بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 أيار 2019 12:45ص نحالو البترون ينذرون تجار الزعتر والقصعين ويطالبون الدولة بوضع الضوابط

النحالون خلال العناية بالنحل النحالون خلال العناية بالنحل
حجم الخط
تربية النحل في البترون مورد رزق أساسي، حيث يُقدّر عدد النحّالين بـ130 نحالاً، يقومون بتربية ما يقارب الـ6000 قفير. وتتركّز تربية النحل في المناطق الجبلية في تنورين والذوق، كما في المناطق الوسطى الغنية بالسنديان، كحردين وعبرين وراس نحاش ومحمرش وراشا وغيرها من القرى المعروفة بمراعٍ خصبة للنحل، وتزدهر ايضا تربية النحل في ساحل البترون حيث تكثر بساتين الليمون.

وإذا كان العسل يشكّل بالنسبة لأبناء منطقة البترون من أساسيات المونة البترونية ومورد رزق اساسب، الا ان هذا القطاع يعاني كما غيره من القطاعات الزراعية، مشاكل جمة، منها  تراجع الانتاج وانعدامه أحيانا، بسبب انتشار بعض امراض النحل، التي تستدعي متابعة دائمة من النحالين للقفران لمواجهة هذه الامراض منذ بدايتها.

ولمعالجة أمراض النحل يساعد المركز الزراعي في البترون ضمن الامكانيات المتوافرة، عبر الدورات الارشادية او توزيع الادوية الزراعية، إلا ان امراض النحل ليست الاخطر بالنسبة إلى نحالي البترون، إذ إن هطول الامطار خلال فترات متأخّرة من فصل الربيع قد يحد من انتشار  السنديان الذي يشكل الغذاء الاساسي للنحل. كما ان الاختفاء التدريجي لبساتين الليمون في الساحل البتروني  والتمدد العمراني والانزعاج التي يبديه ساكنو الابنية من تواجد قفران النحل بجانب بيوتهم وغياب القوانين التي ترعى هذا التواجد ادى الى انحسار اعداد القفران وبالتالي تربية النحل في الساحل.

والجديد في الموضوع هو الهجمة غير المسبوقة التي ينفّذها تجار نبتتي الصعتر والقصعين، اللتين تشكلان غذاء اساسيا لقفران النحل في منطقة البترون. 

ومنذ مدة تعلو صرخات النحالين في المنطقة، خوفا من الاستيلاء على غذاء النحل البتروني حينا وعلى المراعي احيانا اخرى، في حين ان تجّار هذه الثروات الطبيعية يعتدون على الطبيعة وينفذون هجمات خارج الاوقات المحددة من وزارة الزراعة، ومنذ سنوات والنحالون يطالبون ويرفعون الصوت من دون جدوى.

وتوجّه مؤخرا نحالو البترون الى البلديات والسياسيين  ومحافظ الشمال والى الامنيين لضبط موضوع التعديات، وقد تمنّت وزارة الزراعة على البلديات ضبط وتنظيم هذا الامر من خلال الشرطة البلدية  في اطار التنسيق بين وزارتي الزراعة الداخلية والبلديات لحل هذه المشكلة التي تطال لقمة عيش الناس.

إلا ان المحاولات لم تجد نفعا وتفاقمت الازمة بين مربي النحل في منطقة البترون وزملائهم من خارج المنطقة الى حد اصبح فيه كل نحال بتروني خفيرا على قفرانه لحمايتها من النحل الغريب الذي يتسلل الى المنطقة في ساعات الليل، خصوصا مع توافد الشاحنات المحملة بمئات بالقفران القادمة الى البترون من مناطق اخرى لتقاسم المراعي دون إذن أو مراجعة اي مرجع أو صاحب عقار، ما دفع البعض منهم الى اقامة حواجز عند مداخل القرى والبلدات موزعين الادوار والمهام في ما بينهم لمنع دخول الشاحنات.