صيدا – ثريا حسن زعيتر:
أطلقت إدارة «مركز إشبيليا الثقافي الفني» في صيدا - «سينما إشبيليا» سابقاً، باكورة عروضها السينمائية بالفيلم الوثائقي «نبيهة لطفي ــ العدسة العربية 2005» للمخرجة إليان الراهب.
وجاء اختيار هذا الفيلم تحيّة للمخرجة اللبنانية، إبنة مدينة صيدا نبيهة لطفي (1937ـ 2015)، التي كانت من أوائل النساء اللواتي درسن الإخراج السينمائي في العالم العربي إلى عملها في مجال الإخراج السينمائي والأفلام الوثائقية والتسجيلية، وتناولها قضايا المرأة والوطن وفلسطين والحياة اليومية للمواطن المصري، ومنها: (لعب عيال)، (صلاة من وحي مصر العتيقة)، (شارع محمد علي)، (تل الزعتر) و(كاريوكا) وغيرها من الأعمال التي تركت بها بصمة مضيئة في عالم الأفلام التسجيلية والوثائقية.
وعلى مدى 26 دقيقة، يحكي الفيلم الوثائقي سيرة حياة نبيهة لطفي، بدءاً من طفولتها في صيدا وصولاً إلى ذهابها إلى مصر.
وحرصت هبة ونهلا الزيباوي على أنْ يكون عرض هذا الفيلم، افتتاحاً لمبادرتهما بإعادة تأهيل «إشبيليا» وافتتاحها بفكرة وحلة جديدتين.
تقدّم الحضور: النائبان بهية الحريري وعلي عسيران، وحشد من الشخصيات الثقافية والتربوية والاجتماعية وعائلة المخرجة الراحلة لطفي.
سبقت العرض الافتتاحي كلمة ترحيب من مديرة المركز هبة الزيباوي، أكدت فيها أنّ «الهدف من إعادة افتتاح «اشبيليا» كمركز مستقل للثقافة والفنون والمسرح والسينما في صيدا والجنوب، إحياءً لسينما «اشبيليا» التي تأسست في العام 1979، وارتبطت بذاكرة المدينة وذكريات الكثيرين من صيدا وخارجها».
وتابعت: «إخترنا أن نكرم الراحلة نبيهة لطفي، ليس فقط لأنها من صيدا، بل أيضاً لأنها من أوائل المخرجات السيدات اللواتي درسن الاخراج السينمائي في العالم العربي، في الوقت الذي كان مصير أو مستقبل السيدات في العالم العربي محدد ومعروف ومرسوم مسبقاً، لكن نبيهة لطفي واحدة من الأشخاص الذين رسموا مسيرتهم بطريقتهم الخاصة، وبقوا مؤمنين بقناعاتهم، فبقيت مؤمنة بقناعاتها تجاه السينما التسجيلية خصوصاً، وهؤلاء نحبهم أن يبقوا موجودين معنا، سواء رحلوا أو ما زالوا معنا».
وتحدّثت المخرجة الراهب فهنأت بداية أسرة «مركز اشبيليا» على إعادة إحياء هذا الصرح الثقافي الفني، متمنية لهم التوفيق وأن «يكون له بصمة مميزة في الحركة الثقافية والفنية في الجنوب، وفي لبنان ككل».
ثم عرضت لمراحل التحضير لهذا الفيلم وجمع المادة الأرشيفية له، وكيف تعرفت عبره عن قرب على حياة المخرجة الراحلة لطفي من خلال مرافقتها لها ولقاءاتها معها، وعلى دورها في مسيرة وتطور السينما التسجيلية في العالم العربي وعلاقتها المميزة والوطيدة بالعديد من السينمائيين والفنانيين وأبرز الأفلام التي أخرجتها.
بعد عرض الفيلم جرى حوار بين المخرجة الراهب والحضور، حول سيرة حياة المخرجة الراحلة لطفي، ونتاجها السينمائي التسجيلي، والمحطات التي واكبتها فيها خلال اعداد الفيلم التسجيلي عن حياتها.
الجدير ذكره، أنّ «مركز اشبيليا» يستأنف تقديم عروضه السينمائية في 5 تشرين الأول المقبل، أسبوعياً مساء كل يوم جمعة.