بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 أيار 2024 12:23ص حجار لـ«اللواء»: إظهار الهبة على أنها إنتصار حققته الحكومة ليس حقيقياً

هبة المليار يورو: مساعدة حقيقية أم نصر وهمي؟

حجم الخط
عبدالرحمن قنديل

أعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عن هبة قيمتها مليار يورو يعتزم الاتحاد الأوروبي تقديمها للبنان لمساندته. واكد أن هذه الهبة ستقدم للدولة اللبنانية بشكل مباشر وستكون على دفعات تستمر لسنة 2027، مشيراً الى ان هذه الهبة ستذهب لقطاعات التعليم والصحة وسواها، وسيذهب قسم منها للجيش اللبناني لضبط الحدود، ويُستنتج من حديثه أن هذه الهبة تأتي في اطار ما سمّاهpackage يجري تنفيذه مع الاتحاد الاوروبي ويتضمن بنودا أخرى أهمها إتاحة الهجرة الشرعية الموسمية للبنانيين الى دول اوروبية، مؤكدا في الوقت عينه أن الاتحاد الاوروبي يعتبر أن لبنان من دول الجوار التي تتحمل ازمة النزوح، لذا يعتزم مساعدته ماديا والقيام بإجراءات أوروبية تجاهه وتجاه الشعب اللبناني.
وبالرغم من تأكيد ميقاتي أن الهبة الأوروبية غير مشروطة بإبقاء السوريين في لبنان، فلا وجود لأدنى شك في ان هذه الهبة هي للإنفاق على القطاعات اللبنانية في سبيل مساعدتها على تحمّل مليوني نازح سوري موجودين على أراضي لبنان والإبقاء عليهم اقله لسنة 2027، ولكن هذا الإعلان أثار مواقف سياسية من الجهات كافة والكتل السياسية والنواب الذين اتجهوا بمعظمهم الى رفض الهبة وشجب اي قبول لها حتى على المستوى الشعبي الذي لم يستطع هضم هذه الهبة خصوصاً بعدما تحدث ميقاتي عن البند الذي تضمن إتاحة الهجرة الشرعية الموسمية للبنانيين الى دول اوروبية الذي لم يمر مرور الكرام، وكأنه تلميح على إستبدال اللبنانيين بالنازحين السوريين في لبنان تحت غطاء «الموسمي».
حددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين انفاق المليار يورو على موارد عدة: التنمية الاجتماعية، الإصلاحات الاقتصادية والمالية والمصرفية، محاربة الهجرة غير الشرعية، ومساعدة اللاجئين والمجتمعات المضيفة، لكنها لم تتطرق أبدا الى السبل لعودة النازحين الى بلادهم،وهذا ما أثار الريبة والحذر على المستوى اللبناني فما هو تأثير هذه الهبة ووقعها على اللبنانيين والسوريين؟.
لفت وزير الشؤون الإجتماعية هيكتور حجار في حديث لـ«اللواء» إلى أنه ليست المرة الأولى التي تقوم بها أوروبا بتقديم هبات إن كان على صعيد النازحين السوريين أو على صعيد كل البرامج في لبنان، ولكن طريقة إظهار الموضوع وإثارته أوصلتنا وأوصلت الناس إلى هذا المكان.
وأوضح حجار أنه عقب نتائج الإجتماعات التي حدثت في القصر الحكومي مع الرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الأوروبية، قام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالإعلان عن هذه الهبة في طريقة وكأن لبنان قام بتحقيق إنتصار ناسياً أن ما يتم القيام به هو إعادة توزيع لهذا المال وفقاً لما قاله ميقاتي نفسه في مقابلته الأخيرة.
وأردف قائلاً:«لا شك أن أوروبا تدعم لبنان كما تدعم كل دولة تقوم بإستضافة نازحين، ويتوجب على أوروبا وغير دول تأمين الأموال طيلة بقاء النازحين في لبنان وهذا ما حدث،وليس صحيحاً كما قال ميقاتي أن هذه الهبة هي هبة للبنانيين لأن هذه الهبة هي فعلياً للنازحين والمقيمين السوريين وللأمن البحري وربما للأمن البرّي ولبعض المشاريع الإجتماعية.»
وأشار إلى أن هناك كلام وضجيج وجعجعة كبيرة على هذا الموضوع من خلال طريقة تظهير هذه الهبة وكأنها طريقة لإظهار بطولات ليست في مكانها في الوقت الراهن،والمشكلة الحقيقية القائمة هي الهجرة غير الشرعية بسبب عدم التطرق بالشكل الفعلي لمشكلة النازحين السوريين في لبنان.
وكشف أن قبرص والإتحاد الأوروبي لكي يقوموا بحل مشكلة النزوح غير الشرعي إلى أوروبا وقبرص كوسيلة لحماية أنفسهم من هذا الخطر، والمشكلة ليست في أمن أوروبا أو في أمن قبرص ولا حتى في أمن السوريين الذي نبدي كل الإهتمام فيه بل المشكلة في مكان آخر ولكن يجب على أوروبا وقبرص أن يدركوا أن لبنان أيضاً يعاني من هذه المشكلة وأعداد النازحين السوريين الكبيرة هي المشكلة الكبيرة في لبنان، وإذا تمت حماية البحر والبر من دون التفكير الجدي في موضوع عودتهم حكماً سنكون في حالة إرباك،والعملية هي عملية حسابية باعتبار أن هناك قدرة ولادة عالية وهناك أعداد عالية موجودة، والشباب اللبناني مستعدون للهجرة فإذا كان ولا بد أن يكون هناك هجرة موسمية فلماذا لا يأخذون السوريين إلى أوروبا والإستفادة منهم كيد عاملة؟
وأسف حجار على أنه تم تظهير إنتصارات في غير مكانها، فلا موضوع «تأشيرات العمل الموسمية» يعتبر إنتصاراً ولا جلب «المليار دولار» لمدة أربع سنوات مع دخول الأمن من ضمن هذه الهبة هو إنتصار والدليل الأكبر على هذا الموضوع ما قالته رئيسة المفوضية الأوروبية على أن هذه الهبة ليست لللبنانيين فقط إنما هي أيضاً للسوريين والقسم الأكبر من هذا الملف يوزع على السوريين منذ سنوات وحتى الآن،وإستهلاك المدارس كلفته أكثر بكثير مما يعطى للمدارس، متمنياً من وزير التربية الإعلان عن الكلفة الحقيقية لإعادة إصلاح المدارس سنوياً لتوضيح الأمور، ولو تم التشديد والتمسك بشروط ومطالب اللبنانيين ربما كانت الحكومة حصلت على شروط أفضل سواء كانت مالية أو غير مالية لأن الإمكانية موجودة لتأمين هذه الشروط سواء لللبنانيين أو حتى للسوريين،أما البطولة الحقيقية اليوم هي ذهاب الرئيس ميقاتي لمواجهة ملف النازحين السوريين وليس حماية أوروبا من دون مواجهة ملف النازحين.