بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 آب 2018 12:03ص .. إنه «زمن رياض سلامة»

لا خوف على الليرة والإستقرار المالي

حجم الخط
منذ توليه حاكمية مصرف لبنان، قبل نحو 25 عاماً، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة يسجل الإنجاز تلو الآخر، ويحقق ما عجز عنه اترابه السابقون من الذين تعاقبوا على حاكمية المركزي في لبنان، والاهم انه ينتصر على اقرانه من حكام مصارف مركزية في دول يفترض انها تتمتع بقوة سياسية واقتصادية ومالية كبيرة، إذ نحن لا زلنا ننعم بنتائج ومكاسب الاستقرار المالي والنقدي، في حين ان الكثير من الدول التي سبق الإشارة إليها سقطت أو تعثرت عند أوّل أزمة حقيقية واجهتها.
رياض سلامة، وهو طبعاً، ليس بحاجة إلى شهادتي، أو شهادة غيري من الإعلاميين الاقتصاديين للتنويه بالانجازات العديدة والمركزية التي حققها للبنان عامة وللمودع اللبناني خصوصاً، إذ ان رياض سلامة نال مثل هذا التنويه، حتى أكثر من ذلك من كبرى مراكز القرار المالي والنقدي في العالم إذ تمّ اختياره، لأكثر من مرّة أفضل حاكم مصرف مركزي في العالم، وأفضل حاكم في العالم العربي. إلى ذلك حصد سلامة العديد من الاوسمة والجوائز وشهادات التقدير من مؤسسات محلية وعربية ودولية.
«رياض سلامة» قاهر العملات الصعبة كما يحب البعض ان يسميه، أم يعرّف عنه صاحب هندسات مالية مبتكرة، فهو مهندس السياسات المالية والنقدية التي اعطت ثمارها على امتداد نحو ربع القرن، هذه الهندسات هي التي أفضت أولاً إلى بناء صرح مصرفي قوي يحظى بثقة مطلقة لبنانياً وعربياً ودولياً، وثانياً أفضت إلى توفير مناخ من الاستقرار النقدي كان من نتائجه المباشرة حماية مدخرات اللبنانيين وجذب الاستثمارات، والاهم المحافظة على قيمة النقد الوطني، حتى في أحلك الأزمات التي مرّ بها لبنان خلال الـ25 سنة الماضية مثال (جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حرب تموز 2006، الفراغ السياسي المتكرر ان على مستوى الحكومة أم على مستوى الرئاسة الأولى، الأزمات السياسية المتكررة، العقوبات الأميركية، وأخيراً وليس اخراً الحرب التي شهدتها المنطقة منذ العام 2011 وتعرض لبنان لازمات سياسية وأمنية طوال هذه الفترة).
العديد من الدول التي يفترض انها من الدول القوية سياسياً ومالياً وصاحبة اقتصادات كبرى، انهارت عملاتها عند أوّل امتحان سياسي - اقتصادي، وان محدود، تركيا واليونان مثال على ذلك، ولا نقول إيران لأن الأخيرة تتعرض للحصار منذ سنوات طويلة. أكيد ان ما مرّ على لبنان، أزمات أخطر وأكثر من الأزمة التي شهدتها اليونان سابقاً، وتشهدها تركيا اليوم، ومع ذلك لم تهتز العملة اللبنانية، ولم يهتز القطاع المصرفي، «فنحن في زمن رياض سلامة» زمن الاستقرار المالي والمصرفي، زمن مواجهة الأزمات بالعقل وبالخبرات وبالسياسات الناجعة التي لا تتوخى المصلحة الشخصية، انها تستهدف المصلحة العامة، مصلحة لبنان ومصلحة المودعين.. وليس أكثر.
إبراهيم عواضة