بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الأول 2018 01:49م موسم التفاح في جرود جبيل بين مطرقة الطقس وسندان السماسرة

حجم الخط
شارف موسم التفاح على نهايته وبدأ معظم المزارعون بتشحيل أشجارهم وسط عدم الرضى عن أسعار بيع الموسم التي لم تناهز قيمته تكاليف الري والرش والتسميد وحراثة الأرض وتشحيل الاشجار وتحضيرها للموسم المقبل. يعني أن تجار التفاح استفادوا كما كل سنة من تعب المزارع .فاشتروا محصوله بأرخص الأسعار.
 
ولم يناهز السعر العشرين ألف ليرة لصندوق التفاح التي يزن عشرين كيلوغرام، طبعا اذا كان ذات جودة عالية .في حين لم يتعد السعر الخمسة آلاف ليرة لصندوق التفاح الذي أصابه التبقّع. وغالبا لا يتم تصدير الا الصناديق ذات الجودة العالية وتبقى الصناديق الاخرى مبرّدة لبيعها في الأسواق المحلية خلال فصل الشتاء.
 
في جرد جبيل يتوزع مزارعو التفاح بين جرد العاقورة وجرد قرطبا المعروف من قبل ألأهالي ب"الشربينة" نسبة" لشجر الشربين اضافة الى المجدل . انتشرت زراعة اشجار التفاح في جرود جبيل بعد اضمحلال زراعة دود القز وصناعةالحرير بسبب دخول الحرير الصناعي الى الأسواق اللبنانية. لذلك توجّه أبناء المنطقة للزراعة وبالاخص زراعة التفاح. تفّاح الجرد الجبيلي في العاقورة قرطبا والمجدل حصد سمعة كبيرة نظرا لجودة مذاقه ونوعيته التي تعود الى جودة الأراضي والمناخ على ارتفاع 1450 الى 1650 مترا" عن سطح البحر. أضف إلى ذلك تعب الاهالي ومثابرتهم الدؤوبة على العناية بارضهم ومواسمهم التي تشكّل مصدر الرزق الأول لاستمرارية للعائلات الذين يقطنون البلدة على مدار السنة.
 
وحتى ان محصوله موسم التفاح يشكل موردا ثانويا لكثير من العائلات التي تهتم بمواسمها الى جانب الوظيفة .وتقصد أرضها مرة أو مرّتين في الاسبوع للاهتمام بالري وكافة مستلزمات الحقل . رافقت شجرة التفاح الجرد الجبيلي منذ الخمسينات. فزراعة التفاح في لبنان كما في جرود جبيل تعتبر الزراعة الثانية بعد زراعة الحمضيات. وفي حين تبلغ المساحة المزروعة بأشجار التفاح في لبنان حوالي 9410 هكتار ،يبلغ الانتاج السنوي للتفاح اللبناني نحو 10 ملايين صندوق بوزن 25 كلغ حسب مسح الجيش اللبناني 2016-2017.
 
ويبلغ انتاج جرود قضاء جبيل الممتد من قرطبا والعاقورة والمجدل وجرودها نحو مليون صندوق سنويا. 90 في المئة من مزارعين التفاح في لبنان عموما ينتجون أقلّ من 1000 صندوق وهم من مالكي الأراضي التي بمعظمهم ورثوها عن أبائهم. فيما هناك نحو 6 في المئة ينتجون أقلّ من 2000 صندوقة.
 
ويتمركز المزارعون الكبار الذين يتخطون الـ2000 صندوق في جرود جبيل ناحية العاقورة والمناطق المجاورة. واللافت انه حصل تراجع كبير حصل منذ خمس سنوات في انتاج محصول التفاح في كافة المناطق الجبيلية كما اللبنانية .ويعود السبب الى عوامل عدة ابرزها عامل الطقس وهطول الأمطار وحبات البرد باكرا مما ضرب ثمار التفاح قبل نضوجها.
 
وادى الى تراجع المحصول الى نصف الكمية المعتادة للموسم يضاف إلى ذلك كلفة اليد العاملة المرتفعة وارتفاع أسعار الاسمدة لمحاربة الأوبئة التقليدية والمستجدة اضافة الى كلفة التبريد نشير انه في جرود جبيل برّادي تفاح أحدهما في قرطبا يلجأ اليه المزارعون رغم انه بتقنية قديمة ممّا يجعل كلفته عالية. وهناك براد آخر في المنطقة يستعمله المزارعون حديثاً من كافة جرود جبيل والبترون هو براد اهمج.
 
ويعتبر المزارعون أن تبريد التفاح بدل بيع المحصول للسماسرة قد يكون أفضل بكثير في ظل غياب الأسواق البديلة . تنتج قرانا اللبنانية في جرود قرطبا كما في كل جرود جبيل كالعاقورة واللقلوق ولاسا وأفقا وغيرها ، نوعين أساسيين من التفاح هما الغولدن والستاركن. ويعتبر هذان النوعان قديمان ويحاول عدد قليل من المزارعين ادخال أنواع جديدة بشكل خجول خوفا" من كلفة الشتول العالية لأنها أجنبية ولا تزرع محليّا"، والحاجة الى اعادة نصب الحقول كاملة" ، وانتظار سنوات لبدء الانتاج.
 
الا اننا نشير ان الطلب يتزايد محليا من المصدرين وتجار التفاح على أنواع التفاح الجديد م أو التفاح الأجنبي المطعّم .ونشير ان هذه الاشجار تأخد وقتاً أقل بكثير لتثمر. يعني ان شجرة التفاح التقليدية المعروفة في جرودنا تحتاج الى تسع سنوات لتبدأ بالانتاج. بينما انواع التفاح الجديدة على سبيل مثل أيس ريد، وان ، سكارليت توب ريد،لا تحتاج أكثر من ثلاث سنوات لتبدأ بالإنتاج. مع العلم ان اسعارها أفضل من أسعار التفاح التقليدي.
 
الا ان الذواقة يعرفون جيداً أن مذاق التفاح اللبناني التقليدي لا يضاهى بأي نوع أجنبي اخر في الختام هل سيعمل نواب المنطقة كما يعدون على أجندة زراعية للاصلاح البيئي والزراعي في جبيل؟ وإلى متى سيكافح المزارع وحيدا ليثبت في أرضه وهو يتكبد الخسائر سنة بعد سنة؟