بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 كانون الأول 2020 12:00ص شجرة الدفاع المدني تزيّنها ثياب الإطفائيين المحترقة

روح الميلاد تغمر بيروت الجريحة والمناطق

الإعلامي بارود مع أطفال جمعية „أقوى للأهداف المشتركة” (ACUA) الإعلامي بارود مع أطفال جمعية „أقوى للأهداف المشتركة” (ACUA)
حجم الخط
حتى العيد في وطننا ممهور بالدماء والدموع.. ورائحة الموت وأشلاء الشهداء وصيحات الأبطال.. 

حتى العيد يحل هذا العام ليس ككل عام.. بل يحل والغُصّة في الحلق والدمعة في العين.. والوجع يخترق الصدور كوباء لا يعرف كبيراً من صغيرٍ..

هذا العام تتزيّن بيروت بالوجع.. تتزيّن بيروت بالموت.. تتزيّن بيروت بأشلاء أبنائها.. ليتزيّن معها لبنان أجمع بأمل الميلاد.. والحياة الجديدة.. والانتهاء منطغمة سياسية لعينة.. علَّ العام المقبل يكون موعد رحيلهم.. وسلطان الشعب على سلطان السلطة المارقة..

شجرة الأبطال

 وتأكيداً على «نشر رسالة السلام والمحبة وإصرارا على انتصار إرادة الحياة»، أضاءت المديرية العامة للدفاع المدني شجرة الميلاد على بُعد عشرات الأمتار من موقع تفجير العنبر 12 في مرفأ العاصمة، الذي خرّب ملامح بيروت البهية.. 

رائحة البطولة تزيّن شجرة أبطال الدفاع المدني (تصوير: محمود يوسف)


الشجر الميلادية تكلّلت ببزّات العمل الخاصة بعناصر الدفاع المدني، التي طالتها ألسنة النار خلال إخمادهم النيران التي اندلعت جرّاء الانفجار، في إشارة رمزية الى ما يقدّمونه من تضحيات جسيمة في سبيل تلبية نداء الواحب الإنساني والوطني. 

أضاء الشجرة المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، إلى جانب محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، الرئيس المدير العام لإدارة واستثمار مرفأ بيروت باسم القيسي، اللواء الياس شامية ممثّلاً قائد الجيش العماد جوزاف عون، قائد فوج إطفاء بيروت العقيد نبيل خنكرلي، بحضور مجموعة من المتطوعين في الدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت.

بداية الحفل كانت مع النشيد الوطني، ثم كلمة ترحيب من الإعلامي روني ألفا أكد فيها أنّ «المديرية العامة للدفاع المدني أبت إلا أن تضيء الامل في عيون لبنان».

أما المحافظ عبود فقال: «في السابق، أي قبل 4 آب، كانت زينة الارزة بالذهب والمال والمراكز، وهذا العام لم تعد نافعة المراكز والوجاهات، بل باتت الزينة واحدة، وهي دماء الشهداء، وثياب فوج الاطفاء، وهم اليوم عملة لبنان. هؤلاء هم وجه لبنان الجديد».

أما العميد خطار فقال: «نلتقي في هذا المكان، لا للبكاء على الأطلال بل لنستذكر الأبطال الذين سقطوا شهداء الواجب على قاب قوسين أو أدنى من هنا وسقط معهم أبرياء في منازلهم أو سياراتهم بلا ذنب ارتكبوه»، مضيفاً: «نضيء الشجرة التي تزينت بلباس الميدان المكتوي بالنيران، ولُفّت بخراطيم المياه التي أخمدت حرائق وتضررت».

وفي نهاية الحفل ألقى الشاعر نزار فرنسيس قصيدة من وحي المناسبة.

كرنفالات الميلاد

ووسط أجواء ميلادية رغم الألم، انطلقت الكرنفالات في المناطق لنشر البهجة على وجوه الأطفال، الذين انتشروا على شرفات المنازل لتحية بابا نويل.

*وفي هذا الإطار, أقامت جمعية «أقوى للأهداف المشتركة» (ACUA) إحتفالا ميلاديا في منطقة المدور - بيروت، قدّمه الإعلامي طوني بارود، في حضور ومشاركة المحافظ عبود وعدد من الوجوه الإجتماعية والإعلامية وأهالي المنطقة، حيث أضيئت شجرة الميلاد الاستثنائية التي تحمل رمزا وطنيا.


من كرنفالات الأعياد في جبيل.. أمل وميلاد وسعادة

وبعد النشيد الوطني وكلمات، انطلق البرنامج الترفيهي الذي تضمن تراتيل ميلادية لأطفال أكاديمية تانيا قسيس، ثم ترانيم خاصة بالميلاد المجيد قدمتها مجموعة من طلاب كلية طب الأسنان في جامعة القديس يوسف. وعلى إيقاعات الفرح التي أحيتها La Vida Fiesta Parade احتفل الأطفال بالعيد وقام بابا نويل بتوزيع الهدايا على الأطفال الذين حضروا الحفل واستمتعوا بكل تفاصيل هذه الفعالية التي أدخلت البهجة من جديد الى قلوبهم.

كسروان وجبيل

> ومن الكرنفالات المميزة أقامت جمعية «مار منصور دي بول» قطاع كسروان والمتن، مسيرة لمناسبة عيد الميلاد، انطلقت صباحا من مرفأ بيروت لتتوقف في محطات عدة: مار مخايل - الدكوانه - جديدة المتن - زوق مكايل - جونيه -غزير، ووزعت الهدايا على الأطفال، وذلك «لاحياء روح الميلاد المجيد ورسم البسمة على وجوه الأطفال والسعادة في قلوب الجميع».

وفي الختام، وصلت المسيرة الى ساحة كنيسة سيدة الحبشية في غزير، حيث أقيم احتفال للاطفال وريسيتال غنائي من وحي الاجواء الميلادية، بمشاركة كاهن رعية غزير الاب زياد الاشقر وأهالي وأطفال البلدة. 

*وتحت عنوان «ميلادك هالسنة بيضوّي الأمل بقلوبنا» ، انطلق كرنفال الميلاد في شوارع مدينة جبيل مروراً بالأسواق التجارية والشارع الروماني، فرقص الأطفال وغنّوا مع بابا نويل على إيقاع الموسيقى الميلادية التي تخللتها عروض ترفيهيّة.

وأرادت بلدية جبيل من خلال هذا النشاط الميلادي اليومي الذي يستمرّ يوميّاً لغاية ٢٤ كانون الأوّل من الساعة ٣ بعد الظهر لغاية الساعة ٩ مساءً، أن ترسم الفرحة على وجوه الأولاد.

وأكد رئيس البلدية وسام زعرور أهمية هذا الكرنفال «الذي له نكهة خاصة هذه السنة، إذ أنه يضفي جوّ الفرح في أسواق جبيل، رغم كلّ الاوضاع الصعبة التي تمر على وطننا، ويفرح قلوب المارّة والزوّار والأهالي».

*وللمناسبة أيضاً سيّرت منطقة جزين في القوات اللبنانية موكباً ميلادياً مع فرقة موسيقية وبابا ناويل، وقد جال الموكب في كافة بلدات المنطقة. وتخلّلت الجولة أجواء احتفالية حيث أدخل القواتيّون بهجة العيد الى قلوب الأطفال.