بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 كانون الأول 2019 12:04ص صيدا: محتجّون دخلوا سراي المدينة وسعد جال في الأسواق

النائب سعد متفقّداً أحوال التجار في أسواق صيدا النائب سعد متفقّداً أحوال التجار في أسواق صيدا
حجم الخط
صيدا – سامر زعيتر:

تواصلت التحرّكات المطلبية في عاصمة الجنوب، مدينة صيدا، والمبادرات الإنسانية لمساعدة المحتاجين، وسط دعوات سياسية للإسراع بتأليف حكومة إنقاذية في ظل تردي الأوضاع المعيشية وسوء الأحوال الإقتصادية والخسائر التي تلحق بالتجار جراء الركود الإقتصادي الذي يلقي بثقله على المواطنين في ظل إرتفاع الأسعار.

السراي الحكومي

وأقدم عدد من الشابات والشبان، أطلقوا على أنفسهم مجموعة «أنا مستقل»، على الدخول الى سراي صيدا الحكومي، وقاموا بإلصاق رسم لسمكة في دلالة على غرق وطوفان الشوارع مع بداية الشتاء ومنشورات على جدران الدوائر والمصالح الرسمية كتب عليها «غرقتونا بفسادكم، لا للصفقات الوهمية، بدها معاملة لتخلص المعاملة، يحتل لبنان المرتبة 138 من 175 في الفساد للعام 2018». 

وتلت إحدى الشابات بإسم المجموعة بياناً جاء فيه: «نحن شابات وشباب من صيدا، مستقلّون، اجتمعنا على حب الوطن وهدفنا تحريره من عصابات وأحزاب الفاسدين من سياسيين وموظفين وأشباه مواطنين .إذ نحيي الموظفين الشرفاء القلائل في الإدارات العامة، ونشجعهم على مساعدتنا في كشف الفاسدين دون خوف، للإسراع في تطهير الإدارات العامة، معقل الفاسدين في دولتنا الكريمة».

أضاف البيان: «إن الأحداث الأخيرة التي أدت لانهيارات طرقات وطوفان بعضها وغرق المواطنين في منازلهم وسياراتهم، وبعض الإدارات العامة، دفعنا لتسجيل اعتراضنا وامتعاضنا وغضبنا، من صفقاتكم وملفات فسادكم المؤكدة، آن الأوان لنفتح هذه الملفات ونحاسب الفاعلين من وزراء وبلديات ومجالس مدنية وكل من دعمهم وأعطاهم الغطاء معنوياً، سياسياً ومادياً، دون أي استثناء من أصغر موظف إلى أعلى الهرم. ندعوكم جميعاً إلى محاربة الفساد، رفض كل أشكال العمولات، تفعيل دور ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي، لمساعدتنا في محاربة الفاسدين. إن تحركنا هذا، سلمي وقانوني وسوف نأخذ كافة الإجراءات القانونية للقضاء على الفساد وصولاً إلى الدولة القوية، المستقيمة والنظيفة. يسقط حكم الفاسد».

{ يأتي ذلك، في وقت تتواصل المبادرات الإنسانية لمساعدة المحتاجين في المدينة بطرق متنوعة، حيث واصل أصحاب عدد من المحال والمطاعم والمواطنين الإعلان عن تقديم وجبات ومواد تموينية وأدوية للمحتاجين ومساعدتهم في ظل تفاقم الأزمة الإقتصادية في البلاد. 

ومساءً، انطلقت مسيرة راجلة من تعمير عين الحلوة باتجاه «ساحة ايليا» في صيدا، وسط إجراءات أمنية للجيش، وهتافات المحتجين المندِّدة بالاوضاع الاقتصادية وسياسة المصارف والغلاء وارتفاع الاسعار.

كما نفّذ عدد من المحتجين وقفة احتجاجية امام فرع مصرف لبنان في صيدا واطلقوا الهتافات المناهضة لسياسة المصرف.

سعد

وللإطلاع على أوضاع التجار في مدينة صيدا، قام أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور أسامة سعد بجولة على أسواق صيدا وتفقد أحوال التجار واصحاب المحال التجارية والعاملين فيها.

وعبّر التجار عن وجعهم وعن سوء أحوالهم الى حد لم يستطيعوا دفع ايجارات المحال واستيراد البضائع الجديدة نظرا لارتفاع سعر الدولار، كما لفت التجار الى ان عدداً كبيراً من أصحاب المحال اقفلوا محالهم مصدر رزقهم وسرحوا العمال والموظفين لديهم، ومن صمد منهم يقوم بإعطاء العاملين لديه نصف راتب، بعدما إنعكست الحالة الاقتصادية السيئة بشكل كبير على الأسواق التي كانت تعج بالمشترين بخاصة خلال شهر الأعياد على عكس هذا الموسم حيث خلت الأسواق من زوارها. 

بدوره، أكد سعد أن «الازمة الاقتصادية التي يعاني منها اللبنانيون بشكل عام منذ سنوات وتجلت مظاهرها بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بالوطن اليوم يعود سببها الى سوء ادارة لدى الحكومات المتعاقبة وفي مختلف الملفات الاقتصادية والمالية وغيرها، اضافة الى انعدام الرؤى في سياساتها. وان كل ذلك انعكس بشكل سلبي على حياة المواطنين اليومية وأدت الى افقار الشعب أكثر وأكثر والى الإنهيار الاقتصادي والمالي».

وشدد على «أهمية ايجاد حل سريع للازمة، والتفات السياسيين الى المواطن والنظر الى ما وصلت اليه البلاد، متخوفاً من المزيد من الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية ومن تفلت الوضع الأمنيط»، معتبرا أن «الحل يكمن عبر مرحلة انتقالية سلمية وآمنة تعالج مختلف الملفات لحفظ الوطن».