بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 تموز 2019 02:49م ميناء البترون تحيي ذكرى البحارة وصيادي الاسفنج شهداء لقمة العيش الحر

حجم الخط
احتفال تقليدي فريد من نوعه في لبنان يقام سنويا على ميناء البترون على نية البحارة وصيادي الاسفنج الذين قضوا في البحر بينما هم بفتشون عن رزقهم في عرض البحر. وقد استضاف حرم ميناء البترون المجاور لكنيسة مار اسطفان الاثرية كعادته هذا العام ايضا حشد كبير من الصيادين وعائلاتهم من ابناء البترون والاصدقاء الذين شاركوا في احياء هذا التقليد التراثي.

ترأس القداس الذي أقيم على متن قارب للصيد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، وعاونه راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله وراعي أبرشية طرابلس وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر وكهنة رعية البترون

المطران خيرالله قال بالمناسبة تعودنا منذ سنوات بعيدة، ان نذكر بحارتنا والغطاسين البترونيين من صيادي سمك وصيادي اسفنج الذين أرادوا أن يعيشوا مغامرة البحر، ويخاطروا بحياتهم ويتحدوا العواصف، وهم شهداء المحبة والتضحية والعيش الحر الكريم شهداء البترون هذه المدينة الفاتحة ذراعيها وبحرها لإستقبال كل الناس بقلب مفعم بالمحبة والإحترام وحسن الضيافة.

واضاف مع ذكرى شهدائنا البحارة، لا يسعنا الا ان نشكر الرب على نعمة أغدقها البارحة على أبرشية البترون، ابرشية القديسين، بإعلان البطريرك الياس الحويك، ابن الأبرشية وأب لبنان الكبير، مكرما على طريق القداسة. هذا ما يجعلنا نصلي في هذا القداس من أجل رعاتنا الروحيين والمسؤولين السياسيين والمدنيين بيننا كي يعملوا معا على الحفاظ على لبنان الوطن الرسالة في الحرية والكرامة والعيش الواحد في احترام التعددية، ومن أجلنا جميعا نحن اللبنانيين، كي نكون مؤمنين ملتزمين ومواطنين مخلصين وصادقين في خدمة رسالة المحبة والسلام”.

العبسي
من جهته اعتبر العبسي انه على هذا الشاطىء الجميل نتذكر دائما ان نمط حياة البحارة هو نمط حياة رسولية واسعة وسع البحر.
تطالعهم أيام هادئة حلوة كما تباغتهم أيام هائجة صاخبة . ومع ذلك يركبون البحر كل يوم لأنهم اختاروا هذا النمط من الحياة المليئة بالمفاجأت. ليس معهم لا مزود ولا ثوبان ولا حذاء ولا عصا وهم جاهزون دوما للمغامرة بشجاعة واندفاع . إلا أن هذه المغامرة مبنية على الأمل والثقة. الصياد يركب البحر كل يوم بالرغم من أنه يعلم جيدا أن الخطر يتهدده أو أنه قد لا يصيب شيئا، لكن الأمل عنده كبير فلا يستسلم للخوف ولا يستسلم لليأس والإحباط، بل ينتظر، وقد يطول الانتظار في أحيان كثيرة، ويصبر ويتحين الوقت فلا بد للجو من أن يصحو ولا بد للشبكة من أن تمتلئ. نحن نتعلم من الصيادين الصبر والمثابرة اليومية والرجاء والثقة بالله الذي لا يتركنا بل يملأ شباكنا، كما أنه لا يترك العصافير ولا زنابق الحقل، يطعم تلك ويلبس هذه.


وتابع:”ولا بد في هذا المقام من التنويه بالشكر لما تقوم به أو تسعى إليه الحكومة والوزارات المعنية من خطوات لتحسين أحوال الصيادين وظروف الصيد، من مثل قوارب مراقبة الصيد وحماية الثروة السمكية وخطة تطوير الصيد وضمان الصيادين وتعزيز الأصغر منهم. لا بد كذلك من تهنئة وشكر التعاونية الجديدة على التوافق الذي حصل والذي يؤدي حتما إلى خير الصيادين وحماية وتنمية عملهم”.


بعد القداس، أبحر المركب في عرض البحر حيث رمي أكليل من الزهر في قعر المياه على نية شهداء المدينة الذين قضوا في البحر.
وفي الختام تسلم العبسي مجسم كاتدرائية مار اسطفان من الحرك واسفنجة من بحر البترون من تعاونية صيادي الاسماك والسياحة والتراث.

‎حضر القداس وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير المهجرين غسان عطالله، ستيف عسال ممثلا وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود ممثلا وزير الزراعة حسن اللقيس، النواب نقولا صحناوي وميشال الضاهر وآدي معلوف وسليم الخوري، جورج عطية ممثلا النائب فادي سعد، المقدم شربل انطون ممثلا النائب السابق بطرس حرب،المديرة العامة للنفط اورور الفغالي منعم، قائمقام البترون روجيه طوبيا، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب، رئيس اتحاد بلديات البترون رئيس بلدية البترون مارسيلينو الحرك، رئيس الهيئة العامة لسلامة الغذاء ايلي عوض، رئيس ميناء شكا و جونية المهندس بيار نافع، رئيس تعاونية صيادي الاسماك والسياحة والتراث جورج مبارك وعدد من ابناء المدينة والجوار.