بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 تشرين الثاني 2017 12:03ص 3 ورثة إختلفوا على بيت العائلة وتصالحوا بعد بيعه

متعة التمثيل مدهشة بين يارا أبو حيدر وجيسي يوسف خليل

حجم الخط
أروع ما في المجال الفني هو الاكتشاف.
نعم التعرف على أعمال فنية وراءها مبدعون لم نعرفهم من قبلهم في صور فنية حقيقية. وهذا حصل معنا مع فريق مسرحية: «البيت» أول إخراج للممثلة التي ظهرت في عدد من الأعمال كممثلة: كارولين حاتم عن نص لـ أرزة خضر نرفع لها القبعة على هذا النموذج، ومعهما الرائعتان حتى الثمالة: يارا أبو حيدر، وجيسي يوسف خليل، والممثل الشاب طارق يعقوب.
دعينا إلى واحد من ثلاثة عروض (21، 22، أو 23 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) كمدخل للتعريف بالمسرحية المبرمجة على لائحة مسرح مونو ما بين 8 و18 شباط/فبراير 2018، ونحن نؤكد أن عشرة أيام لن تكفي أبداً وستكون هناك ضرورة للتمديد إذا سمحت برمجة الحجوزات المكثفة عادة...
أجمل ما في «البيت» أنه عمل خاص، غير مترجم، أو مقتبس، وكل ما فيه محلي لبناني، مع موضوع قد يحصل في عائلات كثيرة لشيوعه، كتبته «أرزة» منذ تسع سنوات ضمن ورشة كتابة مسرحية نظمها مسرح «الرويال كورت»، وقدمت على شكل قراءات في عدّة عواصم عالمية، ونقلت لأول مرّة إلى خشبة لبنانية مع فريق نوعي رغم قلته، وهو متحفز لتقديم نص يحبه.
يزن وكارولين حاتم وراء إنتاج العمل، وتولت كارولين وضع رؤيتها الفنية كمخرجة لمادة عشقت تفاصيلها نسجتها «أرزة» عن ثلاثة إخوة مات ذووهم وتركوا لهم بيتاً قديماً يساوي أكثر من مليوني دولار، الشقيق وحده المتزوج والشقيقتان عازبتان، لكنهما غير منسجمتين مع بعضهما البعض لأن إحداهما (جيسي يوسف خليل) قررت من زمان الانسحاب من المنزل والعيش لوحدها بعيداً عن العائلة لأنها لم تكن تطيق تصرفات الوالدة، وخنوع شقيقتها (يارا أبو حيدر) التي ترضى بحياة لا حياة فيها، لم تعرف رجلاً أبداً ولا تخرج أبداً من المنزل وهي دائماً تمالئ والديها، وتفعل ما يريحهما دونما سؤال.
أولاً واكبنا أداء رفيعاً متناقضاً في تفاصيله بين «يارا» و«جيسي» كنا مع ممثلتين محترفتين، مؤثرتين لا نقاش في قيمة ما تقدمانه، لأن كافة المواقف التي قدمتاها كانتا فيها في القمة، حتى عندما رقصتا قاتما بذلك بشكل مختلف عن السائد في عملية مزج بين الكوميديا السوداء، وبعض الكوميديا اللايت، وكانت المشهدية خارقة في مدلولها وعملية تنفيذها على مسرح Ked الثقافي.
فعلاً أخذتنا الممثلتان إلى عوالم أخرى، كانتا كما يجب، وشعرنا بان ما تفعلانه، وما تعبران عنه إنما هو صدى ما نسمعه في يوميات حياتنا، ما سمعناه موجود بالكامل لذا كان التفاعل معهما في القمة، «يارا» التي تبدو الخاسرة الوحيدة في العائلة، فهي لم تفز برجل، وفقدت سندها الرئيسي والديها، وها هي أخيراً بصدد مغادرة المنزل بعد نجاح «جيسي» في تأمين بيعه، إثر معارضة مذهلة لذلك من شقيقتها وصلت حدّ تقريب شقيقها (طارق يعقوب) من موقعها وكتبت له حصتها في المنزل شرط ألا يوافق على بيع المنزل، لكن تبين أن التخطيط المدني يلحظ مرور أوتوستراد في عقار المنزل، فإعتمدت جيسي على هذه الحجة لتأمين توافق الإخوة على بيع المنزل.
«أنا أكرهه لا أحبه، ولم أحب يوماً من فيه، كنت أختنق»، بهذه الروحية تعاملت «جيسي» مع «البيت» وكل همها أن تتخلص منه، وحسبت أن لكل واحد من الثلاثة حصته 800 ألف دولار بإمكانه أن يشتري منزلاً وأن يعيش عيشة رخاء، وهكذا كان، وبعد البيع فاز الإخوة بالفرح، والتفاؤل وعاد الانسجام إلى أرواحهم، وباتوا يدعون بعضهم البعض إلى بيوتهم الجديدة، بدل السابق الذي لطالما إختلفوا حوله وعليه.
أهمية المسرحية، في فريقها الكامل مخرجة وكاتبة وممثلين. شاهدنا عملاً ينغرس في الذاكرة، أحببناه وباركناه.