صيدا – سامر زعيتر:
كان «خان صاصي التراثي»، في مدينة صيدا القديمة، على موعد مع أمسية لـ «فرقة تجلّي للموسيقى الصوفية»، في نشاط جمع بين عراقة المكان والإبداع الموسيقي والشعر الصوفي، أُقيمت برعاية بلدية صيدا و«غرفة التجارة والصناعة والزراعة» في صيدا والجنوب و«خان صاصي»، وذلك بهدف تسليط الضوء على المعالم التاريخية والتراثية الموجودة في المدينة، وتشجيع الناس على زيارتها، والتعرّف من خلالها عن قرب على تاريخ المدينة، وما تتميّز به من غنى تراثي وحضاري.
تقدّم حضور الأمسية: الرئيس فؤاد السنيورة، النائب بهية الحريري، ممثلة النائب أسامة سعد عقيلته إيمان، رئيس «غرفة التجارة والصناعة والزراعة» في الجنوب محمد حسن صالح، ممثل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي عضو المجلس البلدي الدكتور حازم بديع، الفنان أحمد قعبور، أنطوان صاصي وفاعليات اقتصادية وأمنية وأهلية وثقافية، وحشد من المدعوين من صيدا وخارجها.
افتتحت الأمسية بترحيب وتقديم من ميسا حانوني يعفوري وفراس زيدان بإسم المنظّمين، فأشارت يعفوري إلى أنّ «اختيار المكان مرتبط بطريقة غير مباشرة بالموسيقى، وطابع «خان صاصي» التراثي، وما يختزنه من عراقة وذاكرة لحقبات من تاريخ المدينة وجّهنا إلى هذه الفرقة الموسيقية، خاصة أنّ طارق بشاشة هو إبن صيدا، ووجدنا أنّ الموسيقى الصوفية تشبه هذا المكان. وإنْ شاء الله ستكون نشاطاتنا المقبلة موزّعة على كل الأماكن التراثية، ويكون هناك في كل مكان نشاط يشبهه ويليق به».
من جهته، قال زيدان: إنّ الهدف من هذا النشاط هو تسليط الضوء على الأماكن الأثرية في صيدا، وتعريف الناس بأنّ هناك أماكن كثيرة في قلب مدينة صيدا، ربما لم يكونوا يتخيّلوا أنّها موجودة في هذه المدينة، وبإمكانهم زيارتها، واكتشاف ما تختزنه من تاريخ وتراث، ونتمنى على الجميع أنْ يضع يده بيدنا، وأيضاً أنْ يكمل غيرنا ما بدأنا، فيزورون صيدا القديمة ليروا ما تتميّز به».
وعلى مدى أكثر من ساعة، قدّم أعضاء الفرقة «طارق بشاشة، رغيد نفاع، ربيع سيد أحمد، عبودي جطل وزكريا العمر» مقطوعات موسيقية مترافقة مع مقتطفات من روائع كبار شعراء الصوفية أمثال «جلال الدين الرومي، إبن الفارض والحلاج وغيرهم»، أضفت إلى جانب طابع الخان التاريخي والأضواء الملوّنة والخافتة، أجواءً تبعث في النفس على السكينة والتأمل والصفاء الروحي والذهني.
ويُعتبر خان صاصي أحد أهم الوجهات السياحية في صيدا القديمة، وكان قديماً، مخزناً للمؤن وتجمّعاً للخيّالة، كما يُعتبر نصف قصر حمود، الذي شُيّد عام 1711 ميلادية ، ويعود بناؤه إلى الطراز العثماني، حيث يحتوي على قسمين السلاملك والحرملك، وفي هذا الأخير أُقيمت الأمسية.