وسط أزمة مالية خانقة وجائحة صحية شاملة وشلل شبه تام للأعمال في مختلف القطاعات الاقتصادية، يسوده تسريح جماعي أو جزئي لمئات آلاف العمال باتجاه جيش البطالة المتزايد، وهبوط مريع في القوة الشرائية للعملة الوطنية.. احتفل لبنان قبل نهاية الأسبوع بعيد العمال، ومختلف المناطق اللبنانية طالبت السلطة بكافة أطرافها بوضع خطط إنقاذية خاصة تتناول حقوق العمال وحفظ هذه الحقوق بما في ذلك مدخراتهم في المصارف.
وشهدت وزارة العمل في المشرفية مسيرة شعبية انطلقت باتجاه مصرف لبنان تحت عنوان "العمال عماد الوطن ووقود التغيير"، رفع خلالها المتظاهرون الأعلام اللبنانية ولافتات تندّد بارتفاع سعر الدولار والغلاء المعيشي والبطالة الهائلة وسواها، ثم توجّهت المسيرة الى أمام وزارة الشؤون الاجتماعية، فمصرف لبنان في الحمراء، وسط وجود أمني لافت من الجيش والقوى الأمنية ومكافحة الشغب.
وفي ساحة رياض الصلح، اعتصم الحزب الشيوعي اللبناني والقوى اليسارية، بدعوة من الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين، بعد انطلاقهم في تظاهرة سيّارة، من أمام مقر الاتحاد في وطى المصيطبة باتجاه ساحة رياض الصلح، ورفع المشاركون العلم اللبناني، وسط أناشيد وطنية وثورية. كما حملوا شعارات دعت الى حماية حقوق العمال، وحمّلت السلطة من حكومة ومجلس نيابي، إضافة الى المصرف المركزي والمصارف مسؤولية الأزمة في لبنان، والسطو على أموال الفقراء وأموال الضمان، ودعت الى إعادة الأموال المنهوبة.
أما في ساحة الشهداء فتجمّع عدد من العسكريين المتقاعدين، مجدّدين مطالبهم الرافضة للمساس بحقوقهم، ومؤكدين أنّ «لا ثقة بالحكومة».