صيدا - ثريا حسن زعيتر:
أقدم محتجون من حراك صيدا فجر أمس على إقفال بوابات شركتي الكهرباء والمياه ومركز «اوجيرو»، وكان الحراك قد أعلن عن أنّ أمس هو «يوم غضب وإضراب عام» وقد بقيت ساحة إيليا مقفلة بعدما استقدم المحتجون خيما الى وسط الساحة باتوا ليلتهم فيها وسط دعوات للنزول إلى الشارع واستكمال التحرك «احتجاجا على تردي الأوضاع في البلاد والمماطلة في تشكيل حكومة تلبي مطالب الحراك».
فيما نوجّه عدداً كبيراً من طلاب مدارس صيدا نحو ساحة «إيليا» بعدما انطلقوا من أمام مدارسهم تأكيدا على مواصلة الحراك لتحقيق المطالب، في حين فتحت المدارس في المدينة أبوابها في يوم دراسي عادي.
وبعدها جابت المسيرة الطلابية شوارع صيدا وانطلقت باتجاه عدد من المصارف والمرافق العامة في المدينة، وصولاً إلى سراي صيدا حاملين الأعلام اللبنانية، فيما توجه وفد منهم إلى المنطقة التربوية لإيصال رسالة إلى وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال أكرم شهيب ضمنوها جملة مطالب أبرزها تحديث المناهج التربوية وأمور تتعلق بالامتحانات المدرسية لا سيما الرسمية منها.
تحرّكات شبابية وطلابية أمام محال الصيرفة
بعدها نفّذ مُحتجّون من حراك صيدا بمشاركة عدد كبير من الطلاب وقفة احتجاجية أمام فرع مصرف لبنان في صيدا، احتجاجا على تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع سعر صرف الليرة مقابل الدولار. وقام عدد منهم بتسلق البوابة الحديدية للمصرف فيما افترش آخرون الأرض. وتم قطع الطريق جزئيا في المكان، وسط انتشار الجيش اللبناني.
من جهة ثانية، أطلقت مخابرات الجيش شبانا كانت أوقفتهم ليل أمس الأول على خلفية قطع طرق في المدينة، فيما أعيد فتح أبواب المرافق العامة بعدما أغلقها محتجون فجر أمس.
كما وقع إشكالان في صيدا، الأول في محلة رياض الصلح في مدينة صيدا على خلفية إقفال محتجين لمحال الصيارفة، والآخر وقع عند تقاطع ايليا في صيدا بين أحد المواطنين الذي حاول المرور بسيارته في المحلة وعدد من المعتصمين في الساحة لمنعه من المرور بسبب إقفالهم طرق التقاطع بمسالكه الأربعة.
«التنظيم الناصري»
فيما أصدر المكتب التربوي في «التنظيم الشعبي الناصري» بيانا جاء فيه: أثناء تجمع عدد من المتظاهرين والطلاب ليلا في ساحة الثورة - إيليا - صيدا بشكل سلمي، حصل تضارب وتدافع بين عناصر القوى الأمنية والمتظاهرين بالهراوات مما أدى إلى وقوع حالات إغماء وسقوط عدد من الجرحى أغلبهم من الطلبة وعرف منهم ثلاثة جرحى ينتمون الى المكتب الطلابي في التنظيم الشعبي الناصري. وتم توقيف عدد آخر لدى الأجهزة الأمنية.
وأضاف البيان: إننا ندين ونستنكر هذا الاعتداء الذي يعبر عن قمع لحرية الرأي والتعبير والتظاهر الذي يكفل به القانون. ونطالب بحماية المتظاهرين والإفراج عن الموقوفين فورا. ونأسف هذا الواقع المرير الذي أوصلتنا إليه قوى السلطة السياسية الفاسدة والمفسدة بمختلف قطاعاتها والتي من المفترض أن يزج بهم في السجون بدل هؤلاء الطلاب الذين يضحون بمستقبلهم من أجل بناء وطن تسوده العدالة والكرامة والنزاهة.
البزري
{ من جهته، أسف الدكتور عبد الرحمن البزري للمعلومات المتداولة عن آلية تشكيل الحكومة، معتبراً أن «الطبقة السياسية الحاكمة ما زالت تُحاول الالتفاف على مطالب المواطنين، وأن الحكومة العتيدة إذا ما تشكّلت لن تُلبي رغبات وطموحات ساحات الانتفاضة والثورة».
وأضاف البزري: «إن غياب الحكومة المستقيلة عن القيام بواجباتها في تصريف الأعمال، واعتماد الرئيس المُكلّف على بعض الآليات غير الواضحة في تكليف حكومته لا يُبشران بالخير، ويضع الشعب اللبناني أمام مواجهة طويلة مع هذه الطبقة السياسية التي لا تُراعي إلاّ مصالحها ورغباتها في الاستمرار بعيداً عن مصلحة المواطن والوطن».