بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الثاني 2024 03:15م دنحو بريخو ..دايم دايم بالبركة والسلام

حجم الخط
جبيل_نالسي جبرايل يونس

... نور الربّ دايم دايم
وباللاتينية "ابِّيفانيا" تعني الظهور. ..وبالسريانية "دِنحو" يعني الظهور أيضاً. ..او عيد الغطاس ...أو معمودية المسيح  الاردن ... هو عيد ظهور الثالوث الأقدس، الآب والابن والروح القدس بشبه حمامة على رأس المسيح المعتمد على يد يوحنا على نهر الأردن

 أنه الولادة الجديدة بقوة الروح القدس.
 وفي التقليد.. أن  الربّ الأرض يمر في هذه الليلة وكل شجر ينحني (أي كل شامخ ورافع رأس ينحني) أمام ظهور الرب الإله، وينير كل شيء. ..
كل شجر ينحني ما عدا شجرة التين التي لعنها، لأن لا ثمر فيها.

الليلة ليلة عيد الغطاس أو ليلة "دايم دايم" كما كانت تُسمى في ضيعنا وقرانا. ولهذه الليلة، كما ولعيد الغطاس في التقاليد اللبنانية، الف عادة وعادة كنا نسمعها من الاجداد ولكننا لم نعد نر منها شيئاً اليوم. 

العائلة تجتمع  والحلويات المناسبة تصنع في البيوت والعمادات تقام للأطفال. 

فما هي عادات وتقاليد وأمثال هذا العيد الذي كان يقال فيه انه من اهم الاعياد؟

في حال الطقس يقول المثل: "لا تسافر يا هادي بين الغطاس والميلادي"، وذلك لكون الأعاصير والسيول والثلوج تتساقط بغزارة في هذه الفترة فتموج البحار وتهوج ويصبح من الصعب الابحار فيها وغالباً ما كانت الهجرة تتم بواسطة السفن البحرية.

تغيير الخميرة

كانت الخميرة تبقى في بيوت أجدادنا من سنة الى أخرى ينقلوها من عجنة الى عجنة كل السنة حتى ليلة عيد الغطاس، فكانوا يبدلونها. وبحسب التقاليد المتوارثة ليلة الغطاس كان كل بيت يعجن كمية قليلة من الطحين ويلفها بقطعة قماش تعلق على الشجرة الا شجرة التين وشجرة الخرنوب لكي يباركها المسيح عند مروره منتصف الليل وتصبح خميرة تستعمل طوال السنة. وكان يقوم بالعجن الأطفال الصغار لكونهم الأقرب الى المسيح عمرا وبراءة.

أما لماذا لا تعلق العجينة في شجرة التين أو الخرنوب فتقول الحكاية:

كان أجدادنا يعتبرون ان شجرة التين ملعونة وعصية ولا تركع لحظة مرور المسيح لان يهوذا بعدما اسلم يسوع في بستان الزيتون شنق نفسه فيها، فلعنها المسيح.

وبالنسبة لشجرة الخرنوب، فإن الرب يباركها من دون ان تسجد له لانها تكون مليئة بالثمار ولها مثل يقول:"حاملة ومرضعة وع كل كتف اربعة" نظراً لكثرة ثمارها.

وكان الاجداد يفرحون عندما "يقطفون" العجينة من الشجرة صباح يوم العيد ويجدون عليها آثاراً من تراب دليل جثو الشجرة منتصف الليل.

واما البيوت فكانت ورغم البرد والمطر تبقى منارة وأبوابها مفتوحة والعائلة سهرانة قرب الموقد تصلي ليباركها المسيح لحظة مروره، وكان الاهل يمنعون نوم الاولاد لان النائم لا تشمله بركة السيد المسيح. ولان السهر كان يطول كانت "الزلابية والعويمات والمعكرون بسكر او بدبس والقمح المسلوق حلويات المناسبة تقدم للساهرين "لتمرير" الوقت.

ويوم العيد يصادف في السادس من كانون الثاني كانت أجراس الكنائس تقرع من الصباح حتى المساء دون كلل أو تعب وفق اعداد العمادات فيها لكون الاهالي يتركون اولادهم لأشهرٍ بدون تنصير ليتقبلوا سر العماد يوم عيد الغطاس ويرددوا مع الصوت الصارخ في البرية "هذا هو ابني الحبيب الذي به ارتضيت".

تقاليد وعادات جميلة جدا ليتها تتجدد لنعيش كلنا فرح الميلاد والغطاس والقيامة والصعود ونعود الى الايمان الحقيقي بدل التلهّي بالقشور الزائلة والزائفة.