طابع ماليّ من فئة الخمسة آلاف ليرة على اسم حردين الجميلة قرية الثلاثين منسكة والطبيعة الساحرة التي تربط الارض بالسماء.
وصدر الطابع بالتنسيق بين وزير الماليّة بلفتة كريمة ورئيسة الدائرة الادارية في مديرية الخزينة اليزابيت العريف.
واذا كان لبنان بلد الأساطير والجمال بسواحله, ووديانه, وجباله. فان أحد أجمل تلك الأماكن التي تجعل السائح يتوق لزيارتها مرارًا وتكرارًا هي حردين الجميلة في قضاء البترون.
هي جميلة فعلاً خاصة في أيام الربيع عندما تعانق القمم البيضاء السماء وتبدأ الشمس تشرق فوق تلك القمم ويذوب الثلج إلى مياه الأنهار وتتملئ الأرض بالورود.
على قمة المنحدرات الغربية لجبل لبنان ، أرست قرية الحردين جمالها منذ الأزل. كانت تلك القرية ذات مرة واحدة من أهم قرى المنطقة وأعطت لبنان عطر القداسة. يعود تاريخ هذه القرية إلى أيام رجال الكهف الذين عاشوا هناك ولا تزال كهوفهم تُرى على جوانب الطرق. كانت الحضارات التاريخية موجودة هناك أيضًا مثل تلك الخاصة بالإغريق والرومان ، في حين أن القرية لا تزال تحتوي على العديد من آثار تلك الأيام وخاصة معبدها الروماني المذهل المعروف باسم معبد عطارد. يحتوي هذا المعبد على 30 عمودًا مهيبًا ، ويعرف باسم "القصر الروماني في حردين" ويعود إلى زمن الإمبراطور هادريان أوغسطس (117-137 م). هناك العديد من الأطلال الأخرى التي لا يمكن للمرء أن يتأكد من عددها خاصة وأن القرية تغيرت كثيرًا منذ آلاف السنين .
تقع حردين على ارتفاع 1100 م ويصل إلى أكثر من 1500 متر في قممها العالية, وعلى مسافة 90 كلم عن بيروت عبر أميون ـ بزيزا ـ دير بلّا ـ بيت كسّاب ؛ أو البترون ـ بساتين العصي ـ دير بلّا ـ بيت كسّاب. وعدد أهالي حردين المسجّلين قرابة 3000 نسمة, ويبلغ عدد مغتربيها حوالى ٣٠ ألف مهاجر ، منهم نحو 25000 في الولايات المتّحدة الأميركيّة ونحو 5000 في أوستراليا. وتتميّز بثروتها الحرجيّة وفي طليعتها غابات الصنوبر والسنديان والشربين الممتدّة على مساحات واسعة من أراضيها. وتعتبر غابة الصنوبر فيها من أكبر غابات لبنان .
أجمع الباحثون على ردّ اسم حردين إلى السريانيّة : أي" خائفون" ، وقد ورد تفسير للإسم يقول أنّ المقصود بالخائفين هو" الوجلون" الذين يخافون الله ويتّقونه. يقول الرهبان أنّ أصل الإسم" حارة الدين" لأنّها بلدة الأديرة والكنائس الثلاثين. وفيها ما يعرف بمعابد الصخور في محلّة" المحليسة" حيث معبد الأصنام الضخمة على شكل المرأة الجاثية ، ونصف الرجل الأعلى ، ورأس البقرة ، ورأس الذئب .
تشتهر حردين بقديسها الأب نعمة الله كسّاب الحرديني قدّيس دير كفيفان ومرشد القدّيس شربل مخلوف الذي أعلن طوباويّا في 1998 ,
بعض الحقائق حدثت فقط في حردين وميزت تاريخها مما جعلها مختلفة عن معظم القرى في لبنان. منها:
1- سارة من حردين - أول ناسكة مذكورة في لبنان عام 1199 .
2- غرق أحد عشر شاب في مأساة تيتانيك (1912) وأنقذ آخر.
يحتوي المعبد الروماني "ميركوري" على ثاني أكبر أعمدة لبنان بعد بعلبك..
3- القرية الأولى التي شهدت المسيحية في جبل لبنان.
4 من البطاركة اللبنانيين هم من هذه القرية.
5- بلاطة حردين تتألّف من صفحة صخرية رماديّة طولها 350 مترا وعرضها 90 مترا ، وكانت جزءا من معبد روماني كبير تقع في وسط القرية وهي مليئة بالحفريات البحرية . أصبحت هذه الصخرة مشهورة في جميع أنحاء لبنان وكان الناس يقولون: "أجمل الأماكن الثلاثة في جبل لبنان ، وادي قنوبين ، قصر بيت الدين ، وبلاطة حردين ".
6- كنيسة مار جرجس وأدنا : تتميّز بضمّها مذبحين مختلفين واحد مارونيّ وآخر سريانيّ تحت سقف واحد.
هذه القرية الفريدة لن تكتفي بزيارتها مرة واحدة لتنهل من قمم جبالها ومن صوامعها الهدوء للبال والسكينة للقلب.