دشّنت مبادرة «عيش لبنان»، التي ينفّذها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أول ماكنية لإعادة تدوير خراطيش الصيد المستنفذة، في مركز جمعية «إصغاء» لفرز النفايات في الفنار، بالشراكة مع «الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية» وجامعة سيدة اللويزة، بدعم من سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي سعدى الأسعد فخري.
حضر حفل التدشين وزير البيئة فادي جريصاتي، النائب إدي معلوف، رئيسة «الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية» كلودين عون روكز، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي سيلين ميرود، قائمقام المتن مارلين حداد، رئيس بلدية الفنار جورج سلامة، عميد كلية الهندسة في الجامعة ميشال حايك.
بعد جولة في معمل الفرز، أعطت فخري إشارة تشغيل الماكينة التي من المقرر أن تعيد تدوير قرابة 5.5 ملايين خرطوشة صيد مستنفذة جرى جمعها خلال العامين الماضين خلال الانشطة التطوعية التي نفذتها مبادرة «عيش لبنان» بالتعاون مع «جمعية عيش حب لبنان» والهيئة الوطنية لشؤون المرأة في العديد من المناطق اللبنانية المصابة بالتلوث نتيجة رمي هواة الصيد البري خرطوش الصيد المستنفذة في الطبيعة، مما يسبب تلوث المياه الجوفية والتربة. وقام المشروع بحفظ الكميات التي يتم جمعها تمهيدا لبدء أعمال التفريق النهائي للخرطوش بهدف إعادة تدوير البلاستيك والنحاس.
وقد صمّم ماكينة إعادة تدوير الخرطوش طلاب من جامعة سيدة اللويزة هم شربل عيد وجوزيف كاتمرجي وجو نجم الخوري بإشراف الدكتور نجيب متني، وتقوم هذه الآلة بفصل البلاستيك عن الحديد المطلي بالنحاس وتعيد تدويره، بدعم من مشروع «عيش لبنان».
وشدّدت فخري على «ضرورة توعية الصيادين على جمع هذه الخراطيش»، منوهة «بمبادرة طلاب جامعة سيدة اللويزة، الذي علموا على تصنيع آلة لفرز خرطوش الصيد المستنفذ، وبذلك يكون المشروع قد ساهم في جانب مهم يحتاجه لبنان وهو دعم البحث العلمي».
وأكدت عون روكز «ضرورة إنفاذ قانون الصيد البري الأمر الذي يحد من المخالفات، وأبرزها صيد العديد من أنواع الطيور النادرة والمهددة بالانقراض». واسفت «لكون العديد من المناطق الحرجية اللبنانية، التي تعتبر مراكز عبور للطيور المقيمة والمهاجرة، مغطاة بأكوام من خرطوش الصيد الفارغ، التي تترك بعد إطلاقها وتفريغها من أسلحة الصيد، في الاحراج وسرعان ما تتحول الى أكوام من القمامة تلوث التربة».
وأشارت ميرود إلى أن «هذا المشروع يهدف إلى المساهمة في تطبيق التوجهات العالمية الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة في غضون العام 2020، ومن ضمنها الهدف 15، وإلى تطبيق سياسة بيئية سليمة في لبنان».
من جهته قال جريصاتي: «ما أنجزه طلاب الـNDU يؤكد الإبداع اللبناني، وأهمية الفكر (الدماغ) اللبناني، ولطالما قلنا إن أفضل إستثمار نقوم به هو أن نستثمر في طلابنا»، مشددا على «أهمية مشروع تعديل قانون الصيد البري رقم 580 تاريخ 25/2/2004 والذي أعدته وزارة البيئة العام الماضي وينتظر المصادقة في مجلسي الوزراء والنواب.