صيدا – ثريا حسن زعيتر:
لمناسبة الذكرى 35 لتحرير منطقة صيدا من رجس العدو الصهيوني، شهدت عاصمة الجنوب تحركات ومواقف إحياءً للمناسبة.
{ وفي هذا الإطار، أضاء أعضاء من المكتب الطلابي في «التنظيم الشعبي الناصري»، الشموع في ساحة الشهداء في صيدا، للمناسبة، ووجّهوا التحية إلى «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية»، وإلى «جميع المقاومين الذين دافعوا عن صيدا وجوارها ودحروا عنها الاحتلال وعملاءه»، مؤكدين أن «صيدا هي مدينة المقاومة، وهذا النشاط هو تخليد لذكرى التحرير، ولتوجيه التحية إلى أرواح شهداء المقاومة والتحرير».
كما أقام أعضاء المكتب الطلابي في «الناصري»، حواجز محبة في عبرا، تقاطع الشرحبيل، مكسر العبد، ساحة الشهداء، ساحة النجمة، والبوابة الفوقا، ووزعوا الحلوى على ركاب السيارات والمارة.
ووزّعوا بياناً بإسم المكتب الطلابي للتنظيم جاء فيه: «الطلاب والشباب هم العمود الفقري للمقاومة والثورة نحو التغيير، والكفاح مستمر. ولمناسبة الذكرى 35 لتحرير منطقة صيدا من رجس الاحتلال الصهيوني، ندعوكم للمشاركة في احتفال إضاءة شعلة التحرير الذي تتخلله كلمة للأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، وذلك في ساحة الشهداء في صيدا، يوم غدٍ الإثنين (اليوم) عند الخامسة مساء».
المواقف
وفي المواقف من المناسبة، أكّد الدكتور عبد الرحمن البزري أن «انتصار صيدا الكبير شعباً ومقاومة على الاحتلال الإسرائيلي شكّل منارة ساطعة تنير طريق المقاومين والمجاهدين لإستمرار المقاومة والتحرير والإنتصار على العدو الإسرائيلي وطرده». وقال: «أعطت صيدا أمثولة حقيقية من خلال تضحيات مجاهديها ومقاوميها وصلابة موقف مجلسها السياسي وفاعلياتها وقواها المدنية والدينية بأن الإنتصار هو لصالح الوطن والمواطن والقضية، معتبراً أن صيدا تدفع اليوم ثمن هذا الإنتصار لإصرارها على موقفها الوطني الذي يعكس صالح الشعب اللبناني بكافة فئاته وانتماءاته».
وختم البزري: «إن صيدا التي انتصرت على العدو الإسرائيلي، وكانت إحدى المحطات الرئيسة في إنتصار لبنان، لا يُمكن لها إلاّ أن تنتصر لحق المواطن اللبناني في العيش الكريم، وفي مكافحة الهدر والفساد، وفي الإصرار على بناء الدولة الحديثة العادلة».
{ من جهتها، أصدرت «الجماعة الإسلامية» بياناً للمناسبة، مما جا فيه:»تمرُّ علينا ذكرى تحرير مدينة صيدا هذا العام والوطن يعيش أزمات متعددة ومتلاحقة وغير مسبوقة على الصعد كافة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحياتية مما وضع البلاد على حافة الانهيار بسبب السياسات التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة والتي لا زال جزء من أحزابها يمارس نفس النهج وإن بأسماء أخرى غير آبهٍ للهبّة الشعبية الكبيرة التي انطلقت في ١٧ تشرين الأول من العام المنصرم والتي لا زالت مستمرة حتى الآن وهي ترفع شعارات محاربة الفساد وتطالب بالاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية».
وأضاف البيان: «في ذكرى تحرير صيدا نؤكد أن بشاعة الاحتلال وظلمه وما تسبب به من مآسي ودمار قد لا يكون أصعب من الأوضاع التي تعيشها البلاد في هذه الأوقات إن لم يتم تداركها ومعالجة أسبابها ومحاسبة كل المتسببين بحدوثها واستعادة كل الأموال المنهوبة من خزينتها. خمس وثلاثون من السنين مرّت على اندحار العدو الصهيوني عن تراب مدينتنا الغراء. وبُعد السنين عن الحدث لم يلغ أهميته، والأجيال اللاحقة لم تنسَ للجيل الذي صنع الانتصار إقدامه وتضحياته.
ورأى البيان أن «تحرير صيدا لم يكن حدثاً عادياً؛ فقد كان بداية اندحار عدوانٍ حشد له العدو الصهيوني عام 1982 مئة ألف مقاتل وأسراب من الطائرات وجحافل من المدرعات. والـ 985 يوماً التي قضاها الاحتلال في صيدا؛ علّمته أن أهل هذه المدينة لا يخضعون لمحتل ولا يركنون لظالم، وأنهم فئة آمنوا بربهم، ولا يرضون الضيم في دينهم ووطنهم وأهلهم».