بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 تموز 2019 12:07م منطقة المنكوبين "منسية وأبنائها يأكلون القطط"

حجم الخط
يخطئ من يظن بأن أحداً من السياسيين لم ينفذ سابقاً جولات انتخابية داخل منطقة المنكوبين ويستجدي أهلها في سبيل "كسب الود ومن ثم نيل الصوت في صناديق الاقتراع"، ويخطئ من يظن بأن هؤلاء السياسيين أنفسهم يعودون لزيارتها بعد نيل الثقة بهدف رفع الضرر عنها وتقديم المساعدة لأبنائها والذين يرزحون تحت نير فقر "موحش" سببه بالدرجة الأولى البطالة المستشرية وانعدام أي اهتمام بهم من قبل الدولة، وهنا نذكر على سبيل المثال أنه كان لمنطقة المنكوبين مدرسة رسمية تضم جميع أبنائها، لكن وبسبب الجولات القتالية فان المدرسة تحولت الى مركز للجيش اللبناني من دون الانتباه الى ان الأطفال الذين حرموا من مدرستهم لم يتوجهوا لغيرها بسبب عدم قدرة الأهالي على ارسالهم لمدارس بعيدة عن المنطقة مما يعني "تسرب مدرسي يزيد في الطين بلة!!!".

والى جانب ذلك، تبرز قضية "بطاقة العائلات الأكثر فقراً" والتي كانت وزارة الشؤون تمنحها للغالبية العظمى من أهالي المنكوبين لكن هم حرموا منها هذه السنة لأسباب يجهلونها، مما يعني المزيد من المأساة وتراكم للأزمات قد لا تحمد عقباها فيما لو لم يكن هناك تدخلات سريعة لانقاذ ما يمكن انقاذه.

سابقاً كان الأهالي عمال ينخرطون في كل ما من شأنه تأمين "المردود المالي"، لكن وبسبب العمالة السورية تم الاستغناء عن قسم كبير منهم ان لم نقل غالبيتهم خاصة وانهم يشددون على تأمين الضمان، فاذا بالعامل السوري يرضى بالراتب المتدني ومن دون ضمان وبهذا خسر أبناء المنكوبين أي فرصة للنجاة، فكانت الطامة الكبرى رجال بلا عمل أبناء بلا مدارس وبيوت بلا معيل وشوارع بلا اهتمام بلدي، ودولة غائبة عن القيام بدورها الا في حال البحث عن مطلوبين أو توجيه أصابع الاتهام لأبناء المنكوبين واتهامهم بالفوضى وسوقهم الى العدالة، مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل المنطقة وأبنائها؟؟؟ وكيف يمكن للدولة "الأم" أن تحاسب "أبنائها" الذين حرمتهم من مقومات العيش الكريم ألم يكن من الأولى لو تلتفت اليهم قبل التصويب عليهم؟؟!!!

بالكاد يمكنك السير داخل "المنكوبين" طرقات محفرة، مياه آثنة في الطرقات، الأطفال ينتشرون في كل مكان هرباً من بيوت اترنيت درجة حرارتها خانقة، الكل في الشارع في الوقت الذي لا يحظى فيه هذا الشارع بأي عناية من بلديات مولجة به في السابق كانت بلدية طرابلس ومن ثم تحول الأمر الى بلدية البداوي ليستقر عند بلدية وادي النحلة وفي كل الأحوال فان شيئاً من التقديمات لم يرفع عن كاهلها صبغة "الفقر" ولم يلغ حرمانها.

أوضاع مأساوية وفقر سائد
الحاج علي ابراهيم من أهالي منطقة المنكوبين منذ 60 سنة قال:" أوضاعنا سيئة جداً خاصة منها "المنكوبين التحتا" والتي تتألف منازلها من الاترنيت، بالطبع دخلت جمعيات كثيرة بهدف تقديم المساعدة كالصليب الأحمر وغيرها، لكن كل هذا لا يكفي مع الاهمال المزمن والذي يترافق مع معارك جمة وبالطبع لن يكون آخرها الجولات القتالية فنحن نبقى عرضة لكل الخضات الأمنية".

ورداً على سؤال قال:" الخدمات البلدية معدومة سواء من قبل بلدية البداوي أو بلدية وادي النحلة كون المنكوبين تتبع للبلديتين معاً، باختصار الطاسة "ضايعة" فكيف بامكاننا المطالبة بتقديم الخدمات ".

وتابع:" الغالبية الساحقة من أبناء المنطقة بلا عمل والبعض منهم عمال ضمن لافاجيت، مما يعني الفقر والعوز يسيطران عليها، كان هناك لجنة تسعى لنيل المطالب بيد انها حلت ولم يتشكل غيرها، ما من جهة قيمة على المنطقة وفي حال طافت شبكات الصرف الصحي المهترئة أصلاً بسبب قدمها فاننا نلجأ لهذا الموظف أو ذاك بغية رفع الضرر، لم نعد نعلق الآمال على أي جهة سياسية بعدما اقتنعنا بكذبهم وانكارهم للجميل كوننا كنا نشارك في انتخابهم لكن على من تقرع مزاميرك يا داوود؟؟؟".

نعيش في عالم النسيان
من جهته المواطن محمود الحموي قال:" سكان المنكوبين هم من سكان المدينة وسجلاتنا من الحدادين والسويقة والزاهرية، بيد اننا نعيش في عالم النسيان بسبب الفقر الذي نتخبط به ويعشعش داخل المنازل والتي هي مخالفة بسبب حرب أبو عمار حيث تهدمت المنطقة برمتها، وبالطبع مرت أحداث كثيرة نلنا منها النصيب الأوفر، كل ما يصيبنا من مشاكل انما هو بسبب الاهمال الكل يتهمنا بالخروج عن السلطة والحقيقة نحن لا نشعر بها الا من باب ملاحقتنا".

الأولاد في المياتم
زياد شمسين عاطل عن العمل منذ أربع سنوات وأب لخمسة أولاد قال:" لم يعد بامكاني تأمين لقمة العيش لأولادي مما اضطرني الى ادخالهم في ميتم يأتون الي في عطلة نهاية الأسبوع ماذا أفعل ازاء هذا الواقع؟؟؟ كنت أعمل في شركة خاصة لكن بسبب النزوح السوري تم الاستغناء عني واستبدالي بعامل سوري".

محمود عاطل عن العمل يقول:" عندي 7 أولاد ولا حول لي ولا قوة والشكوى لغير الله مذلة، لم يعد لنا أي أمل في هذه الحياة".

أولاد يأكلون القطط
أما المواطن أحمد علي الناظر أب لست صبيان قال:" كنت من ضمن عمال لافاجيت لكن بقيت بلا عمل منذ عدة سنوات، وبسبب وضعي الصعب بات أولادي في الشارع من دون مدرسة ينتظرون من يعطف عليهم من الأهالي، أطلب من دولتنا العزيزة تأمين فرص العمل والحد من العمالة السورية والتي قضت علينا، وان لم يكن ذلك فليمنحوننا فرصة الهجرة كونه لم يعد بالامكان الاستمرار بهذه المعاناة أولادنا يستنجدون لقمتهم ونحن لا يمكننا تأمينها وهذا أقل ما نطلبهن وأشير الى ان أطفالي وبسبب الجوع لجؤوا منذ يومين الى ذبح قطة في الشارع بهدف أكلها وسد جوعهم".

علي حيدر أب لطفلتين قال:" كنت أعمل ضمن أحد الأفران لكن بسبب سجني خرجت لأبقى عاطلاً عن العمل، الحمدلله الوعود كثيرة من قبل السياسيين بتأمين العمل لنا لكن هي وعود كاذبة جل ما نتمناه تأمين الوظائف لنا لكي نستر أنفسنا".