بيروت - لبنان

اخر الأخبار

المملكة العربية السعودية

14 تشرين الأول 2019 10:22ص واحة العُلا السعودية.. مقصد العلماء لدراسة حضارة عمرها آلاف السنين

حجم الخط
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريراً، بقلم بيير بارتيليمي، عن منطقة العلا في السعودية، حيث قال إنه من أجل دراسة ثلاثة آلاف عام من تاريخ مملكة دادان البائدة في المملكة، أرسلت باريس ست بعثات علمية ضمن إطار الشراكة الفرنسية - السعودية.

عام 1326، توقف المستكشف ابن بطوطة في واحة العُلا خلال رحلته الأولى إلى المدينة ومكة، سالكاً الطريق القديم للقوافل المحملة بالمرّ واللُبان ووصفها قائلاً: "إنها قرية كبيرة وجميلة تملؤها بساتين النخيل وتتمتع بمصدر مياه خاصة، حيث يبيت الحجاج أربع ليالٍ كي يقضوا لوازمهم ويغسلوا ملابسهم ويودعوا الفائض من الطعام ويأخذوا ما يكفي حاجتهم".

وتقع العُلا في أضيق نقطة بالوادي، على طبقة من المياه الجوفية التي لا تقدر بثمن في هذه البيئة القاحلة والملائمة لصنع أفلام الغرب الأميركي. هذه القرية معروفة في العالم العربي منذ قرون. وفي الواقع إن تاريخ الواحة أقدم من ذلك بكثير، إذ تقع بقايا مدينة دادان على بُعد أقل من ثلاثة كيلومترات باتجاه الشمال من المدينة الحالية، وهي عاصمة للمملكة التي تحمل نفس الاسم، وهي حضارة عاشت ما بين القرن التاسع ونهاية القرن السادس ما قبل الميلاد، ومن ثم مملكة لحيان، من القرن الخامس حتى القرن الأول قبل الميلاد.

اهتمت فرنسا بالانفتاح الثقافي وأرسلت ست بعثات علمية في سبيل دراسة ثلاثة آلاف سنة من التاريخ في السعودية، ضمن إطار الشراكة الموقعة في نيسان 2018 من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون، وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

والوكالة الفرنسية لتطوير العُلا (Afalula) هي منظومة قائمة هدفها الرئيسي تطوير المواقع السياحية في المنطقة، لكنها تهدف أيضاً إلى التعمق في التراث الطبيعي والثقافي للمنطقة وستبدأ بــ"مشروع تنقيب شامل عن دادان"، وفق ما أكد جان فرانسوا شارنييه، المدير العلمي للوكالة الفرنسية لتطوير العُلا.

صورة ذات صلة

100 عام
وأشار شارنييه: "نريد أن نفهم على نحو أفضل ماذا حدث في الألفية الأولى ما قبل الميلاد، وماذا تعني تلك الكتابات؟ ومن أي السلالات؟ وكيف تمت عملية الانتقال ما بين حضارات دادان ولحيان؟ سوف يستغرق الأمر 100 عام، لأن الموقع الثري بالكاد تم تنقيبه، وحتى البحوث قد تستغرق وقتاً طويلاً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن أعمال التنقيب المنفذة عام 2004 لم تكشف إلا عن 4% من دادان.. وهناك نقطة أخرى أراد جان فرانسوا توضيحها: إننا لا نعرف من عاش في الواحة خلال الحقبة التي سيطر فيها الأنباط على المنطقة، مع مدينة الحِجْر التي تقع على بُعد كيلومترات في الشمال".

من جهته، أكد عبد الرحمن السحيباني، المستشار بعلم الآثار والمحافظة على التراث الثقافي بالهيئة الملكية لمحافظة العُلا، أن "ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول بعد الميلاد تزامنت نهاية مملكة لحيان إلى حد ما مع ظهور الأنباط ولكن ما يثير الدهشة أنه لم يتم ذكر اللحيانيين في النقوش الكثيرة للأنباط، بيد أنهم تحدثوا عن كل شيء".

وتقع واحة العُلا -التي بفضلها يوجد كل شيء بالمنطقة في قلب مشروع متعدد التخصصات. وقال شارنييه: "من أجل إنقاذها لا بد من فهمها".

المصدر: "العربية نت"