صيدا – ثريا حسن زعيتر:
رغم قرار التعبئة العامة بالإقفال التام لمواجهة فيروس «كورونا»، إلا أن مشاهد الزحمة في طرقات صيدا مستمرة، حيث شهدت المدينة حركة طبيعية عند مداخل المصارف والصراف الآلي، لأن المواطنين يقومون بسحب رواتبهم، كما لوحظ قيام بعض المحال بفتح أبوابها على غير العادة.
إدارة الكوارث جنوباً
إلى ذلك، استكملت لجنة إدارة الكوارث والأزمات في محافظة لبنان الجنوبي، تنفيذ استراتجيتها العملية المتزامنة مع قرارات مجلس الوزراء في مواجهة مخاطر تفشي الوباء، والتي تمثلت بسلسلة من الاجراءات والتدابير نفذت بتوجيهات رئيسها محافظ لبنان الجنوبي منصور ضو لمواجهة الوباء.
وأشارت اللجنة الى انها بدأت استراتيجيتها «بحلقات التوعية والارشاد للموظفين والمواطنين في المحافظة مرورا بمرحلة التعقيم لمختلف مكاتب الادارات العاملة في مبنى سرايا صيدا، انتقالا إلى فرض اجراء فحص الحرارة للموظفين والمواطنين الوافدين اليها، التزاما بشروط وزارة الصحة من جهة ومكافحة مخاطر تفشي الوباء على صعيد المحافظة والحد من انتشاره من جهة أخرى، وصولا الى رفع وتيرة تدابيرها العملية استنادا لوزارتي الصحة والداخلية لمواكبة تصاعد حدة أزمة انتشار الوباء والعمل على احتوائه، والتي فعل على إثرها المحافظ ضو عمل غرفة عمليات اللجنة واستنفر فرقها اللوجستية والإدارية والبلدية للعمل مع الصليب الاحمر اللبناني والقائمقاميات واتحادات البلديات والبلديات والقطاع الأهلي والجمعيات، على تأمين كافة المعلومات المتعلقة بالموارد والامكانات المتاحة، لمتابعة وتقصي حالات المواطنين الإيجابية بوباء كوفيد 19 المستجد خارج المستشفيات والمخالطين لهم على صعيد المحافظة، لا سيما في مدينة صيدا والجوار، والعمل على تأمين اماكن العزل المنزلي وفق الشروط الصحية المطلوبة، وتوفير الحاجات الحياتية اليومية الغذائية والطبية للتأكد من التزام المرضى بالعزل التام داخل المنزل وفقا للاصول المتبعة من قبل وزارة الصحة».
جمعية تجار صيدا
كما أعلنت جمعية تجار صيدا وضواحيها في بيان، أن مجلس الإدارة عقد اجتماعا طارئا في مقر الجمعية برئاسة علي الشريف، خصص «لتدارس أوضاع القطاع التجاري في المدينة والجوار والعاملين فيه في ظل استمرار الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا وتداعياتها على الوضع الإقتصادي المتأزم اساسا وعلى الأوضاع المعيشية للمواطنين ومن ضمنهم التجار والعاملون في القطاع التجاري من موظفين وأجراء».
وأشارت إلى أنه «أمام تمديد حال التعبئة العامة في ضوء استمرار خطر تفشي وباء الكورونا، وبالتالي اضطرار المؤسسات والمحال التجارية للإقفال اسبوعين آخرين، التزاما بالقرار وحرصا على السلامة العامة، تداول المجتمعون في إمكانية إطلاق مبادرة من الجمعية تجاه الموظفين والأجراء والعاملين في القطاع التجاري لمساعدتهم على مواجهة هذه الظروف المعيشية البالغة الصعوبة، حيث حظيت هذه الفكرة بإجماع مجلس الإدارة وتقرر البدء بتنفيذها فورا من خلال آلية محددة لدعمهم تتيح للزملاء التجار المساهمة في هذه المبادرة».
ودعت «التجار في المدينة الى تزويدنا بمعلومات عن اسم المؤسسة وعدد الموظفين لديها على أرقام الهاتف او «الواتس اب» التالية:
03/386898
03/404246
71/814849
03/466496
كما دعتهم إلى «أوسع حملة تضامن وتكافل في ما بينهم تجاه قطاعهم والعاملين فيه في هذه الأزمة غير المسبوقة في تاريخ لبنان، على أمل ان نتمكن من اجتيازها على خير ويستعيد هذا البلد سلامته وعافيته».
حاول إحراق نفسه
من جهة ثانية، هدّد المواطن (س.ع) الذي يعمل كهربائي سيارات، بإحراق نفسه داخل سيارته التي صبَّ عليها مادة البنزين، وسط ساحة النجمة في صيدا، على خلفية تحرير محضر ضبط بحقه، لأنّه قام بافتتاح محلّه في بلدة عين الدلب - شرق صيدا لتحصيل قوت يومه، مُخالفاً بذلك قرار «التعبئة العامة» وحالة الطوارىء الصحية، وقد تدخّلت على الفور القوى الأمنية وشرطة بلدية صيدا وحالت دون اضرام النار في نفسه احتجاجاً.
وعلى الفور حضر رئيس لجنة الطوارىء في مجلس بلدية صيدا حسن الشماس لمتابعة الموضوع، كما تدخل قائد شرطة بلدية صيدا المفوض ثالث بدر قوام مع عناصر الشرطة وحاولوا ثنيه عن محاولته لإحراق نفسه. كما تدخل قائد فوج إطفاء بلدية صيدا الملازم أول إطفائي سليم الغضبان، الذي أوعز لعناصر الفوج بالتأهب للتدخل فيما لو أضرم النار بنفسه أو بسيارته.
كما قام الجيش اللبناني والقوى الأمنية بالإنتشار في المكان للغاية نفسها، وأيضا تدخل عدد من أفراد عائلة المواطن وأصدقاء له لثنيه عن تنفيذ تهديده.
وأجرى قوام اتصالاً هاتفياً برئيس البلدية السعودي الذي طلب أن يتحدث مع المواطن، الذي نقل إليه معاناته وأنّه رب أسرة ولم يعد بإمكانه أن يتحمل ضيق الاوضاع المعيشية بسبب الإقفال وقد فاقم وضعه الإنساني تحرير محضر المخالفة له بسبب فتح محله الكائن في عين الدلب لتأمين قوت يومه.
وأبدى المهندس السعودي تحسّسه بما يعانيه المواطن س.ع واعداً بمعالجة موضوعه ومتابعته مع الإدارات المختصة والتمني عليها مراعاة أوضاع المواطنين الذين فاقمت أزمة كورنا وإلتزامهم المنازل وإنقطاع رزقهم من معاناتهم.
وقد أدخل المواطن إلى باحة البلدية لأخذ قسط من الراحة بعدما بدت عليه علامات الإعياء بسبب مادة البنزين على ملابسه وتم إستدعاء سيارة إسعاف تابعه للصليب الأحمر اللبناني لنقله إلى المستشفى.
معمل نفايات صيدا ينفي
وأيضاً، نفت إدارة معمل فرز ومعالجة النفايات في صيدا ما تناقلته بعض وسائل التواصل الاجتماعي عن اصابة شخصين يعملان في المعمل بفيروس كورونا.