بيروت - لبنان

اخر الأخبار

تكنولوجيا

25 شباط 2018 12:39م حالة جيولوجية نادرة... "صخرة تلد في البرتغال"

حجم الخط
عثر علماء الجيولوجيا على صخرة ضخمة من الغرانيت في سلسلة جبال "فريتا" شمال البرتغال، تُخرِج بشكل دوري حصاة صغيرة الحجم. هذه الظاهرة الجيولوجية الغريبة تُعرف باسم "بيدراس باريديراس"، وتُترجم للإنكليزية إلى "الصخرة التي تلد"!

صخرة ضخمة تبدو كأنها تلد حصاة صغيرة بشكلٍ دوري!
على مقربة من قرية تُسمى "كاستانهيرا" في البرتغال، تمتد صخرة ضخمة على قطعة من الأرض أبعادها 1000*600 مترًا. اللافت أن سطح الصخرة مُغطى بعقيْدات صغيرة على شكل أقراص ثنائية يتراوح عرضها بين 2 - 12 سم. وبفعل عوامل التعرية من الحرارة والتآكل، تنفصل هذه الصخور الصغيرة عن السطح وتترك مكانها بُقع مُعتمة. وتتكوَّن هذه الحصوات الصغيرة من نفس التركيب الغرانيتي للحجر الأم، لكن بطبقة خارجية من معدن "البيوتيت"، وهو نوع من معادن الميكا لديه مقاومة ميكانيكية قليلة جدًا.

كيف تتشكّل هذه الظاهرة؟
ما يحدث أن الماء من الأمطار أو الندى ينتقل إلى داخل الشقوق في طبقة الميكا من الصخرة، ثم يتجمّد بحلول فصل الشتاء. ومع التجمُّد، فإن شذوذ الماء يؤدي إلى توسُّع الثلج داخل الصخرة ويعمل كالإسفين الذي يتعمَّق داخل معدن البيوتيت كل شتاء، حتى يُجبَر في نهاية الأمر على الخروج على شكل عقيْدات صغيرة من الجرانيت. ويستلزم الأمر مرور مئات فصول الشتاء حتى تتشكَّل الظاهرة.

أساطير وخرافات محلية..
ظاهرة نادرة كظاهرة "بيدراس باريديراس" عادةً ما ترتبط بخرافات وأساطير محلية. إذ يعتقد السكان المحليون في قرية "كاستانهيرا"، أن هذه الظاهرة ترمز إلى الخصوبة، ويُعتقد أن النساء الراغبات في الحمل يُمكن أن يزدنَ من خصوبتهنَّ عبر أخذ حصاة من الحصوات الصغيرة ووضعها تحت وسادة النوم. أما في الواقع، فإن أخذ أي حصاة صغيرة من حصوات البيوتيت الناتجة من الصخرة الأم يُعتبر محظورٌ لأهميتها الجيولوجية، وفق قرار اليونسكو، ذلك لأن الصخرة الغرانيتية باتت جزءًا من حديقة أروكا الجيولوجية المُعترف بها من منظمة اليونسكو للتراث العالمي. يُذكر أن ظاهرة مماثلة تحدث في الصين لجُرف صخري يُخرج حجارة كبيرة على شكل بيض كل 30 عامًا، أو نحو ذلك. وفقًا لسكان المنطقة، فإن الجرف الصخري يبدو كأنه "يلد" حجارة على شكل بيض كبير الحجم بقطر يتراوح بين 30 * 60 سم، ووزن يصل إلى 300 كجم. وعلى غرار الحصوات البرتغالية، فإن السكان المحليون في الصين يعتقدون أن هذه البيوض الحجرية تجلب الحظ السعيد وتزيد من خصوبة النساء! حاليًا، هناك 70 بيضة حجرية معلَّقة على الجرف بانتظار أن تنفصل عن السطح خلال بضعة عقود.