بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 آذار 2019 06:35م أسواق طرابلس لم تعد لتستقطب الزبائن وتجارها يدقون ناقوس الخطر

حجم الخط
هل ان أسواق طرابلس التجارية في حالة "الموت السريري؟؟؟"، سؤال مطروح على تجار المدينة الذين أكدوا أن خسائرهم المادية لا تعد ولا تحصى، ومن يبقى واقفاً على رجليه حتى الساعة انما بفضل أملاكه التي يستمد منها القدرة على الاستمرار، ومتى انتهت انتهينا.

من يجول في الأسواق سواء فترة قبل الظهر أو بعده يجد بأنه ما من زبائن لا داخل المحلات ولا خارجها، بالرغم من أن الفترة هي فترة الحسومات على الألبسة الشتوية، والتي كانت في السابق تستقطب الزبائن من داخل المدينة وخارجها نظراً للمؤسسات التجارية المهمة، لكن اليوم أسواقنا لم تعد لتستحوذ على الاهتمام، وما يزيد في الطين بلة ما أشار اليه تجار السوق العريض والذي يشهد منذ حوالي الخمس سنوات أعمال تأهيل من قبل جمعية العزم، لكن حتى الساعة نهاية الأعمال لم تبصر النور وكلما سأل التجار عن السبب لا يجدون من هو مخول بالاجابة، وبالطبع فان هذه الأعمال تخلف الأتربة والغبار التي تدخل المحلات وتزيد من الأضرار.

فكيف يمكن للتجار متابعة مسيرتهم ازاء الأزمات التي يتخبطون بها سنوياً؟

لا أمل سوى بالله

عضو في جمعية تجار البلدية القديمة عمر حجازي قال:"نحن اليوم في مرحلة الصمود والبحث عن كيفية الاستمرار، وهنا أشير الى اننا مؤسسات قديمة وعريقة في مدينة طرابلس ومع هذا لا يمكننا الاستمرار، كل ما نملكه استهلكناه على مدى السنوات الماضية والتشهدنا فيها جموداً رهيباً، المدينة لم تعد لتستقطب الغرباء وهذا منذ سنوات طويلة، لكن يمكن التأكيد على ان الاكتفاء الذاتي ليس سبباً لأوضاعنا الحالية، كون القرى تحتاج للتبضع من المدينة، وتبقى قلة السيولة هي السبب، وهنا لا بد من تدخل الدولة لحل هذه الأزمة لأن انهيار التجار يعني انهيار المجتمع ككل".

وتابع حجازي:" أما فيما خص أعمال التأهيل في السوق والتي طال أمدها منذ خمس سنوات، فاننا نسأل الرئيس نجيب ميقاتي القيم عليها أين أصبحت هذه الأعمال؟؟؟ والتي تنعكس سلباً على أحوالنا، لماذا لا يتدخل ليضع حداً لانهائها خاصة بعدما تفاقمت خسائرنا؟؟ وهنا أسأل الرئيس ميقاتي بيت الطالب في جونية والذي أنشأته تطلب منك خمس سنوات؟؟؟".

ورأى حجازي بأن "أزمات السير المتفاقمة في المدينة تعد سبباً رئيساً للجمود الحاصل كونه ما من مواقف للسيارات وكثر الزبائن الذين يشتكون من ذلك، كنا نتمنى لو أن أن مرآب التل أنشئ وتم القضاء على كل الفوضى الحاصلة، لكن حسبما يبدو فان هناك من يهتم بعرقلة المشاريع التي من شأنها تحسين الأوضاع والحركة التجارية".

وأشار:" نحن نعيش في مدينة نشحذ فيها الأمن والأمان، نشحذ الاهتمام من دولتنا والزعماء فالى متى سنستمر بهذه الحياة؟؟؟ أو ضاعنا أكثر من مأساوية وان كان بالامكان الاستمرار اليوم فغداً كل المؤسسات ستقفل أبوابها، وهنا أشير الى اننا بسبب الوضع السيء لجأنا الى صرف الموظفين مما يعني البطالة في ارتفاع مستمر".

ولفت حجازي الى ضرورة "اجراء انتخابات لجمعية التجار والتي باتت اليوم تضم الكهول والذين هم أشبه بالمومياء، اذا اتفق أهل الساسة لا تتم الانتخابات واذا اختلفوا لا تجري فالى متى؟؟".

نظير الحلبي صاحب محل منذ 47 سنة قال:" لو لم يكن لدي رأسمال كبير لما تمكنت من الاستمرار حتى اليوم، وان بقيت فذلك سيكون بفضل الله وحده، كونه ما من حركة تجارية وما من زبائن في السوق ، وأي موسم لا يمكنه أن يغير شيئاً من الوضع القائم".

وتابع:" الحقيقة لا يمكننا اصدار التوقعات، وكل الوعود التي تطلق من هنا وهناك لا أمل لنا فيها".

أميرة النابوش صاحبة محل منذ 18 سنة قالت:" اختصر بالقول اننا في عيد الأم كنا لا نقفل محلاتنا لغاية الساعة العاشرة ليلاً، ومنذ يومين أقفلنا عن الساعة الرابعة، وفي هذا دليل واضح على أوضاعنا المأساوية، كان الزبون حينما يدخل المحل "يبوس ايدنا بغية الاهتمام به" و "اليوم نبوس ايد الزبون ليدخل المحل"هكذا هي أحوالنا، وربما أقفل قريباً لأنه لم يعد بمقدوري الاستمرار بعدما استهلكت كل ما أملك".

ورأت النابوش:" أن الانفتاح على الأسواق التركية أضر بمصلحتنا فضلاً عن البيع والشراء عبر "الأونلاين" كل هذا انعكس سلباً الى جانب انعدام السيولة، يجب أن يكون هناك حلول جذرية والا فان الأسواق ستموت عما قريب"

مايز المصري صاحب مؤسسة تجارية منذ 50 عاماً قال:"أعمالنا بدأت ضمن الأسواق الداخلية ثم في عزمي ونديم الجسر مما يعني كل مدينة طرابلس، لكن وللأسف الشديد قمنا بتأجير كل المحلات بسبب الأوضاع السيئة والتي تتراجع سنة بعد سنة، ويمكنني التأكيد على أن الحركة التجارية هذه السنة تراجعت بنسبة 100%، مما يعني انعدام كلي للزبائن والسبب الوجيه يعود للطقم السياسي الفاسد،حتى اليوم وهم يتحدثون عن الفساد فاننا لا نرى متهماً خلف القضبان".

ورداً على سؤال يقول:" الأمل وحده هو الذي يدفعنا للاستمرار، سابقاً كانت لدينا فكرة باقفال المحلات وتسليم المفاتيح لمحافظ الشمال، بيد ان الفكرة مؤذية للمدينة ولذا رفض الكثير من التجار تطبيقها، وأعتقد أنه من دون تحرك كبير فان شيئاً لن يتغير بل بالعكس نحن نسير نحو الأسوأ".

وأضاف:" خسائر التجار كبيرة، والمحلات التي أقفلت أبوابها لا تعد ولا تحصى، وحده القادم من الخارج لديه أمل بافتتاح المحلات كونه لا يعلم شيئاً عن الأسواق نتمنى أن تتغير الأمور كون الوضع يمس المجتمع برمته".

وختم المصري مشيراً الى ان "جمعية التجار لا تقوم بأي خطوات ايجابية ولا دور لها في تطوير الحركة التجارية، الكل يعيش حالة تقشف رهيبة لحين يقضي الله أمراً كان مفعولاً".

من جهتها علا تعمل ضمن محل تجاري في الأسواق الداخلية منذ 17 سنة تقول:" كنا لا نهدأ ولا نرتاح من حركة البيع والشراء يومياً، اليوم بتنا نبحث عن الزبون، الأوضاع الاقتصادية صعبة للغاية، ويمكنني القول اننا نبيع بالرأسمال فقط من أجل تأمين أجار المحل، وأعتقد بأنه سنة بعد سنة ستختفي الأسواق وتموت بالرغم من أنهم يقولون بأن السوق حاجة ضرورية، لكن الوقائع تثبت عكس ذلك".

وتابعت:"كل الأسواق تبدأ أسعار الحسومات مع بداية كل فصل، طمعاً في البيع والشراء واستقطاب الزبائن، ومع ذلك فانها عبثاً تحاول، ماذا عسانا نفعل ازاء هذا الواقع المرير؟؟؟".

وختمت:" العائلة لا تملك السيولة والمعاشات التي يتقاضونها يدفعوانها فواتير، لا نعلق الآمال على موسم الأعياد كونها لا تغير شيئاً من الوضع القائم، بالعكس نحن نخشى من اقفال المحل وحينها سنكون بلا عمل وبالطبع سيكثر الفساد والسرقة مما يعني انهيار المجتمع بالكامل".