بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 كانون الأول 2018 12:05ص اللقلوق وكفرذبيان تستقبلان العام الجديد بالوشاح الأبيض في الفنادق ومنصّات التزلّج

حجم الخط
تهلّل أهالي اللقلوق وكفرذبيان بثلوج السماء، واستعدت قمم لبنان لاستقبال السنة الجديدة وروّاد السهر والتزلّج بالحلة البيضاء، وكادت الثلوج الأولى لهذا العام أن تلامس الـ 800م منذ ليل الجمعة، بحيث اكتست كل الطرقات الجبلية بالذهب الابيض، كما وصفه أهالي اللقلوق وكفرذبيان، وقالوا بأنّها خيرات الطبيعة في لبنان، تتدفّق في موسم التزلّج، الذي تعتاش منه مئات العائلات في جرود جبيل وجرود كسروان.
وفي جولة لـ«اللـواء» على طول الطريق الممتد من أوتوتستراد عنايا باتجاه إهمج، وصولا إلى اللقلوق، ومن جعيتا باتجاه فاريا - كفرذبيان، سرنا وراء الجرّافات التي كانت تفتح الطرقات للسيّارات المجهّزة بالسلاسل الحديدية، والسيارات رباعية الدفع، في حين كان الأهالي منهمكين بجرف الثلوج من أمام منازلهم، والفرحة بادية على وجوههم، طالبين منّا الدخول لاحتساء القهوة أو الشراب الساخن.
موسم الشتاء في الضيع اللبنانية له نكهته الخاصة، إنّه موسم الدفء وحكايات أيام زمان، كما أنّه موسم البركة حسب تعليق أحد الأهالي، لأنّ ثلوج الشتاء تسمح لهم بتخزين المياه لري مزروعاتهم في فصل الصيف. كذلك إنّ موسم الثلوج موسم رزق للكثير من أهالي الجرود في إهمج الجبيلية وميروبا وعشقوت الكسروانية، وقد فتح العشرات لأوّل مرّة هذا الموسم محلاتهم لبيع وتأجير ملابس التزلّج والـski والـ skidoux.
وفي حين أنّ مئات العائلات في هذه المناطق، تعتاش من موسم الثلوج، ومن الوظائف الموسمية على حلبات التزلّج في اللقلوق الجبيلية ومزار كفرذبيان في كسروان، ففي جولة بسيطة على طريق عام بلونة فيطرون وعشقوت وميروبا، وصولا الى ساحة فاريا، يستغل الكثير من الأهالي الموسم لبيع القهوة والمشروبات الساخنة ومناقيش الزعتر البلدي على طول الطريق، وكذلك هي الحال من عنايا والبريج وكفربعال وإهمج وصولا إلى اللقلوق.
كما في كل المواسم، فتحت الفنادق والمنتجعات السياحية والشاليهات في اللقلوق والعاقورة وفي فاريا وكفرذبيان أبوابها لاستقبال الساهرين ليلة رأس السنة، في حين أنّ الحجوزات في هذه الفنادق، ناهزت الخمسين في المئة حتى الساعة، بعدما كانت شبه معدومة منذ أيام، وهي تزيد، طبعا حسب اصحاب الفنادق، مع اقتراب العد العكسي للسنة الجديدة، لأن الكثير من الشباب والعائلات يفضّلون السهر في الجبال واستقبال السنة الجديدة وسط بياض الثلوج، بدل السهر في فنادق ومطاعم العاصمة والساحل المتاح لهم كل ايام السنة، وطبعا أطباق العيد في فنادق الريف أكثر لذّة في ليلة رأس السنة، وذلك لأنّ معظم الوجبات تُطبخ حسب الطرق التقليدية على «وجاق الحطب»، حيث يتم تحضير الكستناء والبطاطا المشوية والفول الساخن لصباحية العيد والفطائر الطازجة والرقاقات المشوية.
وإذا لم تكن الحكومة عيدية اللبنانيين هذا الموسم، فإنّ لبنان يبقى بلد الحياة والجمال، وكل موسم ولبناننا بألف خير.