فتح الأردن وسوريا يوم أمس الاثنين، معبر «نصيب - جابر» الحدودي بين البلدين، الذي يُعد شرياناً حيوياً لحركة التجارة بين عمان ودمشق وعبرهما إلى بلدان المنطقة.
وفور فتح المعبر مرّ عدد من المركبات من الحدود الأردنية إلى الأراضي السورية في أول مظاهر انبعاث نشاط المعبر المغلق منذ سنوات، ويعد معبر «نصيب - جابر» بين سوريا والأردن، المعبر الرئيس بين 19 معبراً برياً سوريا، ويصفه البعض بالمعبر الأهم في الشرق الأوسط.
والمعبر الذي أغلق في العام 2015 نتيجة ازدياد الخطر الأمني واستحالة مرور الشاحنات بين لبنان والأردن عبر سوريا، أصبح جاهزاً لاستقبال الصادرات والواردات، وقد أكّد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أمس، إمكانية مباشرة المزارعين وأصحاب الشاحنات عملية التصدير، وذلك بعد إجرائه اتصالات مع الجانب السوري، وهذه الاتصالات نفت علامات الاستفهام التي طرحت بشأن منع دخول وخروج البضائع من لبنان وإليه عبر الأراضي السورية.
إبراهيم
ونقل رئيس تجمّع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم ترشيشي عن اللواء إبراهيم تأكيده «إمكان مباشرة عملية التصدير من لبنان إلى الدول العربية عبر معبرَي «نصيب» و»جابر» عند الحدود السورية – الأردنية.
ولفت ترشيشي في بيان، إلى أن «اللواء ابراهيم، بعد اتصالاته بالجانب السوري، أكد أن الطريق مفتوحة أمام المنتجات اللبنانية وأن الوضع عاد إلى طبيعته وواقعه ما قبل أزمة الحدود عام 2015».
وعمّا إذا ما كان الجانب السوري قد أزال التحفظات والشروط التي تردد انه وضعها على الجانب اللبناني قبل السماح باستخدام المعبر المذكور، أوضح اللواء ابراهيم انه «جرى تسوية الأمور مع الأشقاء السوريين ولم يعد هناك أي تحفظ»، بحسب ما أبلغ ترشيشي.
كما أوضح اللواء ابراهيم أنّ بإستطاعة اللبنانيين استخدام المعبر بدءاً من اليوم، إذا ما أرادوا، وأشار في الوقت نفسه إلى أن «الطريق، خصوصاً بين دمشق ودرعا، يحتاج إلى اعادة تأهيل علماً انه سالك في الوقت الحاضر».
ترشيشي
«الأمور طبيعية، والمزارعون يستعدون لبدء التحضيرات»، هكذا وصف الترشيشي حال المزارعين اللبنانيين، وفي تصريح له رأى أن «لا عقدة من الجانب السوري على مرور البضائع اللبنانية»، بل إن المؤشرات الإيجابية بدأت بالظهور فور إعلان الجانب السوري أن المعبر بات مفتوحاً أمام البضائع اللبنانية، إذ «عند شيوع الخبر تلقينا اتصالات من التجار الذين يريدون التصدير من الأردن إلى لبنان، يسألون عن الاستعدادات وإمكانية استقبال البضائع، وبعد الإشارات الإيجابية من اللواء إبراهيم، أبلغناهم بامكانية المباشرة بالعمل. أما من الجانب اللبناني، فمن المنتظر أن يبدأ الاستعداد للعمل منذ اليوم الثلاثاء».
عملية الاستعداد قد يشوبها بعض التأخير بالنسبة إلى بعض التجار والمورّدين، إذ «عليهم صيانة شاحناتهم، والبحث عن سائقين مستعدين لقيادتها إلى الأردن عبر سوريا، وهو أمر ليس سهلاً جداً»، يقول الترشيشي الذي يشير إلى أن الخطر الأمني يدفع كثيرين من السائقين إلى عدم القيادة عبر سوريا، لكن ذلك لا يعني حكماً وقوع أحداث أمنية تضر بالشاحنات وبالسائقين، فعودة العمل في المعبر تعني وجود إجراءات حماية أمنية من الجانب السوري، «فكما في السابق، ستسير قافلات الشاحنات على طول الأراضي السورية، بمواكبة دوريات عسكرية سورية، ويمنع على أي شاحنة التوقف عن السير والخروج من القافلة متى أرادت، بل عليها الإلتزام بتوقيت ووجهة السير لحين الوصول إلى الحدود الأردنية».
زعيتر
من جهته، وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال غازي زعيتر أكد «استفادة لبنان من إعادة فتح هذا المعبَر، إذا ما قمنا بمقارنة الأرقام التي كنا نتكبّدها في عملية التصدير عبر البحر ومدى كلفته على المزارع اللبناني، واستناداً إلى الإحصاءات التي كانت تُعدّ حول مرور الشاحنات من سوريا إلى الأردن فدول الخليج والبحرين وعُمان وغيرها، يتبيّن لنا من خلال كل ذلك، مصلحة كبيرة للبنان في اعتماد مِعبَر «نَصيب» لتصدير البضائع اللبنانية».
وعما إذا كانت هناك شروط على المصدّرين اللبنانيين ليتمكّنوا من نقل منتجاتهم عبر هذا المعبَر، شدد زعيتر على أن «الاتصال بالجانب السوري مستمر على صعيد الوزراء المعنيين بهذا الموضوع»، مشيراً إلى أن «سوريا صدرها رَحِب وتقف دائماً إلى جانب لبنان، مع الإشارة إلى بدء تصدير الموز اللبناني إلى سوريا اعتباراً من اليوم».
وأضاف: إذا نظرنا إلى مصلحة المزارع اللبناني، نجد أن 85 في المئة من منتجاته الزراعية تمرّ عبر سوريا إلى الأردن فالدول العربية المذكورة. ونحن نؤيّد فتح كل المعابر وليس معبر «نصيب» فقط.
مواقف
وكان رئيس الجمهورية ميشال عون قد نوَّه «بالاتفاق الذي تم بين السلطات الأردنية والسورية على فتح معبر نصيب الحدودي بين البلدين»، معتبرا ان «هذا الأمر سيعود بالفائدة ايضا على لبنان، ويعيد وصله برا بعمقه العربي، مما يتيح انتقال الأشخاص والبضائع من لبنان إلى الدول العربية وبالعكس».
وشدَّد الرئيس عون على أن» فتح هذا المعبر الحيوي بعد ثلاث سنوات على اقفاله، سينعش مختلف القطاعات الانتاجية، ويخفف كلفة تصدير البضائع من لبنان إلى الدول العربية، معتبرا أن «على جميع المسؤولين في لبنان، أن يستغلوا كافة الفرص المتاحة لدعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق مصالح المواطنين، والالتفاف حول رؤية وطنية موحدة للنهوض بالاقتصاد، ومواجهة تحديات الأزمة الراهنة».
من جهته غرد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب الدكتور فريد البستاني عبر حسابه على موقع «تويتر» وقال: «ننوه بفتح معبر نصيب الذي من شأنه إعادة تنشيط الحركة الإقتصادية في لبنان وحركة تصدير البضائع إلى مختلف الدول العربية عبر البر. علينا جميعا أن نعمل لزيادة الإنتاج وفتح أسواق جديدة لتصدير منتجاتنا، لاسيما بعد عودة الترانزيت من وإلى بيروت، عبر سوريا والأردن».