دبوسي: المتغيّرات في محيطنا العربي تعزّز دور الفيحاء الإقتصادي
«لو لم أكن من أبناء بيروت الحبيبة، لتمنيت أن أكون أحد أبناء الفيحاء الأبية»، بهذه الكلمات عبّر رئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام، عن حبه لمدينة طرابلس، وذلك خلال حفل التكريم الذي نظّمه «منتدى طرابلس الأدبي»، بالتعاون مع «غرفة التجارة والصناعة والزراعة»، وقد تخلل حفل التكريم توزيع شهادات على خرّيجي دورة تقنيات الظهور الاعلامي 4، وبمشاركة من الاعلامي بسام ابو زيد.
الاحتفال الذي أُقيم في قاعة الغرفة الكبرى، جاء بمشاركة الدكتور عبد الإله ميقاتي ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي، الدكتور سامي رضا ممثلاً الوزير محمد كبارة، مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار، النائبين سمير الجسر وخالد الضاهر، سليمة أديب ممثلة الوزير السابق أشرف ريفي، رئيس غرفة التجارة توفيق دبوسي، المنسّق الإعلامي في تيار المستقبل الزميل رائد الخطيب ممثلاً ناصر عدرة منسق تيار المستقبل في طرابلس، مدير جمعية المشاريع الخيرية في الشمال طه ناجي، نسيم عفيف ممثلاً التيار الوطني الحر، رئيسة سيدات الأعمال ليلى سلهب، وحشد كبير من المواطنين.
بداية، النشيد الوطني اللبناني، ثم كانت كلمة ترحيبية من رئيس منتدى طرابلس الأدبي مروان حيدر، الذي قال: «طرابلس عروبية، وهي كانت ولا تزال الركيزة الأساسية والرافعة الحقيقية لكل القضايا العربية، ومهما عصفت بها الرياح ستبقى قلعة الصمود في طرابلس ميدالية على صدر التاريخ، نحن نكرّم صاحب الرسالة والكلمة الحرة الأستاذ صلاح سلام ونجتمع أيضاً لتخريج دفعة من دورة تقنيات الظهور الاعلامي بحضور العلامة الناصعة في مجال الاعلام المرئي بسام أبو زيد».
دبوسي
رئيس غرفة التجارة توفيق دبوسي استهل كلمته قائلا: «مَنْ نكرّمه في غرفة طرابلس انما هو شخصية عزيزة على قلوبنا جميعاً، وحينما حضر منتدى طرابلس الأدبي ليعرض فكرة استضافة وتكريم الأستاذ صلاح سلام كان جوابي «مدينة طرابلس برمّتها على أتم الاستعداد لاستقباله في ربوعها»، فغرفة التجارة تفتح أبوابها لأي مبادرة تقوم بها الجمعيات فكيف الحال مع الأستاذ صلاح؟؟ ويبقى السؤال المطروح كيف نرى طرابلس في ضوء التغييرات والتطورات الحاصلة في محيطنا العربي ومجتمعنا الدولي؟؟ طرابلس كانت ولا تزال حاجة ماسة للبنان، ففي الماضي القريب كان مرفأ بيروت يكفي الحاجة وكذلك المطار، بيد اننا اليوم بتنا بحاجة لمطار ومرفأ ومعرض ومصفاة ولموقع استراتيجي قادر على أن يلعب دوراً مهماً من لبنان باتجاه المحيط العربي والمجتمع الدولي، ولم يعد من المقبول أن يعيش اقتصادنا ضمن مساحتنا الضيقة، لبنان نجح في تخريج الكثير من الدفعات من شبابه وشاباته بكفاءات علمية مهمة، وهم اليوم في كل أنحاء العالم، من هذا الموقع الاستراتيجي للبنان انطلاقاً من طرابلس «كعاصمة اقتصادية للبنان» ومن الكفاءات العلمية يمكننا النجاح بتشكيل شراكة لبناء وطن الرسالة».
وختم دبوسي: «أستاذ صلاح كل قيادات طرابلس يشرّفها تكريمك في المدينة التي أحببت، كنت دائماً تسعى الى توحيد الصف اللبناني فأهلاً وسهلاً».
أبو زيد
الزميل الإعلامي أبو زيد قال: «أتشرّف بوجودي في طرابلس مرّة جديدة، وأتشرّف في أن أكون في غرفة طرابلس، وأتشرّف بدعوة منتدى طرابلس الأدبي، ولكن اكثر ما يسرّني ويشرّفني هو ان أكون في حضرة الاستاذ صلاح سلام، ومنه نحن الاعلاميين والصحافيين تعلمنا ويجب ان نتعلم، أن نعود الى أصول مهنة الصحافة بعدما لحق وألحق بها الكثير الكثير من الطفيليات التي تكاد ان تقضي على المهنية والثقافة والمعلومة الأكيدة والموثقة والتأثير الايجابي في الرأي العام من أجل بناء مجتمع ودولة في هذا البلد الذي طالت معاناته. تحديات الصحافة كبيرة وكثيرة والتعاطي مع هذه التحديات يجب ألا يكون سطحيا بل من خلال ورشة عمل متعدّدة الأوجه تُعيد للصحافة رونقها وبريقها كقوة قادرة على تحريك الرأي العام والتأثير فيه إيجابا، لا أن تستخدم منصة لإثارة الأحقاد والنعرات والخلافات فتغدو وسيلة في أيدي الكثير من الاطراف تستخدمها من دون ضوابط أخلاقية وبطريقة فوضوية من أجل تحقيق غاية ما أو كسب على حساب الوطن والمواطن».
ورأى أنّ «حرية التعبير والصحافة وحرية الرأي هي أساس من الأسس الالزامية لقيام جمهورية لبنانية فعلية وحقيقة، لا جمهورية الأوهام والازلام، فالصحافة الحرة هي عين الحاكم وصلة الوصل بينه وبين الناس، هي الصوت الذي يرتفع للدلالة على الخطأ والفضيحة والفساد في حقنا وحق الحاكم الذي عليه ألا يتجاهل القضايا المثارة مهما كانت الظروف والاسباب، لان التجاهل يعني الإهمال والإهمال يعني الإمعان في الارتكابات، التي ستشوه أول ما تشوه ثورة الحكم والحاكم. إنّ حرية التعبير في لبنان خط أحمر لم يقو أحد عليها لأنها معمّدة بدم شهداء الكلمة والرأي ومن يحاول ان يقفز فوق هذه التضحيات لا بد وأنْ يسقط في مستنقع لا خلاص منه، مستنقع الظلم والديكتاتورية ونتيجته معروفة ثورة على الظالم».
فتال
ثم كانت كلمة لرئيسة الصالون الأدبي فضيلة فتال التي قالت: «يدرك الكثيرون أن حياتنا الفكرية تشكو شحّاً ثقافياً حاضراً، لكن ذلك ليس مدعاة للتراجع والسكون، ففي واقعنا من يحلم ويحمل هم الفكر، فيستنبطه ويستنهضه في التراث، وآخرون يرونه في اتجاهات فكر الحاضر، وربما كان هناك أيضاً مَنْ يهتم بنا في المستقبل، أما بالنسبة للأخ المكرّم الصحافي القدير الأستاذ صلاح سلام رئيس تحرير جريدة «اللـواء»، التي ما أغفلت يوماً مدينة «الفيحاء» إلا وكانت على صفحاتها عطراً من ليمون وزيتون. الأستاذ سلام رجل من رجالات الاعلام القلائل في لبنان، وهو الى ذلك علامة فارقة في تاريخ الصحافة اللبنانية لما له من دور محوري في التقاليد الصحفية اللبنانية، وإذا تأملنا سيرته الاعلامية نجد أنفسنا أمام علم صحفي من طراز فريد، وقد اختط لنفسه نهجاً في كتابة «البرولوج» بوصفه آلية اعلامية في تيجان الأعمدة الصحفية اللبنانية يختلف كثيراً عن نهج الاعلاميين الآخرين، ولم يكن الهدف من البرولوج عنده سوى الدفاع عن قلمه وعن قلبه وليس تقديم فكرة موجزة عن العمل الصحفي جرياً على العادة المتبعة في الصحافة اللبنانية والعربية، وهذا يعد تقليداً جديداً يسترعي اهتمام النقاد والباحثين، علما بأن أسلوبه هو أسلوب رجل حصين، يخلو من الرتابة أو التعقيد لما نراه من لغة عربية لبنانية اسلامية رائعة شفيفة وشفافة في كل كتاباته، جيدة الصقل والتهذيب الأمر الذي يجعلها تروق لقطاع عريض من قراء الصحافة اللبنانية والعربية».
سلام: أرقام ووقائع عن أحوال طرابلس
كلمة الأستاذ سلام جاء فيها: «اسمحوا لي أولاً أن أعبر عن عشقي وانحيازي الدائمين لهذه المدينة العظيمة، الصابرة على إهمالها، والساكتة عن آلام أهلها، والصامدة في وجه المخططات الشريرة والفتن، والمحافظة على تنوع ألوانها الطائفية، وتعدد قياداتها السياسية، والمتمسكة أولاً وأخيراً، بإيمانها ووطنيتها، وقوميتها العربية الأصيلة. لو لم أكن من أبناء بيروت الحبيبة، لتمنيت أن أكون أحد أبناء الفيحاء الأبية. طرابلس أيها السادة، ليست العاصمة الثانية فقط، بل هي العين الثانية، والرئة الثانية، واليد الثانية والساق الثانية. ليس بالنسبة لي شخصياً وحسب، بل بالنسبة للوطن كلّه، وعندما يضطرب الوضع في طرابلس تختل الحالة في بيروت، ويهتز استقرار الجمهورية بأسرها، وتفقد المعادلة الوطنية توازناتها. طرابلس التي كانت أكثر المناطق اللبنانية تألقاً وازدهاراً قبل الحرب، أصبحت اليوم أفقر مدينة على شاطئ البحر المتوسط، بل هي مدينة منكوبة، بواقعها الاقتصادي المتردي، وأحوالها الاجتماعية المهترئة. وبهذا الإهمال والتهميش القادمين من جانب الدولة ومؤسساتها الفاعلة، تجاه ثاني أكبر مدينة في لبنان. لسنا هنا لنفتح جراح الآلام المزمنة، من المناطق العشوائية والأكثر فقراً في المنكوبين والزاهرية والشلفة في أبو سمرا وحيّ التنك في الميناء، إلى مأساة التسريب المدرسي والتي تصل في بعض الحالات إلى خمسين بالمئة من الطلاب، إلى غياب خطط التنمية والتطوير للمرافق الرئيسية، إلى الإهمال والشلل الذي يهيمن على المؤسسات الحيوية لاقتصاد المدينة، من مطارالقليعات إلى المعرض الدولي، مروراً طبعاً بهذا المرفأ الكبير.
لسنا هنا للبحث عن المشاريع الضرورية والحيوية التي تحتاجها طرابلس، مؤتمرات المشاريع والدراسات استغرقت سنوات وسنوات، وبقيت حبراً على ورق أسيرة الأدراج المقفلة، وغياب الملاحقات الجدية. مشاكل الفيحاء ليست خافية على أحد، ومعاناتها من التهميش وغياب الدولة ظاهرة في مختلف مناطقها وشوارعها، وافتقارها لأبسط مشاريع الإنماء لا يحتاج إلى تثبيت أو توثيق. إنّ الواقع المؤسف الذي تعاني منه الفيحاء منذ عقود من الزمن، بقي مدار نقاشات وتباينات حول برامج العمل وتحديد الأولويات، تحت شعار «من أين نبدأ». وكثيرون منكم يعلمون أنّ بعض المشاريع تعطل تنفيذه، أو على الأقل تأخر سنوات، بسبب الخلاف على برنامج الأولويات. اليوم نحن أمام وصفة عصرية متكاملة طرحها أحد رجالات المدينة المخلصين واختصرها بكلمات أربع: طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية، تحية كبيرة لصاحب هذه المبادرة الاستراتيجية الرئيس توفيق الدبوسي.
»لا نبالغ إذا قلنا إن طرابلس هي أكثر المدن اللبنانية تأهيلاً لتكون عاصمة اقتصادية مزدهرة، وتشكل منطقة جذب للاستثمارات الوطنية والخارجية، وتوفر متطلبات البنية التحتية لمثل هذه الخطوة يُسهل تنفيذها في أسرع وقت ممكن في حال صدقت نوايا أهل القرار تجاه هذه المدنية المظلومة.
- مَنْ يجهل أنّ مرفأ طرابلس بعد توسعته أصبح قادراً على استقبال أضخم أنواع البواخر التجارية والسياحية؟
- مَنْ لا يعلم أنّ مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات على مرمى حجر من المدينة، ولا يحتاج الوصول إليه أكثر من ربع ساعة.
- مَنْ لا يُدرك أنّ معرض الرئيس رشيد كرامي الدولي في الفيحاء، يعتبر من أضخم المعارض في الشرق الأوسط، ولكنه أكثرها إهمالاً.
- مَنْ يستطيع الاستخفاف بالطاقات البشرية المتوافرة في طرابلس، سواء على مستوى الكفاءات والإختصاصات العلمية، أم بالنسبة للخبرات المهنية.
- ومَنْ يُقلّل من أهمية موقع طرابلس الجغرافي وتواصلها مع الشمال السوري، وصولاً إلى الأراضي العراقية.
- وهل ننسى أنّ في طرابلس مصفاة نفط تحتاج إلى إعادة تأهيل وتشغيلها من جديد حتى قبل بدء إستخراج النفط من البحر.
- أما المنطقة الإقتصادية فمن المفترض أن تكون الرئة الأساسية التي يتنفس منها اقتصاد الفيحاء، في حال نجاح خطة جلب الإستثمارات إليها. هذا يعني بكل بساطة ان الخريطة الطبيعية جاهزة لإعلان طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية، وإطلاق ورش التأهيل اللازمة للمرافق الأساسية التي تحدثنا عنها قبل قليل. لسنا بحاجة لإنشاء مرفأ، أو بناء مطار، أو تخصيص مليون متر للمعرض الدولي، ولا للبحث عن أرض مناسبة للمنطقة الاقتصادية الحرة، وسكة الحديد نحو الحدود السورية موجودة وتحتاج إلى تجهيز فضلاً عن تأمين الخدمات الأساسية الأخرى، بما فيها الكهرباء، من داخل المدينة نفسها. المشكلة إذن ليست في طرابلس، بقدر ما هي مشكلة القرار السياسي عند أهل السلطة، الذين يصرّون على التعامل مع طرابلس وأهلها وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، في حين تحظى مناطق أخرى بكل الإهتمام!، وهذه بعض الوقائع على سبيل المثال لا الحصر: تعاني طرابلس من أزمات متزايدة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، الذي يغيب عن المدينة أحياناً يوماً كاملاً، ولم تنفع محاولات إعادة تأهيل محطة قاديشا، ولا إنشاء محطة دير عمار ساعد في تحسين التغذية الكهربائية لطرابلس».
كيدية سياسية
طرح الرئيس نجيب ميقاتي مبادرة إنشاء محطة توليد مخصصة لطرابلس أسماها «نور الفيحاء» أسوة بما حصل في زحلة بعد نجاح مشروع أسعد نكد في تأمين التيار الكهربائي على مدار الساعة لعروس البقاع والقرى المحيطة، فكان أن نام مشروع «نور الفيحاء» في ادراج وزير الطاقة لأسباب سياسية طبعاً، حتى لا نقول كيدية سياسية فاضحة|، وعندما استقدم اللواء أشرف ريفي شركة أجنبية لتأمين الكهرباء على مدار الساعة لم يلق آذاناً صاغية في وزارة الطاقة للأسباب نفسها. وبالمناسبة اسمحوا لي ان افتح هلالين: كانت مصر تعاني قبل ثلاث سنوات من أزمة كهرباء بسبب عجز في الإنتاج وصل إلى 1500 ميغاوات، فاعتمدوا التقنين في القاهرة والمناطق الأخرى. ولكن التقنين ليس حلاً. وزارة الكهرباء لا ميزانية لديها لبناء محطات توليد الطاقة، ولا احتياط البنك المركزي المصري يسمح بإقراض الدولة الأموال اللازمة لتأمين الكهرباء. فكان ان تمّ إفساح المجال أمام القطاع الخاص لبناء محطة التوليد والإستثمار في الطاقة الكهربائية على ان تشتري وزارة الكهرباء الإنتاج وتبيعه إلى المواطنين. تمّ بناء 25 محطة توليد خلال سنة ونصف السنة، وأصبح لدى مصر فائض بالطاقة الكهربائية يقدر بـ 2000 ميغاوات. في حين نحن في لبنان نتحمّل عجزاً سنوياً مقداره مليارَيْ دولار في الكهرباء، ونستأجر البواخر التركية ولا نبني معامل توليد الطاقة، ولا نسمح لرجال الأعمال بالاستثمار في قطاع الكهرباء!.
ثمة واقعة أخرى، تذكرون جيداً عدد المؤتمرات الحكومية التي عُقِدَتْ في بيروت وخُصّصت للبحث في خطط إنماء طرابلس، والتي كان آخرها في عهد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي خصّصت ماية مليون دولار لمشاريع طرابلس بشهادة خمسة وزراء طرابلسيين، بينهم وزير المال يومذاك الأستاذ محمّد الصفدي. وانتظرت طرابلس شهراً بعد آخر، لتنفيذ القرار. ولكن الحكومة ذهبت وذهب معها القرار إلى ادراج النسيان. بالمقابل، وهنا لسنا بوارد المقارنات الطائفية أو المناطقية، أعلن مستشار رئيس الجمهورية المهندس أنطون سعيد قبل شهرين ان ثمة مبلغاً وقدره 253 مليون دولار مخصصاً لمنطقة كسروان سيتم صرفه خلال سنتين على أبعد تقدير لتحسين أوضاع البنية التحتية، وإنشاء أوتوسترادات وتحويل مرفأ جونيه إلى مرفأ سياحي، وتحسين الخدمات العامة في المنطقة. وشدّد المهندس أنطون سعيد على ان المبلغ موجود، وعمليات الاعداد للتنفيذ جارية على قدم وساق، والمناطق المستفيدة تبدأ من ساحل جونية حتى أعلى جرود منطقة كسروان - الفتوح.
طبعاً نبارك لمواطنينا في كسروان بالمشاريع والخدمات الجديدة، ولكن حقنا ان نسأل نوابنا وقياداتنا أين حصة طرابلس وحقها المشروع في الرعاية الرسمية والتنمية البشرية.
كالعيس في البيداء
طرابلس، يا أخوتي وإخواني، ترزح تحت وطأة أزمة بطالة مزمنة وخانقة. دفعت بشبابها إلى سلوك سُبُل لا يرغبون فيها أصلاً وذلك تحت ضغط الحاجة ولقمة العيش، وتسببت الضائقة الإقتصادية بآلاف المشاكل الاسروية والإجتماعية، وارتفعت عمليات الطلاق إلى مستويات غير مسبوقة (حوالى الالفين سنوياً)، وانتشر إستخدام المخدرات وشتى أنواع الموبقات.
هذا الواقع المؤلم يذكّرنا بقول الشاعر الذي يصف قافلة الجمال التي تحمل المياه من منطقة إلى أخرى وهي عطشى: «كالعيس في البيداء يقتلها الظـمأ والماء فوق ظهورها محمولُ».
تنفيذ مبادرة طرابلس عاصمة اقتصادية، وتشغيل المرافق الحيوية في المدينة من شأنه ان يؤمن الآف الوظائف وفرص العمل لشباب طرابلس وأبناء الشمال المحرومين من أبسط الخدمات. وتُشير بعض التقديرات الاقتصادية على سبيل المثال، إنْ تشغيل مطار القليعات يؤمن حوالى عشرة آلاف فرصة عمل، وازدياد حركة المرفأ حوالى ألف، المعرض والفندق بحدود ثلاثة الآف فرصة عمل، المنطقة الاقتصادية تحتاج إلى كادر لا يقل عن مائة موظف، فضلاً عن حاجة المؤسّسات والمصانع لليد العاملة. كذلك مصفاة النفط، ومحطة الكهرباء والمشاريع الإنمائية الأخرى».
ومضى على إنشاء معرض طرابلس أكثر من خمسين عاماً، وصدر قرار المنطقة الإقتصادية قبل عشرة أعوام، واتخذت الحكومة قرار تشغيل مطار القليعات قبل ستة أعوام، وتم تأسيس شركة «نور الفيحاء» قبل خمس سنوات، وخصصت الحكومة مائة مليون دولار لطرابلس قبل ست سنوات. ترى هل سيتكلل صبرنا برؤية طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية رسمياً بعد الإنتخابية النيابية.. أم ان المسألة تحتاج إلى عقود أخرى؟ سؤال برسم قيادات الفيحاء ونوابها أولاً وأخيراً!
الجسر
وقبل توزيع الشهادات على الخرّيجين كانت مداخلة للنائب سمير الجسر، من خارج البرنامج، أكد فيها أنّه كان لمجلس الانماء والاعمار منذ العام 1992 ولغاية اليوم مشاريع بقيمة 382 مليون دولار من دون الحديث عن ترميم المعرض والـ50 مليار والتي صرفت على الضم والفرز في طرابلس، اضافة الى مشاريع أخرى تم تعطيلها بسبب السياسة والتي لم تنتج موازنة على مدار 11 سنة، لأن كل المشاريع تتوقف بمجرد انعدام الموازنة، فكانت الأموال من الصناديق والتي اصطدمت بالكثير من المشاكل سيما منها عدم قدرتها على تغطية أكثر 85 % من قيمة المشروع والدولة اللبنانية معنية باكمال المشروع، اضافة الى عدم وجود الاستملاكات».
وفي الختام تمَّ تقليد رئيس تحرير «اللـواء» درعاً تقديرياً وفاءً لجهوده في مدينة طرابلس وأُقيم حفل عشاء على شرفه في مطعم قصر الشاطر حسن بحضور النائب خالد الضاهر ومفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار ورئيس الغرفة توفيق دبوسي.