بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 نيسان 2020 12:00ص الودائع والائتمان في تصريحات المفتي دريان والبطريرك الراعي

حجم الخط
يُعطي وصف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان المرحلة المصرفية الحالية بأنّها «حرب اقتصادية لسلب أموال الناس بالباطل من المصارف، وأنّ حرمان الناس من مدّخرات جنوها بالحلال وبعرق الجبين، سيتسبّب بدمار المجتمع والأخلاق وإحلال الفوضى»، وكذلك دعوة البطريرك بشارة بطرس الراعي إلى الدولة «المحافظة على ودائع المواطنين التي هي جنى عمرهم واستعادة الأموال المنهوبة»، الائتمان المصرفي بُعداً أخلاقياً، ويعودان بالذاكرة إلى زمن كانت فيه النقود الذهبية توضع في المعابد التي كانت بسبب طبيعة المكان من حيث القداسة، تعزّز الشعور بالأمان وبالحماية.

وهذا ما جعل الشعب الأميركي في العام 1864 يطبع على بعض فئات العملة عبارة IN GOD WE TRUST أو «اتكالنا على الله»، وحرفياً «ثقتنا بالله»، والتي عمّمها الرئيس ايزنهاور في العام 1955 على كل فئات العملة الأميركية، حتى أنّ مرشّحاً علمانياً أميركياً للرئاسة خسر مئات آلاف الأصوات لأنّه دعا في إحدى خطبه إلى إزالة العبارة عن الدولار.

وتأكيداً على العلاقة بين الإيمان والأمانة، وقبل عشرات مئات السنين، وُضِعَتْ عبارة «لا إله إلا الله» على أوّل نقد إسلامي زمن الدولة الأموية، وجاء قبلها في الآيات الكريمة في سور البقرة 283، المؤمنون 8 و9، النساء 58 والأنفال 27، على التوالي: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ}، {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ.. وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ{، }إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا{ و{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}.

وفي جواب لمفتي الجمهورية السابق في مصر وعضو  هيئة العلماء الشيخ علي جمعة على سؤال حول الإيداع في المصارف قال: «إنّ قبول الودائع مستحب، وقد أوجب الحق تبارك وتعالى على المودع لديه أنْ يحفظ الأمانة، وأنْ يردّها إلى المودع عندما يطلبها».