صيدا - سامر زعيتر:
تواصل الحراك المطلبي في مدينة صيدا، عاصمة الجنوب، الذي أعلن اليوم (الثلاثاء) يوماً للإضراب العام في المدينة، فيما شهد الحراك انضمام فئات جديدة وأنشطة متنوعة، عمدت إلى توسعة دائرة الاحتجاجات، بين مسيرة دراجات نارية اخترقت الحظر المفروض عليها في المدينة منذ سنوات، ومسيرة مراكب بحرية انطلقت من بحر صيدا للمرة الأولى منذ انطلاق الحراك، إلى المشاركة في وقفة احتجاجية ضد سد بسري وإقامة ندوات تثقيفية واحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.
تحركات جديدة
وكان اللافت أيضاً انضمام معلمي ومعلمات المدارس إلى الحراك، حيث نفذ المتعاقدون وقفة احتجاجية عند تقاطع حسام الدين الحريري «إيليا» وطالبوا خلالها وزارة التربية ولجنة التربية النيابية بإنهاء «بدعة التعاقد» المجحفة وتثبيتهم في ملاك التعليم الرسمي.
ومع استمرار التحركات الطلابية تجمع الطلاب عند تقاطع «إيليا»، حيث أقاموا فطوراً جماعياً تعبيراً عن تمسكهم بحقوقهم بالاعتصام السلمي المحق كطلاب مدارس خاصة أو رسمية، ورفعوا الأعلام اللبنانية وسط جو تفاعلي وهتافات مطلبية على وقع الاغاني الوطنية، فيما حمل الطلاب علماً عملاقاً تحت «شعار أكبر علم»، كما أقيمت دورس في اللغة العربية والتربية المدنية لصف الثالث ثانوي حضره الطلاب في «حديقة الناتوت» المحاذية لتقاطع «إيليا».
وتشارك التلامذة في اعتصامهم وسط الساحة برفع لافتات دعت الى تثبيت الأساتذة المتعاقدين وحقهم في إجازات الأمومة والمرض، وذلك بمواكبة امنية اتخذتها عناصر الجيش في محيط المكان.
أما الدراجات النارية فخرقت الحظر المفروض عليها في المدينة منذ إغتيال القضاة الأربعة، حيث نظم عدد كبير من سائقي الدراجات النارية، مسيرة انطلقت من مدخل صيدا الشمالي، وجابت شوارع صيدا، وصولا إلى ساحة «إيليا»، حيث ركنها أصحابها وسط الساحة وانضموا إلى المعتصمين.
وأشار منظمو المسيرة إلى أن الهدف منها هو «كسر» قرار منع سير الدراجات النارية في مدينة صيدا الذي صدر إثر عملية اغتيال القضاة الأربعة، وللمطالبة بالغائه لأنه «لم يعد له مبرر بعد صدور حكم القضاء في هذه القضية».
إلى ذلك، أبحر أكثر من 30 مركبا بحريا بمسيرة بحرية لصيادي الاسماك انطلقت من الميناء عند كورنيش صيدا البحري ترفع الاعلام اللبنانيه وانضم اليهم طلاب المدارس والمتظاهرين دعما لحقوق الصيادين ورفعوا لافتات دعت الى محاسبة المسؤولين عن نهب المال العام. وأوضح نقيب الصيادين في صيدا نزيه سنبل أن «هذه الخطوة ولدت من رحم التظاهرات التي تشهدها مختلف الساحات في لبنان»، لافتا إلى ان «الصيادين ارادوا التعبير عن آرائهم فقمنا بهذه المسيرة البحرية بنجاح»، وداعيا إلى «تشكيل حكومة إنقاذية تكون على قياس الشعب وليس على قياس النواب في اقرب وقت ممن تمثل الشعب ونحن كقطاع الصيادين نطالب بالضمان الاجتماعي». وبعد الانتهاء من المسيرة البحرية استكمل المشاركون مسيرتهم بشوارع مدينة صيدا وصولا الى ساحة «ايليا» التي شهدت تنوعاً في النشاطات، حيث أحيا المعتصمون ذكرى المولد النبوي الشريف باحتفال بدأ بالنشيد الوطني، ثم فقرة من الأناشيد الدينية، وقدم المنشد بلال الأحمد تواشيح من وحي المناسبة، كما شهدت الساحة تجمعا لعدد كبير من المحتجين، ما أدى إلى قطع كل المسارب المؤدية إليها.
صيادو المدينة انضموا إلى الحراك المطلبي فيها
الحريري
وفي المواقف السياسية، توجّهت رئيسة «كتلة المستقبل النيابية» النائب بهية الحريري في تغريدة لها بالتهنئة الى اللبنانيين بحلول ذكرى المولد النبوي الشريف سائلة الله عز وجل ببركة هذه الذكرى وشفاعة صاحبها (صلى الله عليه وسلم) ان يحفظ لبنان وشعبه ويمكنه من اجتياز هذه المرحلة الدقيقة الى بر الأمان.
من ناحيته، أكد أمين عام تيار «المستقبل» أحمد الحريري خلال تغريدة أخرى «الإلتزام بالوصول الى صيغة متوازنة لقانون عفو عام يلامس العفو الشامل وفق وعد رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري». وتوجّه الى كلّ أهالي وأمهات وعائلات الموقوفين والملاحقين والمحكومين المظلومين، بالقول: «لن نرضى بعفو عام مشوّه».
سعد
وفي السياق، التقى الأمين العام لـ «التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور أسامة سعد بالمنسق العام لـ «تجمع اللجان والروابط الشعبية» معن بشور على رأس وفد من التجمع، حيث تباحث المجتمعون بالأوضاع العامة، والمستجدات على الصعيد اللبناني والعربي وأكدا أهمية دعم الانتفاضة الشعبية حتى تحقيق كامل أهدافها.
البزري
من ناحيته، اعتبر الدكتور عبد الرحمن البزري أن «استمرار الحراك وتطوره النوعي وصمود ساحاته في العديد من المناطق قد أربك الطبقة السياسية وأفشل كافة توقُعاتها ورهاناتِها ، وعليها أخذ العبرة من صمود المواطنين وإصرارهم على الإصلاح والقيام بخطوات جذرية»، مشيراً إلى «ضرورة العمل لتسهيل حصول المواطنين على أموالهم من المصارف التي يتم إغلاقها وتعطيلها لأسبابٍ واهية ومُتعددة».