بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 أيار 2020 08:02ص هل في لبنان نفط وغاز؟

حجم الخط
القنبلة الاقتصادية - السياسية المدوية التي أطلقها رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، و«على مسؤوليته» حسب ما أعلن في مؤتمره الصحافي، جاءت مفاجأة لكل اللبنانيين الذين عولوا طوال سنين عجاف على سنين سمان ينتقل فيها لبنان من مديونية الى فائض غزير. ولو انها لم تكن المرة الأولى التي يتلقى فيها اللبنانيون مفاجأة من هذا العيار عن الاحتمالات النفطية والغازية في البحر والبر.

فخلال شهر تموز من العام ٢٠٠٩ نقلت مجلة «الأكونوميست» عن نائب رئيس تيار المستقبل في حينه غازي يوسف الذي سبق أن تولى ملف النفط في لبنان في احدى حكومات الرئيس رفيق الحريري، التصريح التالي ترجمته:

 «ان القول بوجود بترول في لبنان غير صحيح. وكل التقارير التي اطلعت عليها حتى الآن لا تظهر حقيقة هذه الامكانية. والاشارات المتوافرة هي عن مادة قطران وبقايا فضلات Tar and other residue وليس مواد هيدروكربونية». وهذا كان عن الاحتمالات في البر سبقها في العام ١٩٥٢ قيام شركات لبنانية بتمويل من الملياردير الأميركي ج. غيتي بحفر أبار في مناطق برية في يحمر وسحمر والقاع وتل ذنوب وعدلون، لم تؤد سوى الى مؤشرات أولية دون نتائج نهائية. وعندما في المنطقة البحرية عندما حفرت الشركة الأميركية «تاداين» على الساحل بين جبيل والحدود السورية، جاءت النتيجة نفسها وربما أفضل من النتيجة الأولية التي توصلت اليها الشهر الماضي شركة «توتال» الفرنسية: «مجرد احتمال». 

وحتى بعد الاكتشافات الغازية التي عثرت عليها اسرائيل على بعد ٤٠ كلم عن الحدود اللبنانية، وبأنشطة مسح جيولوجي قامت بها في المناطق اللبنانية قرب الناقورة ومنطقة المطلة، ومعها اعلان قبرص ومصر عن اكتشافات بعشرات الترليونات من الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعي في تلك المنطقة البحرية الممتدة من العريش الى اللاذقية، بقيت حقيقة وجود ثروة غازية أو نفطية أو عدمه في منطقة لبنان البحرية في «دائرة المجهول»، وحتى اليوم بانتظار التحليلات عن المواد المستخرجة من البئر ٤ المفترض ان يتسلمها لبنان خلال شهرين من فرنسا.

ومع ذلك. ورغم كل هذه المؤشرات الحائرة على مر السنين بين الشك واليقين، كانت المشكلة أن هذا الوضع الرمادي تحول عند رئيس التيار الحر جبران باسيل يوم تسلم ملف النفط الى «بشرى» عززها بحملات مبرمجة تحت شعار: «افرحوا أيها اللبنانيون فقد دخل لبنان « نادي الدول النفطية»، وتحول الدين العام الى دائن، والعجز الى قوة، والغيض الى فيض»... ودون أن ننسى وعده في تلك الساعة بـ٢٤ ساعة على ٢٤ ساعة!

نعم أم لا؟

لكن هل يوجد في لبنن نفط وغاز بالفعل؟

كل الأمل والرجاء ان يكون هناك اثنان معاً، والبيان الصادر عن وزارة الطاقة والمياه أمس يُشير إلى ان «الوزارة تعتمد في هذا القطاع على المقاربة العلمية والتقنية والقانونية واتباع الأساليب والإجراءات الشفافية، وان الوصول إلى النتائج مسار طويل يتخلله عقبات أهمها ان إمكانيات النجاح تكون متدنية في بداية مسار الاستكشاف، إذ أنّ تحقيق الاكتشاف يتطلّب حفر العديد من الآبار وقد أثبتت التجارب العالمية أنّ معدّل النجاح هو بئر واحدة من ثلاث أو أربع آبار يتم حفرها في مرحلة الاستكشاف.  

وأمّا في ما يتعلّق بأنشطة الاستكشاف في الرقعة رقم 4 فإنّ حفر البئر الاستكشافية استهدف هدفاً جيولوجياً واحداً على عمق معيّن وفقًا للدراسة التي قامت بها الشركة المشغلة، مع العلم أنّ العشر رقع في المياه البحرية تحتوي على حوالي 60 هدفاً جيولوجياً والتي يمكن استهدافها في أنشطة الاستكشاف في المستقبل.

والنتائج المستخلصة حتى الآن من حفر البئر أكدت وجود نظام بترولي جيولوجي في قاع البحر اللبناني مع وجود للغاز الطبيعي ولكن دون تحقيق اكتشاف من جراء حفر البئر الاستكشافية الأولى. ونحن بانتظار نتائج تحليل العينات التي تمّ أخذها من هذه البئر والتي تعمل شركات الائتلاف على تحليلها، والتي تعتبر على قدر عالٍ من الأهمية في ما يتعلّق بمسار الحفر  في الرقعة رقم 9 وغيرها من الرقع لاحقًا.