بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 كانون الثاني 2021 08:20ص شوارع بيروت كما بدت أول أيام الإقفال

حجم الخط
كان لا بُدّ من قرار الإقفال العام الذي اتخده المجلس الأعلى للدفاع بعد تفشّي الوباء، وخطورة ارتفاع الأرقام الإيجابية يومياً، وإصابة الجسم الطبي وعدم قدرة المستشفيات الاستيعابية لاستقبال المزيد من الحالات.

وخلال جولتي الصباحية في بعض شوارع العاصمة التي بدت خالية، لاحظتُ الذهول والقلق على وجوه بعض أصحاب المحلات التي لم يشملها قرار الإقفال، والأسئلة العديدة عند إلتقاط كل صورة، ففي حي اللجى سألني أحدهم هل صحيح الرئيس مصاب بكورونا، وآخرون هل صحيح أن وزير الصحة مصاب، وكأنهم لم يكونوا مصدّقين أو معتقدين أن هذا الوباء حقيقي، وكعادتي كنت أشرح بهدوء هدف التصوير لطمئنتهم مع نشر التوعية لأهمية الإلتزام بإجراءات الوقاية المفروضة لحماية أنفسهم وعائلاتهم.

لبنان ليس وحده من يعاني المآسي من هذا الوباء، بل الكرة الأرضية بأكملها متعبة، وتسأل بخوف وارتباك، خاصة مع اكتشاف العديد من الأنواع الجديدة لهذا الفيروس في عدة دول، ففي اليابان أعلنت السلطات عن عزل نوع جديد تمّ اكتشافه مؤخرا في أربعة أشخاص وصلوا من البرازيل، حتى يمكن تحليله بشكل أكبر، ويعتقد أن هذا الخط الفيروسي الجديد ينتشر في منطقة الأمازون. ولن تستطيع الدولة معرفة إذا كان هذا النوع أكثر خطورة من المتغيرات الأخرى قبل الانتهاء من الدراسة التي قد تستغرق شهور عديدة.

ويعتقد العديد من الباحثين أن هذا الوباء سيظل منتشراً لآخر عام 2021 على الأقل، من هنا أهمية الوعي لخطورته على الأصعدة الصحية والإقتصادية والنفسية، وضرورة التضامن المجتمعي بنشر التوعية وأخذ الأمور بمسؤولية أكبر. ومعرفة أنّ الحياة والعادات ستتغير كلياً لفترة طويلة تجنّباً لوقوعنا في الأسوأ.

هل سيتّعظ بعض مَنْ هم في السلطة بأنّ هذا الوباء سيقضي على الجميع ويتقوّا الله ويوقفوا الاستعراضات الإعلامية التي تُشعِر المواطنين بالاشمئزاز، كفى وطننا الحبيب مآسي وآلالام .