ودّعت الكويت أميرها الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي ووري الثرى أمس في حضور عدد من المسؤولين وأفراد الأسرة الحاكمة، يتقدمهم أخوه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي نودي به أميراً للبلاد أمس الأول ليصبح الحاكم السابع عشر للبلاد.
وفي مقبرة الصليبيخات بشمال غرب العاصمة، حُمل نعش الأمير نواف على الأكتاف ولفّ بعلم الكويت.
ونقل التلفزيون الكويتي وقائع صلاة الجنازة التي أقيمت في مسجد بلال بن رباح، الذي بناه الراحل، ويقع بالقرب من قصره.
وشارك رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون، ورئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد الصباح، وجمع من المواطنين وأبناء الأسرة الحاكمة في صلاة الجنازة، وشوهد حاكم الكويت الجديد، وهو يذرف الدموع أثناء الصلاة، فيما أدت مساجد الكويت صلاة الغائب على الأمير الذي رحل بعد 3 سنوات من توليه الحكم.
وبدأت الوفود الرسمية تصل إلى المطار الأميري بالكويت للتعزية في وفاة الأمير نواف، إذ وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الكويت، مساء أمس لتقديم واجب العزاء والمواساة، على رأس وفد من أبناء الأسرة المالكة والمسؤولين السعوديين.
كما وصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وملك الأردن عبد الله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، لتقديم واجب العزاء.
كما وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وأعلنت الكويت السبت، الحداد 40 يوماً ونكست الأعلام، كما أغلقت المؤسسات الحكومية حتى الثلاثاء، فيما عمّ الهدوء أرجاء البلاد، وخيّم عليها الحزن كما علت في الشوارع شاشات أشادت بمناقب الأمير الراحل كُتب على بعضها "رحم الله أمير الحكمة والتسامح والسلام".
وتوفي أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، السبت، عن عمر 86 عاماً، وفق ما أعلن الديوان الأميري، بعد عهد دام ثلاث سنوات.
وقال الديوان الأميري في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي: «ببالغ الحزن والأسى، ننعى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الذي انتقل إلى جوار ربه ظهر اليوم السبت».
وقطع التلفزيون الرسمي الكويتي في وقت مبكر السبت بث البرامج المعتاد، وبث تلاوة من القرآن.
وكان وزير شؤون الديوان الأميري بدولة الكويت، الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح، أعلن في 29 تشرين الثاني الماضي، أن الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح دخل المستشفى على أثر وعكة صحية طارئة ألمّت به؛ لتلقّي العلاج اللازم، وإجراء فحوصات طبية.
وأدى أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح اليمين الدستورية في 30 أيلول 2020 أمام مجلس الأمة خلفا للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وذلك طبقا للمادة 60 من الدستور الكويتي التي تنص على أن يؤدي الأمير الجديد القسم أمام مجلس الأمة.
وتقلد الشيخ نواف، المولود عام 1937، مناصب وزارية عدة، منها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والدفاع والداخلية حتى ما بعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991.
وعرف الأمير الراحل بتواضعه، ونال لقب "أمير العفو" لأنه أصدر العديد من قرارات العفو خلال سنوات حكمه الثلاث، آخرها مرسوم أقره مجلس الوزراء أواخر الشهر الماضي للإفراج عن عشرات السجناء السياسيين.
(الوكالات)