المسؤولين والشبيبة في هذه المنطقة الذين هم فعلا العصب النابض في هذه المنطقة، حتى تحتفل المدينة بعيد المولد النبوي الشريف، وحتى تكون ايضا في ميلاد سيدنا المسيح مدينة ميلادية، لتأكيد اللحمة التي يجب ان تكون بين اهلنا في هذه المنطقة، وبأننا لا نستطيع ان نعيش الا ان نكون مع بعضنا البعض، ولا نستطيع ان نترك للأصوات التي ربما لا تحب ان تنسق او لديها طروحات اخرى ان تباعد بيننا، فهذه المشاركة يجب ان نعممها اكثر لنتعاون مع بعضنا اكثر ونظهر لكل العالم اننا فعلا وطن الرسالة ووطن العيش المشترك».
المطران الحدّاد
كما زارت النائب الحريري وللغاية نفسها، المطران ايلي الحدّاد في مقر المطرانية، والتقته بحضور الرئيسة العامة الجديدة للراهبات المخلصيات الأم تيريز روكز والرئيسة الجديدة لـ«ثانوية السيدة للراهبات المخلصيات» - عبرا الأم منى وازن ووفد من الراهبات.
واطلعت النائب الحريري المطران الحدّاد على مبادرتها في موضوع احتفالية «صيدا مدينة ميلادية»، لتقديم المدينة ومنطقتها بالميلاد هذا العام بطريقة مميزة وموحدة.
وقال المطران الحدّاد بعد اللقاء: «كان لدي فرح كبير باستقبال النائب بهية الحريري، والطرح الذي تقدمت به بأن تكون «صيدا مدينة ميلادية» على غرار المدينة الرمضانية التي كانت ايام رمضان الكريم، وضعتنا بالأجواء وهي مبادرة مشجعة، ونحن نشجع أبناءنا مسيحيين ومسلمين ان يأخذوا فعلا هذه المبادرة على اساس انه عيد للجميع، هو عيد ديني في الوقت نفسه ولكنه عيد وطني يقرب الناس من بعضها البعض، علينا ان نؤمن مساحات عديدة حتى كل الناس تتواصل مع بعضها البعض، العيد هو أهم مساحة عندما أعايدك وتعايدني وافرح معك وتفرح معي ويشعر المسيحي ان صيدا كلها مزينة هذا كله مساحة ضرورية للعيش المشترك واهم شيء ان نعطي شهادة حياة لكل الدول على ان التعايش الاسلامي المسيحي ممكن.. نذهب الى اوروبا ويسالونا كيف التعايش مع الاسلام، نقول لهم تعالوا وانظروا والآن ندعوهم في مناسبات واقعية تعو تفرجوا اننا نعايد سويا نحن مع اخوتنا المسلمين والمسلمون معنا في اعيادنا المشتركة. وطبعا تحدثنا في قضايا ثانية تنموية وتطرقنا قليلا لقضايا سياسية وامنية في صيدا والمنطقة والحمد لله كل شيء على اتم ما يرام وان شاء الله يكون كل لبنان مثل صيدا فصيدا نواة للبنان كله.
النائب الحريري
وإثر الجولة، قالت النائب الحريري: «ان الهدف كان التشاور مع سيادة المطرانين العمار وحداد بشأن تنظيم احتفالية خاصة بعيد الميلاد بعدما اطلقنا بالأمس من عند المفتي الشيخ سليم سوسان التحضيرات للاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف، وأردنا ان نقول ان هذه مناسبات تساهم في ان تلتقي الناس مع بعضها البعض وتكون مساحة لقاء فيها تجسيد للعيش المشترك الذي هو بالنسبة للمدينة وجوارها ليس شعاراً ولا كلاماً وانما هو حياة يومية معاشة وتشارك في احياء المناسبات الجامعة وهذا يحصن هذا النموذج المميز للعيش المشترك الذي تقدمه المدينة. كما ان هذه الأنشطة التي سيكون للشباب والمجتمع المدني والبلديات والقطاعات المختلفة دور اساسي فيها تساهم في استقطاب وجذب الناس والزوار لأن يأتوا الى المدينة والمنطقة من خارجها ويتلاقوا مع ابنائها وقاطنيها. وعندما يكون لدينا برنامج واحد هذا يحدث نوعاً من التحريك لمدينتنا والمنطقة».