المطار - درويش عمار:
بدأت قاعات مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت تشهد ازدحاماً إضافياً في أعداد المغادرين، مع بدء مغادرة الحجاج إلى الديار المقدسة في المملكة العربية السعودية لتأدية فريضة الحج المباركة لهذا العام.
وقد غصت قاعات المغادرة بالحجاج اللبنانيين والفلسطينيين، إضافة الى الحجاج السوريين الذين انتقلوا من سوريا برا الى المطار للمغادرة منه الى السعودية، على متن رحلات كل من شركة طيران الشرق الاوسط والخطوط العربية السعودية.
وتجمّع الحجاج بلباسهم الابيض والحقائب الموحدة في انتظار اتمام المعاملات المفروضة تقنيا وامنيا، ومنهم من وصل قبل ساعات، خصوصا الآتين من سوريا، الذين حضروا الى المطار قبل نحو 6 ساعات من موعد اقلاع طائراتهم، وذلك لاتمام معاملات السفر والاجراءات اللازمة، كذلك هو الحال بالنسبة للحملات الخاصة بالحجاج اللبنانيين، الذين تشرف على الاهتمام بشؤون سفرهم ايضا بعثة من هيئة شؤون الحج والعمرة التابعة لرئاسة الوزراء، حيث يتواجد ممثلون عن هذه الهيئة في قاعة المغادرة ويتابعون امور المغادرين من الحجاج.
شركة طيران الشرق الاوسط - الميدل ايست سوف تسير 60 رحلة اضافية لنقل الحجاج من بيروت الى كل من جدة والمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، بالاضافة الى تسيير رحلاتها النظامية اليومية ما بين بيروت والمملكة، وبالتالي سيكون لـ»الميدل ايست» ما بين 8 الى 11 رحلة اضافية يوميا في هذا الاطار.
أما الخطوط السعودية فتسير 3 رحلات نظامية يومية ما بين بيروت والمملكة، وقد نقلت حتى امس الأول الخميس 475 حاجا ويفترض ان تنقل ايضا حوالي 774 حاجا خلال الايام القليلة المقبلة، ليكون بذلك مجموع ما ستنقله الشركة حوالي 1200 حاجا.
وبحسب المتابعين لأمور الحجاج فإن اعداد الذين سيغادرون من لبنان لهذه الغاية يقدر بحوالى 12 الف حاج لهذا العام، او ما يزيد عن ذلك بقليل وهذا العدد يشمل الحجاج اللبنانيين الذي قد يصل الى سبعة الاف والفلسطينيين الذي يقدر عددهم بحوالى 1500 حاج والسوريين بحوالى 4 آلاف حاج، اضف الى ذلك ان عدداً من المغتربين اللبنانيين والجاليات الاخرى التي يصلون الى مطار بيروت من الخارج لمتابعة سفرهم الى المملكة العربية السعوية لتأدية فريضة الحج المباركة.
هذا، ويستمر تسيير الرحلات الجوية لنقل الحجاج من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت حتى منتصف شهر اب الحالي.
وفي هذا السياق، اتخذت السلطات المختصة في المطار وكل من شركتي طيران الشرق الاوسط والخطوط العربية السعودية كافة الاجراءات اللازمة لتقديم التسهيلات للحجاج من اجل انجاز معاملاتهم، على كونتوارات هاتين الشركتين اضافة الى باقي الاجراءات المطلوبة منهم منذ دخولهم الى قاعات المطار وتسليم امتعتهم وحقائبهم الشخصية وختم جوازات السفر والتفتيش الامني والجمركي وحتى صعودهم الى الطائرات.
وبهذه المناسبة، اعرب عدد من الحجّاج اللبنانيين المغادرين عن سعادتهم العارمة لقيامهم «برحلة العمر»، متمنين ان «يعم الامن والاستقرار لبنان والعالم العربي والاسلامي وان يلهم الله جميع المسؤولين في هذا البلد لكي يلتقوا على كلمة سواء في ما يتعلق بمصلحة لبنان العليا ووحدته واستقراره وبكل ما يسهم في تثبيت مسيرة الامن والاستقرار في البلد».
كذلك اعرب العديد من الحجاج السوريين عن تمنياتهم بأن «يعم الامن والسلام في بلدهم سوريا وان تزداد علاقات الاخوة متانة بين الشعبين اللبناني والسوري وبين البلدين، لان في ذلك كل الخير والمنفعة لكلاهما».
وقال البعض منهم بأنّهم حضروا الى المطار قبل 6 ساعات من مواعيد اقلاع الرحلات من اجل اتمام معاملات السفر والاجراءات اللازمة قبيل الصعود الى الطائرات، وانهم حصلوا على تأشيرات الحج خلال وجودهم في الاراضي السورية وأتوا الى مطار بيروت ضمن حملات منظمة للانتقال منه الى المملكة العربية السعودية. العديد من الحجاج افترشوا الارض وظهرت عليهم علامات التعب خاصة كبار السن منهم، لكن الاصرار على القيام بهذا الواجب الديني جعلهم اكثر إيماناً وتفاؤلاً بما تحمله لهم الايام والاسابيع المقبلة لاتمام المناسك الواجبة على كل حاج، وإتمام رحلة العمر.
إلى ذلك، من المقرر ان يودّع القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان الوزير المفوض وليد بن عبدالله بخاري طلائع بعثات الحج المتوجهة الى الديار المقدسة في المملكة عند الرابعة والنصف من بعد ظهر (اليوم) السبت في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.