على مساحة مليون متر مربع يمتد معرض رشيد كرامي الدولي، هذا المرفق الحيوي والمهم بات اليوم مرتعاً للنفايات بسبب وجود مركز لمنظمة UN والتي تعنى بشؤون النازحين السوريين والذين حولوا المكان الى ما يشبه "الفوضى العارمة" بسبب عدم الاهتمام والرعاية، وبدلاً من أن تطلق صفارة معرض رشيد كرامي والتي طال انتظارها نحو التقدم يشكو المعرض اليوم من الانهيارات المتكررة والتي تضرب قسم كبير من أجزائه جراء الاهمال اللاحق به.
رئيس مجلس الإدارة أكرم عويضة متفائل بمستقبل المعرض، وهو ينفي أي محاربة له من قبل الدولة ويؤكد على أن أهالي المدينة مدعوون اليوم الى تلقف يد الدولة الممدودة لهم، كونه ما من عصا سحرية قادرة على تغيير الواقع القائم منذ سنوات طويلة.
عويضة
وفي لقاء خاص مع موقع "اللواء "قال عويضة إنّه "ضمن المسرح العائم هناك انهيارات في السقف وبات مكشوفاً، اليوم بالشراكة والتنسيق مع نقابة المهندسين ومع "ميماير فوندايشن" نقوم بوضع الدراسات المطلوبة من أجل الترميم، كل هذا كي لا يكون عملنا عشوائياً وغير مطابق لمواصفات أوسكار ميماير المعمار البرازيلي والذي صمم المعرض، الحقيقة نسعى للحفاظ على تراث المعرض والذي تم تسجيله مع الأونيسكو ليكون تراثاً عالمياً، من هنا فان قضية تأهيله تتطلب منا التروي والدراسة".
ورداً على سؤال يقول إنّ "وزارة الاقتصاد أعطت الموافقة على أعمال التصليح والأموال ستكون من وزارة المالية، وبالتعاون مع الأونيسكو نقوم بوضع الدراسات وبمشاركة من جمعيات عالمية كي تأخذ الدراسة طابع التقنيات العالمية ترقى بهذا المعلم التراثي".
مشاريع مستقبلية
وعن المشاريع المستقبلية يقول إنّ "هناك خطة خماسية تقوم على وضع رؤيا للمعرض كي يغدو من أهم المعارض بمنشآته التي ستضم مختلف الأنشطة منذ الآن وحتى خمس سنوات، ومن هذه الأنشطة فاننا وبالشراكة مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال سنقوم بتنفيذ مشروع طاقة شمسية لبلديتي طرابلس والميناء والمعرض والمرفأ، وهذا الأمر سيكون بشكل مجاني".
وتابع:" اضافة الى جامعة لاعادة تأهيل المناشر الموجودة في مدينة طرابلس، وهي تسعى الى تحسين أوضاع عمال النجارة كما ونطلب منهم تصنيع البضائع بغية تصديرها بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي الى اوروبا، وهذه الجامعة ضمن المعرض، كما وأشير الى اننا وقعنا على عقد يهدف لانشاء مسرح أوبرا من الطراز الأول في الشرق الأوسط، والى جانب كل ذلك سيكون ضمن المعرض مطعم للمأكولات الأجنبية الأول من نوعه في لبنان، يبقى المسرح العائم وبرج المياه والقوس وهؤلاء نحن بصدد تلزيم اصلاحهم على أعلى المستويات".
وفي معرض الحديث عن محاربة الدولة لهذا المرفق المهم يقول إنّه لا يشعر "بمحاربة الدولة للمعرض، هناك قوانين ووزارتي وصاية وزارة الاقتصاد ووزارة المالية، وأعتقد بأن القوانين الموضوعة من قبلهما بهدف اجراء الرقابة على أي مجلس ادارة وهذا أمر طبيعي، ومنذ تسلمي لمهامي في العام 2017 وأنا أقوم بكل ما يلزم بهدف تطوير المعرض، والوزارات المعنية تقدم كل الدعم اللازم، وأؤكد على أن الرئيس سعد الحريري أيضاً يهمه المعرض من خلال اطلاق مدينة المعرفة بالشراكة مع المنطقة الاقتصادية الحرة على مساحة 75 ألف متر مربع، هذه المدينة متخصصة بالأفكار الجديدة في مجال الشركات والتجارة، كل ذلك يشير الى ان الدولة مهتمة بالمعرض وبكل طرابلس، وهنا فان المطلوب منا أن نظهر ايجابيات في هذا المجال، ونعمل معاً كونه ما من عصا سحرية وفي حال الدولة مدت يدها لنا فعلينا تلقفها بكل صدر رحب لأننا ان لم نعمل فاننا لن نصل الى ما نتمناه".