بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 حزيران 2019 05:26م أفيوني: أولوياتنا الإنماء المتوازن ولامركزية في القطاع التكنولوجي

حجم الخط
قال وزير الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا عادل أفيوني: "من أولوياتنا كحكومة وكوزارة تحقيق الإنماء المتوازن وخلق لامركزية في القطاع التكنولوجي، وأن نفسح المجال لسكان كل المناطق اللبنانية ممارسة العمل والمبادرة في هذا القطاع". أضاف: "بات بين لبنان وسويسرا عنصر مشترك إضافي وهو أن بلدنا بات يمتلك طاقات في القطاع التكنولوجي وشبابنا يتمتعون بمستوى تعليمي عال، ونطمح دائما للتوسع خارج نطاق أسواقنا الداخلية ونكون بمثابة منصة للمنطقة، وكل هذه الصفات المشتركة تجعل العلاقات والتعاون بين سويسرا ولبنان موضوعا مهما ويستحق التوقف عنده".

كلام أفيوني جاء خلال رعايته "يوم التكنولوجيا والابداع" الذي نظمه مجلس الاعمال اللبناني - السويسري بالتعاون مع السفارة السويسرية في لبنان، في المعهد العالي للأعمال، بحضور سفيرة سويسرا مونيكا شموتز كيرغوز ومهتمين.

كيرغوز 
بعد كلمة ترحيبية لرئيس مجلس الاعمال اللبناني - السويسري فرنسوا باراس، قالت كيرغوز: "في العام 2018، توجت المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) سويسرا كأكثر دول العالم ابتكارا. وقد فعلت ذلك للسنة الثامنة على التوالي، ولطالما كانت سويسرا معروفة بقوة الابتكار العالية، نقدم أعلى عدد من براءات الاختراع للفرد، ويسعدني أن أشارككم 4 أمثلة غيرت العالم:

- سكين الجيش السويسري 
تم إنتاجه لأول مرة في عام 1891 بعد أن فازت شركة Victorinox بعقد لإنتاج سكين جيب للجيش السويسري. إنه مشهور للغاية الآن وهو جزء من مجموعة متحف الفن الحديث في نيويورك.

- نسكافيه (1938) 
بعد انهيار وول ستريت في عام 1929، انتهت البرازيل بفائض كبير من حبوب البن. اقتربت البلاد من شركة نستله مطالبة بإنقاذ صناعة زراعة البن من خلال صناعة القهوة الفورية. بعد خمس سنوات من المحاولات الفاشلة، أوقفت نستله التجربة. لكن الكيميائي ماكس مورغنثالر استمر في المحاولة سرا في مطبخه بالقرب من فيفي. قدم أخيرا الصيغة الفائزة إلى نستله التي لا تزال قوية.

- الفيلكرو (1941) 
بعد بضع سنوات، غيرت سويسرا مرة أخرى العالم من خلال اختراع الفيلكرو. في عام 1941، كان جورج دي ميسترال يصطاد في الجبال السويسرية ولاحظ أن بعض البذور تعلق نفسها بملابسه. كان لهذه البذور خطافات صغيرة لتثبيتها بالملابس. وبمساعدة من أصدقاء في صناعة الملابس، قام بتكرار هذه السنانير ووصف اختراعه بأنه "سحاب". اكتسب شهرة عالمية، عندما بدأت "ناسا" باستخدامه لإصلاح الأشياء داخل سفينة الفضاء أبولو في الستينات.

- الشبكة العالمية (1989) 
أخيرا وليس آخرا، أكبر اختراع لكل شيء: الإنترنت. يقع "مركز أوروبا للأبحاث النووية"، سيرن، في جنيف، حيث قام العالم البريطاني تيم بيرنرز لي بإنشاء أول موقع إلكتروني على الإطلاق، مستوحى من شبكة CERN الداخلية المشتركة، أنشأ موقع الويب على جهاز الكمبيوتر الخاص به. في عام 1993، أصدرت CERN البرنامج إلى المجال العام وغيرت العالم إلى الأبد".


أضافت: "يوضح المثال الأخير أن سويسرا كانت دائما بارعة في جذب ألمع العقول من جميع أنحاء العالم للعمل على الابتكار في بلدنا. نحن لسنا خائفين من المنافسة، على العكس من ذلك، نحن نحتضنها ونستخدمها لدفع بلدنا إلى الأمام".

وعن سر الابتكار السويسري، قالت: "الكلمة الأساسية هي التعليم، يتم تصنيف الجامعات السويسرية في كثير من الأحيان بين الأفضل في العالم، ومختلفة عن الجامعات الشهيرة في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، فهي عامة ومتاحة للجميع. يعتمد الاختيار في المدارس والجامعات على الذكاء الفكري وليس على المال، مع هذا النهج، يمكنك الحصول على ألمع من ألمع الطلاب. ليس من المستغرب أن يكون لدى سويسرا من بين أعلى عدد من الفائزين بجائزة نوبل للفرد. نفس القدر من الأهمية من التعليم هو ربط الأوساط الأكاديمية بالصناعة. تستثمر الحكومة السويسرية الكثير في تعزيز الشراكة بين الجامعات والسوق. تبلغ ميزانية Innosuisse، الوكالة الفيدرالية للترويج للابتكار، وحدها مليار دولار لكل 4 سنوات".

أضافت: "هناك عوامل أخرى -أقل وضوحا- لماذا سويسرا قوة عظمى مبتكرة. بفضل نظام راسخ للرعاية الاجتماعية، يمكن للشباب المجازفة بالفعل. إذا فشلوا -وهو ما يمكن أن يحدث عند العمل على الشركات الناشئة- فإن تأمين البطالة الذي يعمل بشكل جيد يدعمهم. لا تقلل من شأن هذا العامل: الاستقرار الاقتصادي مهم جدا لتكون قادرا على خلق بيئة ملائمة للمخاطر. وبنفس القدر من الأهمية، بفضل الاستقرار السياسي والبنية التحتية العامة الممتازة والتعليم المجاني والهواء النقي -باختصار، الجودة العالية للحياة- تعد سويسرا واحدة من أكثر الأماكن جاذبية للشركات الدولية المبتكرة مثل GOOGLE للاستقرار".

وختمت: "لا يوجد عنصر واحد للنجاح في الابتكار. ولكن إذا كان عليك اختيار واحدة، فأعود إلى الأولى: التعليم. أنا فخورة جدا بأن لدينا معنا اليوم ثلاثة ضيوف مرموقين من سويسرا يمثلون مؤسسات أكاديمية متميزة وسيكونون قادرين على إعطائك نظرة ثاقبة في عملهم في تعزيز التعليم والابتكار والبحث ودعم الشركات الناشئة".

أفيوني 
بدوره، نوه أفيوني ب"جهود مجلس الاعمال اللبناني - السويسري من أجل توطيد العلاقات اللبنانية - السويسرية في أكثر من مجال وعلى أكثر من صعيد"، وقال: "ذلك ينعكس إيجابا على هذه العلاقات ويجعل التكامل بين بلدنا الحبيب الذي يطلق عليه منذ تأسيسه بأنه سويسرا الشرق وبين سويسرا الغرب أمرا واقعا وملموسا منذ عشرات السنين ولا سيما على الصعيد الاقتصادي، والذي يزداد زخما في أيامنا الحاضرة في القطاع التكنولوجي، بحيث لم تكن العلاقة الاقتصادية هي فقط الرابط الوحيد بينهما، بل ان أهمية العلاقة اللبنانية - السويسرية تكمن في أن بلدينا يتشاركان في العديد من الصفات والامكانيات، ليس فقط لأن لبنان يسمى منذ تأسيسه بسويسرا الشرق، بل أن الامور أبعد من ذلك، لأن كل من لبنان وسويسرا يتشابهان من ناحية الجغرافيا، ومن ناحية الإتكال على المقومات نفسها لبناء الاقتصاد أي الطاقات البشرية وقطاعات الخدمات والقطاع المصرفي، ومؤخرا بات لدينا عنصر مشترك إضافي وهو أن لبنان بات يمتلك طاقات في القطاع التكنولوجي وشبابنا يتمتعون بمستوى تعليمي عال، ونطمح دائما الى التوسع خارج نطاق أسواقنا الداخلية ونكون بمثابة منصة للمنطقة، وكل هذه الصفات المشتركة تجعل العلاقات والتعاون بين سويسرا ولبنان موضوعا مهما ويستحق التوقف عنده".

أضاف: "منذ أسبوع تقريبا كان لي شرف القيام بزيارة مثمرة إلى سويسرا، وعقدت خلالها لقاءات مثمرة جدا مع المسؤولين السويسريين وقمت بجولة في جامعة البوليتكنيك في لوزان، وتحدثت خلالها مع المسؤولين والطلاب والطلاب اللبنانيين الذين يدرسون في الجامعة. وهنا لا يسعني إلا أن أنوه بهذه الزيارة التي أعتبرها مثمرة حيث تم التطرق إلى مواضيع للتعاون بين لبنان وسويسرا مهمة جدا، وكنت مسرورا جدا بالدعوة والاهتمام والافكار التي طرحت والمجالات المتاحة للتعاون بيننا. وهنا قد يود العديد منا معرفة مجالات التعاون بين لبنان وسويسرا في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي يضج بها العالم، والجواب على هذا التساؤل هو التالي: المجال الاول هو في قطاع الاعمال، لأن لبنان كما ذكرت يمتلك طاقات في المجال التكنولوجي والشركات السويسرية تعد من رواد القطاع التكنولوجي في العالم وتلعب دورا رائدا في هذا المجال".

وتابع: "هنا نتمنى أن يترافق قرار توسع هذه الشركات على أسواق العالم العربي والشرق الاوسط وأفريقيا مع قرارها الاستعانة بالخبرات والامكانيات اللبنانية في هذا المجال، وذلك من أجل خلق منصات للتوسع تجاه الاسواق التي يريدونها عبر لبنان نظرا لما يتمتع به بلدنا من قدرات وصلات وصل ثقافية وإجتماعية، تجعل اللبنانيين جسر عبور بين الشركات السويسرية والاسواق التي يريدون بناء علاقات إقتصادية معها، وبالتالي تلبية الطموح السويسري للتوسع نحو بلدان الشرق الاوسط والعالم العربي وأفريقيا. المجال الثاني هو في دعم سويسرا للشركات الناشئة في لبنان، وسويسرا بلد يملك فعلا أفكارا بناءة وناجحة في هذا المجال ولبنان يعد هذا الامر أولوية بالنسبة له، وهذا ما يفتح المجال للتعاون خصوصا ان هناك طلابا لبنانيين يدرسون في سويسرا مما يشكل عاملا أساسيا في دعم الشركات الناشئة في لبنان وتتطوير امكانياتها، ولذلك علينا وضع برامج مشتركة لدعم هذه الشركات بما يخدم مصلحة البلدين".

وقال: "المجال الثالث هو في الدعم التربوي والاكاديمي، إذ أن للجامعات والمؤسسات الاكاديمية السويسرية دورا مهما لخلق علاقات إقتصادية بين بلدينا، وأثناء زيارتي لمست لدى المسؤولين السويسريين اهتماما جديا بالتوسع في لبنان ولعب دور على الصعيد التربوي والاكاديمي، وهذا يخلق مجالا مهما للتعاون بين لبنان وسويسرا، لأن هذا الامر يمكننا من تبادل ونقل الخبرات في المجال التكنولوجي ويرتد إيجابا على اقتصاد البلدين".

أضاف: "هذه الافكار للتعاون التي طرحتها للتعاون سنحاول ترجمتها على الارض عبر خطوات واتفاقيات بين بلدينا، لأن من أولوياتنا كحكومة وكوزارة تحقيق الانماء المتوازن وخلق لامركزية في القطاع التكنولوجي، وأن نفسح المجال لسكان كل المناطق اللبنانية ممارسة العمل والمبادرة في هذا القطاع. وقد لمست إهتماما سويسريا في هذا الامر، وسأحاول ترجمته على أرض الواقع من خلال مشاريع مع السلطات السويسرية".

وختم: "لا بد ان نقول شهادة حق في دولة حضارية مثل سويسرا وهي أنها كانت على الدوام خير داعم للبنان، وعلينا ان نبني على هذا الدعم للوصول الى مبتغانا في تعزيز التواصل لما فيه خير بلدينا".

جلسة عمل 
بعد ذلك، كانت جلسة عمل تحدث فيها نائب رئيس التسويق وتطوير الاعمال في csm deep tech innovation الدكتور بهاء رستم حول "فرص الشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة"، معتبرا أن لها "دورا وطنيا في مجال نقل التكنولوجيا إلى قطاعات الهندسة الدقيقة والتكنولوجيا الرقمية".

ورأى أن هناك "وسائل جديدة للتعاون بين الأوساط الأكاديمية والاقتصاد، مما يخلق ظروفا مواتية لنقل التكنولوجيا التي تتطلبها صناعات الغد".


كما تحدث عن أحدث التطورات في التكنولوجيا العميقة في الاقتصاد، وأظهر فرص الابتكار المتاحة للشركات اللبنانية.

من جهته، تحدث نائب رئيس جامعة HES-SO للبحوث والإبتكار الدكتور كريستين بيرينولي عن ثلاثة مشاريع تكنولوجية تساعد في التقدم الإنساني، في حين ركز مندوب الشؤون الدولية في EPFL الدكتور أنطوان فرومنتين على أن "الابتكار يساعد على تحسين جودة حياة الأشخاص ويوفر حلولا تساعد في التعامل مع التحديات المجتمعية الكبرى مثل تغير المناخ أو شيخوخة السكان. من المرجح أن يكون للتقنيات المطورة في معهد أبحاث مثل EPFL تأثيرا كبيرا على مجتمعنا".

وقال: "يلعب الابتكار دورا محوريا أيضا في صحة الاقتصاد. إذا كانت الشركات تريد خفض التكاليف على المدى الطويل، أو زيادة هوامش الربح من خلال إنتاج منتجات أفضل أو عن طريق تطوير أسواق جديدة، فعليها أن تبتكر. ويصدق هذا بشكل خاص في بلدان مثل سويسرا، التي لا تملك مواد خام، ولكن من ناحية أخرى، لديها مجموعة كبيرة من العمال ذوي المؤهلات العالية والتي تعتمد شركاتها إلى حد كبير على إنتاج وتصدير السلع عالية التقنية".

وأشار الى أن "البحث العلمي يزرع اليوم بذرة ابتكارات الغد. ومع ذلك، لا يترجم العلم إلى الابتكار بطريقة سحرية. ولا توجد "وصفة مقاس واحد يناسب الجميع" في ما يتعلق بنقل التكنولوجيا"، لافتا الى أن "كل نظام بيئي يجب أن يجد طريقه الخاص".