نظمت اللجنة العلمية في نقابة المهندسين بطرابلس مؤتمرا بعنوان "إعادة التفكير في طريق النجاح"
بحضور وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات المهندس عادل أفيوني.
وحضر حفل الإفتتاح الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بمقبل ملك، الوزير السابق اشرف ريفي ممثلا بكمال زيادة، نقيب المهندسين في الشمال بسام زيادة،رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة توفيق دبوسي، مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الدولية الدكتور نادر الغزال، عميد كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية البرفسور رفيق يونس، عميد كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية الفرنسية الدكتور أحمد الرافعي، المدير العام السابق لطيران المدني الدكتور حمدي شوق، وحشد من مدراء الكليات الجامعية والطلاب.
المصري
في الإفتتاح النشيد الوطني اللبناني وكلمة تقديم من المهندسة غنى الولي، وألقى رئيس اللجنة العلمية في نقابة المهندسين الدكتور علي المصري كلمة فقال: إننا نسمع يومياعن شباب لا يجدون فرصة عمل لكننا في الوقت ذاته نسمع عن وظائف شاغرة لإختصاصات جديدة لا تجد من هو أهل ليشغلها، فالطاقات الشبابية التي يضيق بها وطننا هي ذات الطاقات التي تسعى دول أخرى لإستقطابها، من هنا جاء مؤتمرنا اليوم الذي يتضمن عدة جلسات حوارية تناقش هذا الموضوع من زاوية مختلفة وتستعرض قصص نجاح متنوعة من إختصاصات ومراحل عمرية متعددة.
زيادة
وألقى نقيب المهندسين بسام زيادة كلمة قال فيها: إن أهمية العلم والتعليم لم تعد محل جدل في أي بلد من العالم وأن الشهادة هي وسيلة وليست هدفا، فأين تكمن فائدتها إن لم تترجم فرصة تحاكي طموح صاحبها وبالتالي تجعل من البطالة بين حملة الشهادات الجامعية أبرز خطايا المجتمع التي يعاني منها الشباب اللبناني، وأمام هذا الواقع كان لا بد من التفكير في سياق إستراتيجي للتحول من نمط الإقتصاد الحالي إلى نمط آخر يوفر الأرضية الصلبة للتغلب على العجز البنيوي الذي يعاني منه الطلب على القوى العاملة اللبنانية ويكون قادرا على إطلاق عملية نمو إقتصادي مستدام.
اضاف: ان النمط الإقتصادي القائم على نشاطات كثيفة الإستخدام لليد العاملة الرخيصة كما هو حال النمط الإقتصادي اللبناني الحالي ليس بمقدوره توليد فرص عمل كافية ومجزية لأفواج القادمين الجدد إلى سوق العمل، ولذلك فإن إطلاق نشاطات عالية الإنتاجية تعتمد على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة بوصفها عامل الإنتاج الرئيسي، بعبارة أخرى على الإقتصاد في لبنان ان يتحول إلى ما يمكن تسنيته إقتصاد المعرفة.
وقال: ان واقع الشباب الخريجين اليوم يجب أن يبدأ من تعزيز القدرات النوعية وتطويرها من خارج الأطر الفكرية السائدة وإستثمار العقل والفكر بما يخدم إقتصادياتنا عبر تحفيز عملية الإبتكار وتطبيق حلول جديدة في شتى ميادين العمل، وبتركيزنا على التخصصات والمجالات المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة ، لأنها الأقدر على رفع تنافسية القطاعات المختلفة عبر رفدها بالآليات والوسائل المعتمدة على الأسس العلمية.
وختم: ان إختيار "إعادة التفكير في طريق النجاح" عنوانا لمؤتمرنا يأتي في سياق التحدي لنقابتنا اليوم لتؤسس أرضية صلبة للإنطلاق نحو المستقبل والإستعداد له بشكل علمي في جميع القطاعات، من خلال مركز للتدريب المستمر ونشاط لجانها العلمية وروابطها ومؤتمراتها الهادفة وتطوير القوانين والمراسيم في المجالين الهندسي والعلمي وتطبيق الأفكار الجديدة ذات الجدوى وتوظيفها بالإسلوب الأمثل في خدمة المجتمع، فالنقابة ستبقى المنصة التفاعلية للأفكار الخلاقة وستبقى تتطلع إلى الحداثة والتطوير خدمة لمهندسينا، لشبابنا، لمجتمعنا ،ولبناننا أولا.
أفيوني
ثم تحدث وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل أفيوني فقال: يسرني أن أكون اليوم بين أهلي واصدقائي وفي بيتي بيت النقابة، وأنا على فكرة عضو منتسب إلى النقابة منذ تخرجي، لذلك عندما وصلتني الدعوة للمشاركة في هذه الندوة وفي هذا الموضوع المهم لبيت الدعوة بكل حماس وبكل إمتنان، وإسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لاشارككم بعض الخواطر والأفكار. ما هذ وزارة تكنولوجيا المعلومات والإستثمار؟ ما أهميتها في هذا الظرف بالتحديد؟ ما دورها مع القطاع الخاص وعلى الأخص مع رواد الأعمال؟ ما هي رؤيتنا وما هي أولوياتنا؟ .
وقال: العالم اليوم يعيش الثورة الصناعية الرابعة حيث اصبحت التكنولوجيا والتقنيات الحديثة جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية وحيث تندمج التكنولوجيا والتقنيات الحديثة مع كل محاولات الآخرين، وحيث نسجل إختراقات وإبتكارات تكنولوجية في مختلف مرافق الحياة، وعلى سبيل المثال: AL Biockchain Robotics IOT
وقال: ان هذا قطاع حيوي يعتمد على الإبتكار والإبداع المستمرين ويلعب دورا محوريا في كل المرافق والمجالات، ولذلك لا يمكن أن نبني إقتصادا عصريا ومزدهرا ومنتجا بدون أن يكون لدينا قطاعا مزدهرا وناجحا في تكنولوجيا المعلومات وبصورة أشمل في إقتصاد المعرفة، فتكنولوجيا المعلومات وإقتصاد المعرفة حجر الأساس في أي خطة نهوض إقتصادية وهذه فرصة لبنان للحاق بركب القرن الواحد والعشرين ولبناء إقتصاد الغد.
وتابع: أنا أعتبر إنشاء هذه الوزارة وفي هذه الحقبة بالذات دليلا على نظرة عصرية ومتقدمة وطموحة. ما هو هدفنا؟ أن نخلق فرص عمل وان نخلق فرص نمو لكل اللبنانيين وعلى الأخص الشباب وفي كل المناطق وعلى كل الأراضي اللبنانية.ان دورنا جزءان، شق القطاع العام والتحول الرقمي في القطاع العام وشق القطاع الخاص وبناء الإقتصاد الرقمي وإقتصاد المعرفة، وأود هنا أن أركز على الشق الثاني لما في ذلك من أهمية للسادة المهندسين.
أضاف: نحن نريد أن نحول لبنان إلى مركز أعمال في قطاع إقتصاد المعرفة، يخلق ويستقطب فرص العمل والرأسمال، ولدينا الإمكانيات والطاقات الشبابية التي تخولنا أن نلعب هذا الدور، من هنا السؤال ما هو دور المهندس؟ كيف نتعاون؟ اولويتنا أن نبني البيئة الحاضنة والبيئة الحافزة التي تشجع على الإبداع وتحفز الإبتكار وتساعد رواد الأعمال وتدعم الشركات من ناشئة ومتوسطة ومتقدمة ونساعدها على الإنتشار.
وقال: في الإقتصاد العصري كل واحد منكم سيتحول في يوم من الأيام إلى رائد أعمال وسيؤسس مشروعا أو سينشىء شركة، في الإقتصاد العصري لم يعد هناك وظيفة مدى الحياة ولم يعد هناك مهنة مدى الحياة، الأمور تتطور بسرعة فائقة والتكنولوجيا تتغير والمهن تتطور وبعضها سيختفي وغيرها سيظهر، ودور المهندس في هذه التغيرات محوري، لذلك من الضروري أن نطور لدى شبابنا القدرة على إدارة التغيراتوالقدرة على الإبداع وعلى الإبتكار وعلى التأقلم.
وختم: دورنا في الوزارة أن نساهم في ذلك ونخلق البيئة المناسبة لنحول لبنان إلى مركز للتكنولوجيا والأعمال وإلى وطن للإبداع، رؤية متكاملة، التعليم والمناهج، الإبحاث، البنى التحتية، سهولة إنشاء الشركات وممارسة الأعمال، الحوافز الضريبية والجمركية، التوسع خارجا، التشريع، إستقطاب الشركات العالمية، ولن يتم هذا المشروع بدون تعاون متكامل.
وأعقب ذلك تسلّم الوزير أفيوني درعا تكريمية من النقيب زيادة.